ثلاث قصائد لروضة / نجوان درويش، علي مواسي، سوسن غطّاس
لقدْ سبقْتِنا في الصّعود / كلُّ ما في الأمرِ أنّنا تأخّرنا / نقتفي خطواتِكِ الواثقة. / سبقْتِنا / وتركتِ الزّمان / يَنْدى جبينُهُ / ونحنُ نَنْزِلُ التّلال / مِنْ وداعك.
روضة بشارة – عطا الله
.
ونحنُ نَنْزِلُ التّلال
| نجوان درويش |
نجوان درويش
يَنْدى جبينُ الزّمان
في وداعك
ونحنُ نصعَدُ التّلال
حيثُ ستجاورينَ الأشجار:
قلوبُنا أَحجارٌ ثقيلةٌ
وغشاوةٌ منَ الألمِ المُسكِرِ تدفعُ رؤوسَنا.
.
لقدْ سبقْتِنا في الصّعود
كلُّ ما في الأمرِ أنّنا تأخّرنا
نقتفي خطواتِكِ الواثقة.
.
سبقْتِنا
وتركتِ الزّمان
يَنْدى جبينُهُ
ونحنُ نَنْزِلُ التّلال
مِنْ وداعك.
.
(حيفا، 30-12-2013).
.
***
.
توبيخ
| علي مواسي |
علي مواسي
نعلّقُ الكلماتِ والصّورَ على الحيطانْ
نقولُ: نحبُّكِ
نعلمُ أنّكِ لنْ تعودي
نعلّقُ!
.
ماذا يفيدُ نقشُ الكلامْ؟!
هل يردُّ البسمةَ للشّفةِ اليباسْ؟!
.
كلامُ بعدَ الموتِ للأحياءِ لا الموتى
لنا لا لكِ
حتّى هذا الكلامْ.
.
سأدعو الموتَ يومًا إلى فنجانِ قهوةٍ
أُريهِ صورتَكِ
أوبّخُهُ.. أقولُ: أخطأتَ واستعجلتْ!
.
سيتّهمني بالكفرِ
.
في وجههِ سأبصقُ
وأمضي إليكِ
.
روضة!
.
(باقة الغربيّة، 30-12-2013).
.
***
.
سيّدةُ القمحِ والقصبْ
| سوسن غطّاس |
هذا الّذي يخرجُ
عنْ طوعِها
ينحسرُ عندَ أقدامِ السّحابِ
يقفُ بينَها وبينَ
بريقِ العينينِ واللّمى،
فيما يشبهُ نداها المطلَّ
على فضاءٍ لا يفضي
إلى شيءْ
.
هذا الّذي لم يولدْ كي يفنى
لم يكنْ في معاني التّلاشي
هو الّذي
يخرجُ من صوتِها وصمتِها
حشرجاتٍ
مبتورةَ الجناحِ
تصلّي ولا تصلّي
.
راعيةٌ مبحوحٌ عزفُها
على شبّابةٍ في آخرِ المدى
أغنية “راعٍ وحيد”
ينشدُها الحبُّ لسيّدةٍ
من قمحٍ وقصبْ،
تتركُهُ يتيمًا
تمضي لفضائِها
والأرضُ تبكي عطاءَها
وأرواحٌ تميلُ
تبحثُ عنْ رياضِها
فيما تبقّى لها منْ
منافٍ في الجسدْ
.
هذا الّذي يخرجُ
عن مألوفِنا
يغيّبنا كشعوذةٍ
وموتٍ قليلْ
.
ستأتي سيّدةُ القمحِ والقصبْ
ذاتَ يومٍ
منْ سنابلَ
تَعِدُ الوطنَ
بمواسمِ حنطةٍ
ترسمُ قمرَها
مكتملًا
والقصبَ نايَ العاشقينْ
.
(الرّامة، 07-01-2013).
