الذي لا يموت/ داليا طه
الطفلة التي قتلت/ سقطت سماء/ في ضفيرتها/ وجهها/ ريح في ظلال/ الحديقة
الذي لا يموت/ داليا طه
من سلسلة "وجوه" (لي كوي تونغ/2008)
| داليا طه |
وجه 2
الطفل الذي قُتل البارحة
تركت
الرصاصة
ثقباً على امتداد رأسه
كلما مرّت الريح
سمعنا نايا
يصفر في البعيد
أمه
التي اقتلعت عينيها
لتسد
الفراغ
تتساءل
لماذا لا تسيل
دموعي؟
لماذا يداي تصفران؟
داليا طه
نشيد
لا أصدق
أنني
ميتة
لا أحد، يرفع الأوراق
التي تتساقط
على بلاط الحديقة
إلى شجر معتم
داخلي
أشعر أنني
ميتة.
لا أصدق
أنني ميتة
قبري ابتسامة واسعة
لم أجدها في كل
المرايا
التي حدقت فيها
أشعر بأنني ميتة
لا أصدق بأنني
ميتة
لا أحد غيري يمشي
بحواسي
إلى حتفه
لأصدق …
ما أراه
في الحلم
يشبه يومي، غير
أني لا
أزور المقبرة.
لا أصدق أنني
ميتة
لا أحد يسخر من حلمتي
التي لا تبرز
إلا حين يبتلعها
الغبار
أشعر أنني
ميتة.
لا أصدق أنني
ميتة
لماذا إذن
لا يبتسم أحد
حين أطلق
النار
على
رأسي.
وجه 1
الطفلة التي قتلت
سقطت سماء
في ضفيرتها
وجهها
ريح في ظلال
الحديقة
يسيل في غياب اللون
ويحمر خجلاً
حين يتبعه الهواء.
كأنها عرفت
حين خرجت من ظلها بنات
آوى، واتسع النهر
في خيبة
البياض.
كأنها عرفت حين أكلت
العصافير عينيها
ومشى الرصيف
على دمها.
المرأة تمشي على ياسمين
ميت، وتفتش في
الدقائق عن
يدها،
تخفي نصف وجهها
فيمتلئ الهواء
بأصابع العدم
وتفتح ثقباً في القصيدة
لتشرد فيها
الأرصفة.
تذبل يد الصبية، وينام
دمها في
البحيرة
حين مر الله على
اسمها
دفنت يديها في قامة الياسمين
وغطت عورتها
بجثث الغزاة.
الذي لا يموت
الذي لا يموت
قُتل البارحة
ارتدى نصف سماء، ورحل
دمه أزرق
سال من دمها
ويداه غاصتا في القصيدة
لم أشأ أن أوقظ ما نام
على روحك من تلال.
التحية، تتدحرج في الكلام
على مهل تحترق يد الذي يلوح لنا
من بعيد، رموشه ماء
ونصفه سمكة
لا عتبة
لنفتح مسرباً للبخار الذي تصاعد
من جثتينا.
الذي لا يموت، كان يعبر النهر
قدمك التي غرقت في انعكاس النخيل على سطح المياه
صارت أرجوحة.
يحدق في الموت
ما يبقيه مستيقظاً
يجره نحو أحلام الآخرين، وينشله
من السؤال. عكازه تضرب الريح
والريح تغرق في خطاه.
المشيعيون الذين ودعوه
أُخذوا بأسراب الطيور
التي حلقت فوقهم
سقطت
في ظلالهم
وأغرقت
كل القبور.
