العالَم هذا الصباح/ محمد جبالي

نوفمبر 20, 2010 نثر | 3 comments

|محمد جبالي|

في عالمي

صباحٌ كالمتبقي من همسِ أمسياتٍ

صاخبة..

وعويلُ أروقةٍ تضجُّ بالإيقاع..

إلهي!

كيف انطلقت أشلاءُ جثتي جرّاءَ قذائفِ دبابةٍ

تخطرك الفضاءَ بسرعةِ الخبر

وتهوي نيرانَ براكينَ مريعة؟

(أتستطيع الأشلاء تمزيقَ الدبابات؟

من يجني الثمارَ بعد تمزُّقِ الجسد؟)

أقرأ صحيفتي

ومدينتي ينتابُها الصباح

(رمادُ البراكينِ يخطُّ الأخبارَ حرفاً حرفاً)..

مرسلاً

همساتِ نفسٍ ساخنٍ

تلاعبُ ظهرَ ليلها العاري

وابتسمُ لعابرةِ سبيلٍ..

(تُريعني فكرة أن جثتها أيضًا

في عالمٍ آخر،

مُعرَّضةٌ لقذف الدبابات..

أتنتج الأجسادُ المثيرةُِ أشلاءً جميلة؟)

لو كان لي

غير صباحي هذا

لعشت غربتي بكل غربتها

وهِمتُ شاعرًا بكل شَعْرٍ تبعثه الريحُ سحراً جميلاً

ولواسيت عمالاً

سقطت تعابيرُهم بعد حرق مصنعهم

إلى قاع الصفحةِ الثانية.

أما ضحايا الصفحةِ الأولى،

فلا يليقُ بهم إلا صقيعُ هذا الصباحِ الوحيد،

ليحمي ليلهم..

(أبديٌ كان أم لم يكن)

من همجيةِ هجومِ نهارٍ آخر..

أما أنا

(مدحرِجًا أقدامي تعبًا)

فسأخفي روحي خلف ظلٍّ عابرْ

سأكتسي صدى هذا الكعب الحارْ

سأقتفي نهاية المسارْ.