قصيدتان لأسماء عزايزة: في “وادي الصليب” و”بريد وفاكهة”
ماذا سنفعل بعناوين أصدقائنا الذين ماتوا؟
ربما إذا ما أرسلنا إليهم رسائل إلكترونية فارغة
تعود إلينا ساحاتُ حربٍ وجيوش.
هؤلاء الذين اختفوا في قطع الحواسيب
وصفحات الانترنت
قصيدتان لأسماء عزايزة: في “وادي الصليب” و”بريد وفاكهة”
|أسماء عزايزة|
في وادي الصليب
“أرتسي”
“زو أرتسي”؛ أولادٌ يتدربون على نطقها
وهم يفكون أخشاب الصليب ويلقونها
نحو الغرب.
“زو أرتسي”؛ ثم يتعلمون كتابتها على الجدران
وهم يدقون المسامير العوجاء، دون أن ينتبهوا،
في رؤوسهم.
في قعر البحر،
هناك أسماكٌ تأكل الأخشاب
وتبيض ذاكرةً جديدة.
(وادي الصليب هو حي في حيفا هُجر في النكبة. “أرتسي” بالعبرية وتعني “أرضي”. “زو أرتسي”- “هذه أرضي”.)
فاصل
بريد وفاكهة
ماذا سنفعل بعناوين أصدقائنا الذين ماتوا؟
ربما إذا ما أرسلنا إليهم رسائل إلكترونية فارغة
تعود إلينا ساحاتُ حربٍ وجيوش.
هؤلاء الذين اختفوا في قطع الحواسيب
وصفحات الانترنت
يقاتلون الآن آلهتهم وأصدقاءهم،
يقولون: “كذبتم علينا وكذبت علينا الكتب.
من حوَّل الفاكهة إلى خُلُق؟
ونحن نعصرها “هنا” بأيدينا ونسقي خطايانا
لتنمو، هكذا، على سجيَّة المقاتلين النارية”.
وربما لن تصل الرسائل أصلا.
ستتعثَّر في طريقها بأشجار سقيت
بعصائر تفاح، ونمت إلى أعلى
بلا نهاية.
ثم نقرأ بلاغًا:
“تعذَّر وصول الرسالة؛
ثمة جسمُ في طريق الريح،
على المُرسل قطع أشجاره”.
فاصل
قراءة شخصية • حين يطير السّمك
لم أقرأ منذ فترة طويلة شعرًا مثيرًا مثلما تكتب أسماء عزايزة. سأسمّيها “قطارة”؛ كتلك التي تقطر العرق. تعصر المعنى حتى الموت، فيصغر ويصغر ويصغر، ثم تدبّ الحياة فيه بصياغاتها الفريدة، فيكبر ويكبر ويكبر: “ماذا سنفعل بعناوين أصدقائنا الذين ماتوا؟/ ربما إذا ما أرسلنا إليهم رسائل إلكترونية فارغة/ تعود إلينا ساحاتُ حربٍ وجيوش.”
تقطر أسماء عزايزة المعاني وتصبّها بهدوء قاتل، “فاحش”. في شعرها وجه من الغرابة، كأنه يسير على حافة السخرية من نفسه. يمدّ لسانه للجدية ولكنه جدي حتى الحزن. شعر أسماء جديد ومتجدد: ” في قعر البحر،/ هناك أسماكٌ تأكل الأخشاب/ وتبيض ذاكرةً جديدة.”
لا تكتب أسماء كما “يجب” أن يُكتب الشعر المنثور. لها إيقاعاتها ولها ملكاتها الصورية والشعرية؛ ليست بحاجة لأية تسويغات أو إرشادات: “”زو أرتسي”؛ ثم يتعلمون كتابتها على الجدران/ وهم يدقون المسامير العوجاء، دون أن ينتبهوا،/ في رؤوسهم”.
تتقدم أسماء وتنسحب، وفي كلتا الحالتين لا تتنازل عن الشَّدهة الخاتمة، كأنها تودع القصيدة ببداية أسئلة أخرى: ” ثم نقرأ بلاغًا:/ “تعذَّر وصول الرسالة؛/ ثمة جسمُ في طريق الريح،/ على المُرسل قطع أشجاره”.
(علاء حليحل)
2 نوفمبر 2010
فاجئتيني يا اسماء بشعرك المؤلم والموجع. سأظل “ادندن” بيوتك:
تعذَّر وصول الرسالة؛
ثمة جسمُ في طريق الريح،
على المُرسل قطع أشجاره”.
جميل
31 أغسطس 2010
شكرا جلال على تعليقك المهني “وعلى الوجع”
اّمل ان لاتتحول قديتا لمنبر “فصل مقال” محتلن…
18 أغسطس 2010
يارا هذا ما قاله إيهود باراك وهو يعزف على البيانو عندما سُئل عن عملية اغتيال قام بها وهو بالموساد .. ليس كل ما يلمع ذهبا
18 أغسطس 2010
لم أحبذ هذه الكلمات، هنالك ضعف واضح في كلمات الكاتبة. الشعر مضموني وبناء على أفعال وليس على خفايا وتبطين.
نرجوا من الكاتبة تقوية نفسها واسلوبها في الكتابة ثم نشرها على احد المواقع الإلكترونية
18 أغسطس 2010
روعة أسماء!! برأيي جودة الفن بقدرته على هز المستمع\القارئ واثارة الاسئلة .. ومن التعليقات واضح انها نجحت بالمهمة ;)
18 أغسطس 2010
أشكرك أسماء على رحابة الصدر
الفكرة جميلة ويمكنك التلاعب بها وتطويرها أكثر، لكني خرجت بشعور أني بحاجة للمزيد داخل القصيدة .. لم تلبّي احتياجاتي كقارئ عادي وشعرت أن النهاية كانت سريعة.
بحاجة أن أعرف أكثر عن هؤلاء الأولاد / أطفال، من هم وماذا يمثلون وماذا يفعلون في وادي الصليب وما هي المعاني من ذلك وعن الطفولة الاسرائيلية في وادي الصليب ، ما هي المعضلة أو الصراع القائم .. هل تريدين أن يختفوا هؤلاء من المنظر العام في وادي الصليب أم أن يكفّوا عن دق المسامير العوجاء في رؤوسهم؟ ولماذا عوجاء ؟
اشرحي لي أكثر عن هذا المشهد المركّب ..
وادي الصليب .. ما هو وماذا يمثل ولماذا هو لا وادي النسناس أو أي حي عربي تاريخي آخر في حيفا؟ ولما الحاجة إلى جملة تعريفية في النهاية؟ لما لا نفهم ذلك من القصيدة؟ ما هو الصليب وما هو الوادي ؟ التهجير والحي وحجارته والفراغ الموجود فيه والسكان القلائل الذين لا زالوا يسكنوه.. ماذا يوجد في وادي الصليب؟ هل فيه هؤلاء الأولاد فقط؟
ماذا كنت تفعلين هناك أصلا؟ لماذا كنت موجودة هناك؟ ما هو دورك في هذا المشهد؟ ماذا فعلت عندما رأيت الأولاد؟ ماذا شعرت؟ وماذا كنت تريدين أن تفعلي؟
عادة يمثل الصليب الخلاص والتضحية والبذل والنهاية فيها بداية جديدة والموت من أجل الآخرين .. أين ذلك في القصيدة وفي واقع الحي؟
هل تريدين العودة إلى الماضي؟ ما هو شكل التغيير الذي ترينه؟ هل تريدين اًصلا التغيير؟
ما هو التشبيه ووجهه في وادي الصليب مع واقعه وواقع شعبه؟
أما بالنسبة للقصيدة الثانية.. أتركها لفرصة أخرى نتحدث عنها بتوسع..
استمري في القراءة والكتابة وإلى الأمام
18 أغسطس 2010
العزيز جلال أشكرك على ملاحظاتك
فقط للتوضيح (منعًا للضبابية والالتفاف)
نتحدث عن الصليب، والأخشاب هي أخشاب الصليب التي فُكّت
18 أغسطس 2010
عزيزتي مروى، في القصيدة الأولى “زو أرتسي” واضح الهدف من القصيدة رفع الوعي حول موضوع التهجير والنكبة والاحتلال من زاوية شخصية.. لكن هل تم تحقيق هذا الهدف بطريقة مميزّة ؟ للأسف لا .. ابن عمي الصغير يكتب شعرا كذلك وشبيه بهذه القصيدة ، هل أنشرها؟ هل أعتبره شاعرا؟ برأيي الشخصي لا.
أعتقد أن الذكاء عند الشاعر هو أن يبدأ بالضبابية وثم ينتهي بالوضوح لا العكس. القصيدة أعلاه بدأت بالوضوح وانتهت بضبابية غير مفهومة ولا معنى لها .. النهاية: “في قعر البحر، هناك أسماكٌ تأكل الأخشاب
وتبيض ذاكرةً جديدة.” هذه نهاية غير مفهومة بعض الشيء.. ما دخل الأخشاب في الموضوع؟
هناك عادة عند الشعراء المبتدئين أنهم يستخدمون الاستعارة والبلاغة والضبابية بشكل مفرط.. أعتقد أن هذا ضعف عند الشاعر وليس قوة ..
قوة الشعر هو وصوله للناس .. القوة فيه هو الذكاء والحكمة في التفكير ومن ناحية أخرى البساطة في الكتابة..
أرجو أن تكون ملاحظاتي دعما للكاتبة المبتدئة وتأخذها في سياقها الإيجابي
18 أغسطس 2010
أعجبني رد السيد جلال بكل حزافيره، الشعر مثله مثل أي فن موسيقي هدفه إيصال الفكرة المراد منها للقارئ وبصراحة لم أجد أي إعتناق مني أو من مشاعري تجاه هذه الكلمات التي كُتبت وأعتقد بإنها كُتبت بسرعة أو بموقف للباص مثلاً …
كيف نستطيع أن نجعل من حوالي مائة كلمة قصيدة؟
ألم تفكر الكاتبة بإن نشر هذه الكلمات سيؤدي إلى تردي فكري نحو الشعر المنتهي بالأصل في العالم العربي.
إذا من نلوم الآن؟
هل نلوم الكاتبة أم نلوم الناشر أم نلوم أنفسنا؟
أفضل شيء أن نترحم على توفيق زياد وفدوى طوقان ومحمود درويش.
17 أغسطس 2010
قصيدتان في منتهى العمق والجمال
جلال: تتساءل عن أهداف الشاعر الذاتية والمجتمعية،
أحقاً غفلتها.. ؟؟
17 أغسطس 2010
عزيزي علاء
سميتَها الشدهة الخاتمة..وهي كذلك..تماما كالطلقة التي تنتظرك في آخر سطر
وسميت صاحبتها القطارة.. وهي كذلك.. إنما من حوَّل الفاكهة إلى خٌلُق؟
تحياتي لأسماء شاعرة شاعرة
17 أغسطس 2010
مُبدعه أسماء….قصيدتان رائعتان بالمضمون والتوزان..ننتظر المزيد
17 أغسطس 2010
لم أشعر أنه طرأ عليّ أي تغيير من خلال قراءة القصيدة، لم يحدث عندي أي شيء.. أتوقع من الشاعر أن لا يكتب مجرّد خواطر أو كلمات متبعثرة يظن القارئ أن لها معنى عميق حقا.. السؤال ماذا يريد الشاعر مني ؟ ماذا يريد من نشر شعره؟ ما هي أهدافه الذاتية والمجتمعية؟ هل بهذه الطريقة تم تحقيق الأهداف؟ ما هي القيمة المضافة هنا؟ وما هو التميّز عن الآخرين؟
في هذه القصائد لم أجد إجابة واضحة على هذه الأسئلة، وشعرت أني بحاجة إلى وضوح ورسالة مباشرة واستعارة في مكانها وأقل ضبابية .. برأيي الشعر القوي هو الشعر الشعبي الذي يتمتع بقراءته كل من تقع بين أيديه
17 أغسطس 2010
عزيزتي الشاعره الكاتبه.. في التاريخ تواريخ وفي التأريخ تأريخ والذين ارخوا كذبة ” زو ارتسي” نسيوا وتناسوا عنوا معنى هذه بلادنا وهذا وطننا بالنسبه لنا..هؤلاء بدأوا الكذبة بارض بلا شعب لشعب بلا ارض رغم وجودنا على الارض ورغم كون قرانا ومدننا كانت تعج بالحياه وعامره باهلها وكانت ما زالت حيفا العربيه تعانق البحر وكانت يافا وكانت كل فلسطين عامره باهلها..لمم “زو ارتسنوا” خلق الكذبه وصدقها وما زال يستمر في كذبته…يحتاج الى مجهر حتى يرى وجودنا على الارض؟.. لكننا الان في الربع الاخير من الربع الخالي…