ما تبقى من تسكُعات الأحمر/ يوسف الأزرق
|يوسف الأزرق| .. “ترسمنا أنامل الموت أجسادا كارتو […]
ما تبقى من تسكُعات الأحمر/ يوسف الأزرق
|يوسف الأزرق|
..
“ترسمنا أنامل الموت
أجسادا كارتونية..
مطاطية..باردة.
لأنامل الموت رائحة
تردي كل من يمسك
بالوردة….
قصيدة ذابلة “
1
في السطح…سطح الملاح القديم
الموحش في اللذة
تجلس النساء الشبيهة
بقطط الشارع
توزع فيما بينها ..
ما تبقى من الضوء
الثمل المسجون
في قفص الفراغ.
حتى الكائنات الصغيرة..
التي تأخذ قيلولتها
على صدر الأحذية الممزقة
نالت حظها من الضوء …
الضوء الصغير
المنفلت سهوا
من خيوط ظل
الأقدام المهاجرة
إلى مدن الشمال
2
النوارس العاهلة
تستمتع بموسيقى”فيفالدي”
غير مهتمة بنحيب
جوارح الميناء
النوارس النبيلة
تكره كثيرا ظلها ..
وجهها في الماء…
لأنه يذكرها
بموت الأيقونة
لذلك فهي تمضغ
أمشاج أجنحتها
كلما لمحت ظلا..وجها..
حتى لو كان ظل ..وجه..
صياد وديع.
النوارس المغتربة
تلعق دائما آهات
المراكب المنهكة
حتى تتمكن الشباك
من كتابة قصائد حداثية
للأسماك البعيدة ..
الساكنة في زبد الملح
3
تشرب المرأة الجميلة
كأس نبيذ بارد..
وحدها في الحانة…
وحدها مع الحانة…
تتخيل الكرسي الطويل
الواقف أمامها
في الكونتوار
ظل جنون قديم.
تحاوره..
تستمع لقصائده الداعرة
وتحكي له مغامراتها
مع حارس المقبرة السادي ..
الذي كان يدفن
وردة زرقاء
كلما سمحت له
بقبلة بريئة..
في خدها الأيمن
4
كالقبلة الممزقة
تتناسل لذاتك الجافة
تعدو متجهة نحو
شهيق الأيام المكبوتة..
تعبث بأسلاك قلب ميت\..
في الاشتهاء لك…
عمق الأحلام الطينية..
لك ارتشاف
الكأس الأريحية..
في السؤال لك…
تنهيدة الشمس اللاهثة…
لك مشاعل الحبر المسائية…
لك وحدك
استسلام آخر
دمعة موصدة
………………………
………………………
يتوهج عمر الريح
موغلا في أحشاء
مسوداتي ..
أبهذه الحرقات التائهة
في المنفذ الضيق؟
أبهذا الزمن المختصر
في أجنحة الوجوم؟
يستطيع الصدى
أن يعيد الأشياء الأليمة
لدولابها الحزين؟
5
في ثنايا ثنايا اللذة…
ترتجف ذوات المدن..
الفصول..الأزهار..
النوافذ..الخرائط..الأحلام
ترتجف ضلوع الدموع..
الأوهام..الكوابيس..
الألوان..
الأغصان..الأنهار
ترتجف أرواح الضفادع..
الصراصير..
العناكب..التماسيح..الفئران..
في ثنايا ثنايا اللذة..
تقتات أعشاب العاصفة
من جراح المطر..
في صور ضحاياها ..
المحترقة بخطايا المداد..
تستحم أجساد الخسارات ..
في مستنقعات
الحبر الصامد..
فرحة بعيد الورد المشاغب..
تسافر في أركان
جذورها الشبقة
غير مكترثة ببنايات الهروب
وأغاني الحائط
6
في شوارع الأسماء
الطافحة نارا..
تتسكع الطيور العذراء
ثملة تمسح عرق
الأرجوحة المصفحة
بمنديل النسيان
في كل اسم جالس
في المذكرات الأربعة
ثمة بحر حصار..
ثمة روح تائهة..
تبحث عن امرأة
لا وجه لها..
لتحتضن جروحها المغردة…
محيط انسلاخ
وثمة جليد عبور
:يدندن في أذن القمر
ليكن لون القضبان
عمييييييييييييقا
7
ترتجف أجساد الأرق
ظامئة لعرق
الشواطئ الزاحفة…
لجرحها العتيق
في ليلة جدار ..
نوزعها
طرقات جديدة
على وجوه الضباب
كمن يخدش أقمارا
من سراب..
يجمع جماجم
عمره النائمة..
في حقيبة السفر
ليغادر غرفته البودليرية
الحاملة لتواريخ
ميلاد وفاته…34
يصبح مهووسا ..
بذكريات أيامه الخامدة..
بلعب طفولته الممزقة..
ودئثان وحدته يتجول
في ساحة الرماد..
ليبحث عبثا
عن الشروق الهارب ..
خوفا من ريشة الشاعر
8
جالسا وحده
هذا السقوط الجاثم…
في قهوة الصباح
اللذيذة الأليمة
يشرق فصولا عديدة
ويستولي على
آخر ضفدع
ممنوع من الصرف
والتحويل
في مستنقع البيداغوجيا
……………………..
……………………..
جالسا وحده
هذا السقوط الجاثم…
في قهوة المساء …
اللذيذة الأليمة…دائما
يدق أجراس الانتماء
:ويعلن لقاطني القهوة
“أقصد السائل الأسود”
وحده هذا الماء المتسلق
بياض العين
يستطيع قراءة
ملامح الحديقة
وحده هذا الماء المتسلق
بياض العين
يستطيع أن يزف …
عروس النافذة
لوجه الشرفة
(شاعر مغربي)