صدور مجموعة قصص الصحفية: نحن نحب الحياة.. ما استطعنا إليها سبيلا
|خدمة إخبارية| بيت لحم- “تفانين”- أصدر بديل […]
صدور مجموعة قصص الصحفية: نحن نحب الحياة.. ما استطعنا إليها سبيلا
غلاف مجموعة القصص الصحفية
|خدمة إخبارية|
بيت لحم- “تفانين”- أصدر بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين مجموعة قصص صحافية تحت عنوان “نحن نحب الحياة.. ما استطعنا إليها سبيلا”. وورد في البيان الصحافي الصادر عن “بديل”: “نصدر هذه القصص التزاما ووفاء بتعهداته المبينة في شروط جائزة العودة الخاصة بحقل القصة الصحفية، وتقديرا لجهود الكتاب الذين أسهموا بمشاركاتهم في إغناء ثقافة ومسيرة العودة”.
ويشار هنا إلى أن دور مركز بديل قد اقتصر على عملية التحرير اللغوية والفنية للقصص ولم يتدخل لا في المضامين ولا الأفكار.
يحتوي هذا الإصدار على القصص الصحفية الفائزة بجائزة العودة السنوية للعام 2010. وتأتي القصص الثلاثة الأولى مرتبة تباعا بحسب المراتب: الأولى والتي احتلتها قصة سائد كبها وحملت عنوان: ” الطريق الى جفعات حبيبا”؛ والثانية احتلتها قصة حسين أبو شاويش وحملت عنوان: “عشرة أيام عودة”؛ والثالثة قصة محمود الكرد وحملت عنوان: “كنا وما زلنا…”. ويشار هنا انه ليس لترتيب القصص التالية أية دلالة على مرتبتها؛ فهي جميعا حائزة على جوائز تقديرية ولا مفاضلة بينها بحسب لجنة التحكيم الخاصة بالقصص الصحفية.
ويجيء إصدار مجموعة القصص الفائزة استكمالا للهدف من وراء طرح هذا الحقل ضمن حقول جائزة العودة السنوية. لقد كان الهدف من وراء طرح هذا الحقل إبراز دور الصحفيين وأهميته في معالجة قضايا اللجوء والتهجير لما لكتاباتهم من أثر وتأثير على تشكيل الوعي العام، وخصوصا لدى الأجيال الشابة من أبناء فلسطين. وغني عن القول أن القلم المنتمي لقضية نبيلة وعادلة هو ضمان إبقائها حية في كل المحافل، وعبر كل المراحل وعلى كل المستويات.
عن القصص الفائزة
القصص العشر الفائزة، سواء بالمراتب الثلاث الأولى والثانية والثالثة، أو السبع الفائزة بالجوائز التقديرية، تنتقل بالقارئ من صورة إلى أخرى، تختلف فيها الأسماء والمشاهد وتفاصيل الأحداث، ويبدع كتباها في نسج اللوحة الفنية بكلمات مباشرة المعنى وأخرى رمزية في دلالتها، ولكنها جميعا تردد ذات المعنى: “نحن من هناك… نحن باقون… وللحلم بقية“.
في “الطريق إلى جفعات حبيبا” يعلن سائد كبها، صاحب المرتبة الأولى، أنّ “مركز السلام” المزعوم ما هو إلا مركز لانتزاع إقرار الضحية بحق القاتل بالقتل، ولا يعدو “السلام” بمنطق المستعمر إلا أكذوبة، إذ يقوم المركز على أنقاض قرية فلسطينية مهجرة، وأي سلام هذا الذي ينكر حقوق اللاجئين!
وفي “عشرة أيام عودة” يكتشف حسين شاويش، الفائز في المرتبة الثانية، والذي لم يسبق له أن عاش في قريته الأصلية قبّاعة؛ يكتشف أن قصص أبيه عنها لم تكن مجرد حكايا وصور متناثرة، بل وجدها في نفسه رابطة قوية عميقة لم يدركها سابقا فيعلن: ” ترى من قال أني غادرتها؟”.
أما محمود الكرد، صاحب المرتبة الثالثة، فيأخذنا عبر قصته: “كنا وما زلنا” بكلمات رقيقة ولكن نازفة، وينقلنا مع خطوات جدته ما بين النكبة والحرب العدوانية على قطاع غزة. جدة تحضن حلمها حتى وهي تُوْدِع ابنها الثرى. فما بين النكبة وغزة زيتونة؛ هي الجدة التي تأبى، رغم مآسيها، إلا أن تكون فلسطينية.
محاسن البرغوثي الفائزة بجائزة تقديرية عن “قالت لي امرأة وغابت” تحملنا إلى مساحة أخرى من معاناة اللجوء، تأخذنا إلى الأثر النفسي على اللاجئين، حيث أن القسوة الظاهرة على المرأة اللاجئة تخفي وراءها الإصرار على الحياة، فخلف القسوة طفولة بريئة سلبت عندما سلبت فلسطين.
وجدة شادية سليمان، الفائزة بجائزة تقديرية عن “جدتي: ما بين شظايا المعاناة وحلم العودة“، لم يكفها أن تعيش النكبة، واللجوء، بل قاومت مرضها، وكبر سنها، وكرسيها، وحرب العدوان على غزة، تكبو، وتنهار في كرسيها، ولا يسقط حلم العودة، وكأنه تعويذة نجاتها، وسر الحياة الذي تنقله للأجيال حتى في موتها.
وفي “شحنة من أمل” تتنقل بنا ميسون الاسدي الفائزة بمرتبة تقديرية، ما بين النكبة والحاضر، ما بين لبنان، ومصر، وفلسطين… ترتفع بنا أطفالا صغارا مع طيارتها في السماء إلى دنيا الأحلام، وتهبط بنا إلى ارض الشهداء، تدفع فينا “شحنة من أمل”.
وسامر مناع الحائز على جائزة تقديرية عن قصة “مصطفى“، يسترسل في رسم صورة من صور اللجوء والمعاناة في لبنان. فالنكبة لم تنته بمجرد بقاء ثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني لاجئا مشردا، بل تتجدد النكبة في التشريد المتكرر، وفي صورة الفتى مصطفى الذي يفقد حقوقه كفلسطيني وكطفل.
أما في “الأرصفة” لخضر مناصرة الحائز على جائزة تقديرية، فتكثر الأرصفة التي لا يثبت منها تحت أقدام اللاجئين شيء، وتتعدد صور اللجوء. وما بين النكبة، وبغداد، ولبنان… تختلف تفاصيل المشهد، وتشتد قساوة مشهد الشيخ جراح في القدس.
وفي “الطاحونة” لباهي الخطيب الحائز على مرتبة تقديرية يكبر شاهر الطفل الذي غفل إحضار الطاحونة وقت التهجير في العام 1948، يتجلى معنى انتقال الحق والراية من جيل إلى جيل. فيجلس أبو إسماعيل- شاهر الطفل – الشيخ، ليقص على الأحفاد قصص البلاد ويزرع فيهم قداسة الحق والأرض.
أما في “حفنة تراب وغصن جميز“، فيقص علينا جمعة أبو الحاج الحائز على مرتبة تقديرية قصة الإصرار على الحياة رغم التهجير. يرينا كيف تتناثر نجاحات حياة اللجوء وحياة اللاجئين بصاروخ غادر من جهة، ويرينا ما هو أكثر من صبر أيوب في صورة جيل ينشأ مسلحا بإرادة العودة؛ العودة إلى الديار الأصلية.
