ما تسرَّب من علبتي السريّة/ محمود أبو عريشة

قلبي لا يدقُّ/ وهذه الدفقات السّخيفة التي تشبه أصوات أعمال البناء/ لا تعني أنّني أحبّ أو أنني أحيا/ هذه الدفقات/ تطاردني في هذا الليل الممتد من الحزن

ما تسرَّب من علبتي السريّة/ محمود أبو عريشة

|محمود أبو عريشة|

محمود أبو عريشة

هنالك حبٌ وشوقٌ ينبثقان من على شفا الفم

وهنالك حبٌ وشوقٌ ينبجسان من لبِّ القلب

لقد أمست “أحبك” و”أشتاقك” كلمتين مبتذلتين في أفواهنا

لدرجة أنني

أحسب أن أعبِّر عن محبتي.

■ ■

عندما أنظر في المرآة

لا أقول أُحبني.. أو ما إلى ذلك

إنما أسدل جفنيّ وجبهتي قليلاً..

وبحزنٍ رفيفٍ في حنايا عينيّ أقول لي:

“كم كبرت سريعاً يا حبيبي

وتلطّخت أعضاؤك بروث الحياة”..

■ ■

أَشدّ ما أبتغيه الآن

هو أن أستعيد وحدتي

وأذهب سريعًا إلى راهب يزوجني بها

ويكتب في العقد حياتي لها مهراً

حياتي كلها..

■ ■

أحيانا أحلم أن أصير ناسكا متقشفاً

أسمو بروحي حتّى تتوحد بالدّهر


فيفاجئني هاجسٌ شيطانيٌ يسألني إن كنت

أؤمن بالدهر أصلاً.


لا أدري إن كنت أؤمن بالله.

لكني أعلم أنني أحبه وأحسّه..


لي صديقٌ يصلي كي لا يدخل النار

وآخر حكيمٌ يقول:

إن الحب والأحاسيس أيضاً وهْمٌ.

■ ■

العالم العربي اليوم يشبه الهامبورغر

المضرّج بالكثير من الكاتشاب

آه يا ربي..

لو أن دمي من كاتشاب هاينز الثمين

ربما لم يقتلني الحكام العرب..

■ ■

قبولُ الآخر كذبةٌ كبيرة

حتى أنا لا أستطيع أن أقبلني

كم هو مضطَهَد ذلك الأنا الآخر المستتر في داخلي

أمارس في حقه أبشع أساليب القمع والتعتيم.

مرةً قال لي:

“بشار الأسد أكثر عدلاً”..

■ ■

أحيانا أحتاج في هذا العالم المثلج إلى قلبٍ دافئ

فأحتضنني.


آه..

لا أحد يستحق كل هذا الدفء

ولا حتى أنا

لذلك عليّ أن أستعيد مفاتيح

وحدتي وأغلقني

ثم أختفي في عتمة هذا العالم

■ ■

قلبي لا يدقُّ

وهذه الدفقات السّخيفة التي تشبه أصوات أعمال البناء

لا تعني أنّني أحبّ أو أنني أحيا

هذه الدفقات

تطاردني في هذا الليل الممتد من الحزن

لتشدني من شحمة أذني

كل لحيظةٍ

وتذكّرني:


أنت تتوجّع..

(http://abreeshi.blogspot.com/2011/05/blog-post_21.html)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. محمود ، نصّك يعكس عمق افكارك و شخصيتك كذلك .
    في هذا العالم المعقّد قد يشكّك الفرد بالمسلمات و التي يحلّ محلها افكار جديدة ، ثم يشعر انه موهوم حتى في مشاعره ، يشك في اسباب و مصداقية شعوره تجاه الآخرين و حتى في دفقات قلبه و شعور الآخرين تجاهه . يضيع وسط اللغط ويجد انه لا زال هنا الا انه ابتعد عن نفسه مئات الأزمان.
    “هذه الدفقات السّخيفة ..لا تعني أنّني أحبّ أو أنني أحيا..”
    ……….
    عزيزي ،اتمنى لك توفيقا تستحقه ملؤه النجاحات و الدفئ. واتمنى ان يتحسن الوضع العربي – مع انه سيكون بناءا على موافقة القوات العليا و بصورة دقيقة ومحسوبة، الا اذا شاء الله .

  2. عملاق انت وتبقى كذلك … الكلام كثير قوي بترفع الراس يا محمود عنجد كل الاحترام !!!!!!

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>