نسج من الخيال/ نسرين غنيمة
|نسرين غنيمة| لم أتدحرج بعد ثلاث وعشرين رزنامة إلى حلمي […]
نسج من الخيال/ نسرين غنيمة
|نسرين غنيمة|
لم أتدحرج بعد ثلاث وعشرين رزنامة إلى حلمي صدفة. لكنني ما زلت أُصاب بذات الصدمة عندما أكتب. فالتاريخ ينظّف نفسه كل يوم قبل النوم من بصماته المشبوهة، والشمس التي لا تتسخ لا يرهبها تفريغ التفاهات. ماذا ننتظر؟.. قالوا: بعض المطر.. لنغفر لانفسنا أننا بكينا ذات مرة أخطاء الآخرين. ونبتسم في سرّنا كلما تذكرنا أننا نمشي نحو المنفى باطمئنان؛ فالمنفى هدف لا يحتاج لدليل.
دعني أخاطبك سانشو، قبل أن تطوي سطور الوصيّة. هِبني قليلا من جنونه، لئلا أكترث أنّ في بلادي الإهانة على حالها، والشقاء مثلما كان. لا تنسَ يا سانشو أنّ المشوار الذي اختارنا هو ذاته. لا تدعْ نهايته تنهيك. في الخارج لدينا الكثير لنصنع، وهذه أشباح الجّهل السّوداء من تصهل. سانشو إبقَ في واقعنا الذي خلقناه، ولا تنسَ أنّ العالم الآثم البعيد لم يبقَ منه إلا القليل.
هاتِ أريكَ إلهًا يولد من جوهرة. تعال أريكَ الرؤيا.. ما بين الفِعل ورد الفعل.. فجوة مزروعة بينهما.. فالزهر الاحمر ليس امامنا.. انما يُزهر بعدما ننطلق.. كالتوقيع نتركه.. وهذه الموسيقى التي نسمعها.. وتجعلنا نرقص مع الريح رغم التعب.. تتسرّب من الرصيف الذي انحنينا نحاوره.. في هذه الموسيقى انتظرني..
حسنا، علينا أن نتفق على المكان. هل ضحكة الفراشات مكان مناسب؟ لا تقهر المغامرة هنا في النار. لن تعرف كيف دخلت، لكنك ستعرف كيف وقفت. فأنتَ يا سانشو احتمال دائم في معطف الوقت. كُنِ الحرف الذي يخرج من اللامبالاة إلى المبارزة لتقل سبحان الحبّ الذي أخرجني من سبحانياتي.
من حيث بدأتم سنكتمل. نضع أصابعنا في المناديل.. نكتب عصافيرَ كثيرة وطواحينَ هواء كبيرة على قلوب الذين أحبّوا، ونزرع أقواس قزح في محطات الذين لم يحبوا بعد. هيا بنا نركض؛ فمن حيث بدأنا سيبدأ الآخرون، لكنهم لن يصلوا الى حيث ما نصل. نحن الاثنين في واحد، نواصل سيرنا. في جيوبنا العشب والشجر.. نتمشى نحو حلمه الذي ورثناه. إثنان في واحد.. فقبل أن تأتي معك الوصية ردّد معي.. بين جحيم هاجم.. وجحيم كامن.. يا نار كوني بردا وسلاما على الحالم.
4 سبتمبر 2010
اشي بجنن .. عنجد انها مبدعة .. اتحفينا كمان وكمان بكلماتك الحلوة