حتّامَ يا شام؟!/ أسعد موسى عَودة
|أسعد موسى عَودة| السّاعة، الآن، هي الحاديةَ عشْرةَ قبل […]
حتّامَ يا شام؟!/ أسعد موسى عَودة
|أسعد موسى عَودة|
السّاعة، الآن، هي الحاديةَ عشْرةَ قبل منتصف اللّيل، وهي السّاعة الّتي أخلو بها إلى نفْسي (محمود درويش يقول: “… أخلو إلى نفَسي…” – أوَتُدركون الفرق الّذي يُحدثه تحريك تسكين حرف الفاء بالفتح؟ أين نحن منك يا درويش؟!..) بعد أن أخلع عنّي جِدّ النّهار ودلال اللّيل، فأمعِن الاستمتاع بالتّأمّل والقراءة، والكتابة أحيانًا؛ وما أروعها من لحظات يعيش فيها الإنسان كينونته ويواصل بلورة كيانه. وفي مثل هذه اللّحظات من اليومين الأخيرين حضرتني الشّام.. بجلالها وجمالها.. بحِلّها وتَرحالها.. ببعضها وكلّها.. بخيرها وشرّها.. بماضيها وحاضرها ومستقبلها.. فصحت: آهِ يا شام!.. حتّامَ حتّام؟!.. ثمّ ردّدت مع شاعر وادي النّيل، أحمد شوقي علي أحمد شوقي بِك (1868-1932 – عاش آخر اثنتين وثلاثين سنة من القرن التّاسع عشر وأوّل اثنتين وثلاثين سنة من القرن العشرين):
سلامٌ من صَبا بَرَدى أرَقُّ / ودمعٌ لا يُكفكَفُ يا دمشقُ
وذكرى عن خواطرها لقلبي / إليك تلفّتٌ أبدًا وخَفقُ
وبي ممّا رمتكِ بها اللّيالي / جراحاتٌ لها في القلب عُمقُ
(…)
وكلّ حضارة في الأرض طالت / لها من صَرحك العُلويّ عِرقُ
(…)
ونحن في الشّام.. لسنا مع البعثيّين بالمطلق؛ فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم.. ولكنّنا لسنا مع العبثيّين، إطلاقًا.. فما هكذا تورَدُ الإبِلُ.. وما أنتم مَن يعرف مِن أين تؤكَل الكتف، وكم بالحريّ إذا كانت هذه كتف أسد.. وإنّي أرى بعينَي مَن يرى حقائق الأشياء.. أنّ الأيّام القادمة حَبالى بغير ما يشتهيه أعداء العروبة من (العرب) والغرب، بإذن الله.. ولا همّ لنا ولا مصلحة ولا أمل ولا رجاء.. إلّا أن تظلّ الشّام شامًا.. وأن تعرف – كما هي تعرف – كيف تكفكف العَبرة بالعِبرة.. وتجعل من كلّ مِحْنة مِنْحة.. مهما طال الزّمان وطغى الإنسان.. وليتذكّر النّاس، أبدًا، أنّه حينما أراد الإسلام أن يصير دولة جاء إلى دمشق.. وحينما أرادت المسيحيّة أن تخرج إلى العالم جاءت إلى دمشق.. فلْيعلم (العرب)، إذًا، أنّهم إذا ما أرادوا أن يصبحوا عربًا فلْيأتوا إلى دمشق.. ولْيعلم العجم، إذًا، أنّهم إذا ما أرادوا أن يعرفوا أصل حضارتهم فلْيأتوا إلى دمشق!..
ألا هل بلّغت؟ اللّهمّ فاشهَدْ!
اليوم، الجمُعة 21 كانون الأوّل 2012: بداية النّهاية!
إنّه حسَب تقويم (رُوزنامة: فارسيّة: رُوز ونامة: يوم وكتاب) شعب المايا، وهو من أذكى الشّعوب الّتي عرَفتها البشريّة (أواسط أمريكا: 2000-250 ق.م. – حِقبتهم الكلاسيكيّة الّتي أعقبتها حِقَب أخرى امتدّت حتّى قدوم الأوروبّيّين في القرن السّادس عشر الميلاديّ، ولربّما إلى ما بعد ذلك، أيضًا، حتّى انقراضهم!) سينتهي العالم في هذا التّاريخ، وهو التّاريخ الّذي ينتهي إليه تقويمهم المذكور آنفًا، وقد كان عبارة عن آلة حجريّة عَرفوا بها عدد السّنين والحساب.
واللّافت أنّ علماء الفلك يؤكّدون، اليوم، أنّ بداية نهاية العالم ستبدأ في التّاريخ أعلاه، وذلك بوصولِ كوكبٍ مجهولٍ أقربَ نقطةٍ له من الأرض، حيث سيبدأ بإحداث تأثيره الهائل في مُناخها وتضاريسها وظواهرها الطّبيعيّة، وهو ما سيقضي –في مستقبل الأيّام– على نحو ثلثَي سكّان المعمورة؛ بالزّلازل المفاجئة والبراكين والفيضانات. إنّه لله في خلقه شؤون.. وإنّه يخلق الله ما لا تعلمون.. وسبحانَ الله.. والحمد لله.
ألا هل بلّغت؟ اللّهمّ فاشهَدْ!
تعاليم في الصّحّة يروّج لها العلم الحديث، اليوم
جاء عن النّبيّ العربيّ الأمّيّ (الأمميّ) محمّد بن عبد الله –صلّى الله عليه وسلّم– أنّه قال: خمس من الفِطرة (من فِطرة الإنسان السّليمة): الخِتان، والاستحداد (حلق العانة)، وقصّ الشّارب، ونَتْفُ الإبْط، وتقليم الأظفار.
ألا هل بلّغت؟ اللّهمّ فاشهَدْ!
مغالطات دلاليّة في الأنساق الثّقافيّة
يَلفتني –في كثير من الأحيان– إطلاق صفة أو مُسمًّى معيّنيْن على ظاهرة ما –سلبيّة، غالبًا– هما لا يمتّان بصِلة إلى حقيقة صاحب هذا المُسمّى أو هذه الصّفة؛ كأن نُطلق، مثلًا، اسم (عنترة) أو صفة (عنتريّات) على أيّ متهوّر أو على الأفعال غير المسؤولة؛ مع أنّ سيرة عنترة بن شدّاد (525-608) الشّاعر الإنسان، والفارس المقاتل المِقدام، بريئة من هذه الصّفات؛ أو كأن نطلق اسم (فرعون) على كلّ طاغية مثلًا، علمًا أنّ حكّام مصر القدامى الّذين أطلق عليهم لقب فرعون (وهو –في اللّغة المصريّة القديمة– مكوّن من لفظين: پر–عا، ويعني المنزل الكبير، أو الباب العالي (هكذا سُمّي، أيضًا، مركَز الحكم في الدّولة العثمانيّة)) لم يكونوا طغاة بالمطلق، بل أهل علم وحكمة ودراية وفلسفة وأدب وثقافة وحضارة حيّرت العالم؛ لا بل إنّ بعضهم عرَف التّوحيد، أيضًا؛ ويكاد لا يكون مَن طغى منهم غير فرعون موسى (عليه السّلام)؛ وكأنّها غلبت هذه الصّفة على بقيّة الفراعنة، حتّى أصبح يُسمّى كلّ طاغيةٍ، اليوم، فرعونَ. ولا أراها إلّا مغالطات دلاليّة في الأنساق الثّقافيّة، تراكمت عبر سيرورة الزّمان والإنسان؛ ومسألة تستأهل البحث.
ألا هل بلّغت؟ اللّهمّ فاشهَدْ!
وحديثنا، أبدًا، عن لغتنا ونَحْن!
(الكبابير/ حيفا)