تلوّث لغويّ..!/ أسعد موسى عودة
|أسعد موسى عَودة| قد يكون الوصف أعلاه هو الأوفر حظًّا ل […]
تلوّث لغويّ..!/ أسعد موسى عودة
|أسعد موسى عَودة|
قد يكون الوصف أعلاه هو الأوفر حظًّا لما شهدته وتشهده وستشهده لغتنا الجميلة من تحريف؛ بلَحَن ولَكَن خَواصّ أهلها والعَوامّ، على حدّ السّواء، وكَيْلا أكونَ مُنْتَحِلاً متزيّنًا بذلك أمام النّاس؛ كما علّمنا أستاذنا عبد الله بنُ المقفَّع (106 – 142 هجريّة / 724 – 759 ميلاديّة) في درّته اليتيمة؛ فالوصف أعلاه – أعني الإقران بين التّلوّث واللّغة، معنويًّا لا حرفيًّا – سمعته – أوّلَ مرّة – بلسان الفنّان المِصْرِيّ الفذّ، أحمد حِلْميّ، في شريطه (فيلمه) “عَسَل أسوَد” أو باللُّكْنة المصريّة المحبوبة المأنوسة، “عَسَلِ اسْوِد” أو “عَسَل إسْوِد”، وهو شريط (فيلم) هَزْلِيّ (كومِديّ) هادف، وقد جاء – في نظري – قمّة في الرّسالة والأداء.
وهذا التّلوّث اللّغويّ، شأنه شأن أيّ تلوّث آخر، هوائيًّا كان أو مائيًّا أو ترابيًّا أو بيئيًّا بالمُجمَل، لا بل هو أخطر؛ حيث يترك آثاره السّلبيّة فينا من دون أن نشعر، من تشويه لحواسّنا الإنسانيّة كاملة، زِد على ذلك تشويه الوعي والنّفْس والثّقافة، حتّى يُحيلنا – ومن دون أن نشعر، أيضًا – مَسْخًا من البُلْه الأشقياء! فَقُوا أنفسَكم وأهلِيكم نارًا! ألا هل بلّغت؟ اللّهمّ فاشهَدْ!
الصّيّاد
كثيرًا ما يسمعهم الصّيّاد يقولون ويقرأُهم يكتبون: البُلَهاء والبؤساء؛ باعتبار الأولى جمعًا لأبْلَه؛ واعتبار الثّانية جمعًا لبائس؛ وذلك كلّه من الخطأ بمكان. فجمع أبْلَه بُلْه، كما جاء أعلاه؛ وجمع بائس بُؤس وبائسون، أمّا البؤساء فهي جمع بَئيس؛ أي من اشتدّ وشجُع، وشتّان بين هذا وذاك! وقد أخطأ حافظ إبراهيم، شاعر النّيل، بوضع “البؤساء” ترجمة لعُنوان رواية الأديب الفرنسيّ ڤيكتور هوچو: MisérablesLes . ألا هل بلّغت؟ اللّهمّ فاشهَدْ!
سُئِلْتُ.. فَأجَبْتُ..!
جاءني صديقي المحترم والصِّحافيّ الملتزم بسؤال عن بيت العقرب، ما اسمه؟ فأجبت: إنّه السُّكّ وجمعه سِكاك وسُكوك. وإليكم تفصيلَ أسماء بيوت الإنسان والحيوان؛ فنقول: وَطَن النّاس؛ ومَراح الإبِل؛ واِصْطَبْل الدَّوابّ؛ وزَرْب الغَنَم؛ وعَرِين الأسد؛ ووِجار الذّئب والضَّبْع؛ ومَكْوُ الأرنب والثّعلب؛ وكِناس الوَحْش؛ وأُدْحِيّ النَّعامة؛ وأَفْحُوص القَطا؛ وعُشّ الطّير؛ وقَرْية النّمل؛ ونافِقاء اليَرْبُوع؛ وكُور الزَّنابير؛ وخَلِيّة النّحل؛ وجُحْر الضَّبّ والحَيّة. ألا هل بلّغت؟ اللّهمّ فاشهَدْ!
لغتنا العربيّة وفصاحة لسان أهلها
أرسل رجلٌ إلى الخليفة المأمون {هو عبد الله بنُ هارون الرّشيد (170 – 218 هجريّة / 786 – 833 ميلاديّة)، الخليفة العبّاسيّ السّابع، من كبار خلفاء بني العبّاس. أمّه جارية فارسيّة. عُنِي بالآداب والعُلوم وأنشأ “بيت الحكمة” في بغداد، فازدهرت في عهده حركة التّرجمة والنّقل} يتظلّمُ من أحد وُلاتِه {وُلاة الخليفة} ويقول: “يا أمير المؤمنين! ما ترك فِضّة إلاّ فَضّها، ولا ذهبًا إلاّ ذَهب به، ولا غَلّة إلاّ غَلّها {أخذها في خِفْية ودسّها في مَتاعه}، ولا جَليلاً إلاّ أجْلاه {أخرجه من بلده}، ولا ضَيْعة {العَقار والأرض المُغِلّة} إلاّ أضاعها”. فسُرّ الخليفة من فصاحته وقضى حاجته.
لَشَدّما يبعث فيّ السّرور ويُضيء فيّ الأمل، تلقّي تعليقاتكم على، وتساؤلاتكم عمّا تطرحه هذه الزّاوية، عبر العُنوانيْن المُسجّليْن أدناه. وإلى لقاء آخر، إن شاء الله! وحديثنا، أبدًا، عن لغتنا ونَحْن!
(الكبابير/ حيفا؛ asarabic@gmail.com؛ www.assadodeh.net)
16 يوليو 2011
مش مهمة اللغة قد ما الفكرة مهمة ولغتنا جامدة وكل هاي التصحيحات بايخة اتركوا اللغة تتجدد وتحتلن نفسها كيف بدهن اغلبية متحدثيها فاذا بؤساء مشيت فاتركوها تمشي
11 يوليو 2011
أشكرك أخي ماجد!
أرجو أن أكون، دومًا، عند ظنّ قارئيّ بي!
واسلم ودُم،
أسعد
10 يوليو 2011
أسعد, هذه ليست مجاملة, ولكن صدقني انا أدخل هذا الموقع لأراك, وأرى الآخرين طبعا.
10 يوليو 2011
إلى “الشّيخة موزة”!
حاشا لله!
“إلّي ما بتعرفيه بتجهليه”!
وكفى!
أسعد عَودة
10 يوليو 2011
أسعد، ردك مش مناسب للملاحظة الي انكتبت من قبل أحمد، لإنو بتعليقك في مسخرة منو بشكل أو بآخر!
سلام
9 يوليو 2011
…مقاييس اللغة وبعده الى الصّحّاح في اللغة وبعده الى القاموس المحيط وبعده الى العباب الزاخر …
9 يوليو 2011
إلى المعلّق العزيز أحمد!
مرحبًا،
أسعى – في جملة ما أسعى له، من خلال ما أكتب – لأن أثير فيك الشّهيّة للبحث عن الحقيقة، ولا أراك في حاجة منّي – أيّها القارئ المثقّف! – إلى أن أسرد عليك أسماء معاجمنا بترتيب زمانيّ (خرونولوجيّ)؛ لتتوثّق وتتثبّت في ما أقول. وعلى أيّ حال، ابدأ بالمنجد في اللّغة،إن شئت، ثمّ توجّه إلى لسان العرب، وبعدهما إلى تاج العروس، وبعده إلى…
وأرجو لك التّوفيق!
ولشدّما يُسعدني أن تُفيدني بجديد أو تصحّحني بمزيد!
واسلم ودُم!
أسعد عَودة
9 يوليو 2011
كنت بفضل لو كان في مراجع لفحص طروحك.