الحقيقة/ أنس العيلة
ولم يكن طبعًا ريفيًا
تجنبك السّياقة
وعلاقات الحبّ السريعة.
كان لسبب آخر
انقباضك في السّهرات الطويلة
وانسحابك من الحفل
في ليلة عيد الميلاد
الحقيقة/ أنس العيلة
|أنس العيلة|
لم يكن كسلا صباحيا
أو مجرّد ثقل في الرأس
فشلك منح ابتسامة دافئة.
لم يكن محضَ ازدراء للناس
عزوفُكَ عن التقبيل
أو فتح ذراعيك لعناق حميم.
لم يكن سوءًا في التغذية
توقفكَ عن ممارسة الحبّ
كشاحنة قديمة
على قارعة الطريق.
ولم يكن طبعًا ريفيًا
تجنبك السّياقة
وعلاقات الحبّ السريعة.
كان لسبب آخر
انقباضك في السّهرات الطويلة
وانسحابك من الحفل
في ليلة عيد الميلاد.
ولم يكن
تعثرك المفاجئ في النطق
وافتقادك للمفردات
في اللحظات الحاسمة
قلة ثقة بالنفس.
كان لسبب آخر
فهمك البطيء
وتأملك المرتبك
لإشارات الكون الكثيرة.
ولم يكن
فشلك التمتع بقضم تفاحة
أو تأمّل شمس تغيب
سوء تفاهم مع الحياة.
كان لسبب آخر
نفوركَ من الشمس
غير كره للطبيعة
ومعاداة دائمة للضوء.
كان لسبب آخر
اكتراثك الهشّ بكوارث البشر
والمتوسّلين إليك
من شاشة التلفاز.
كان لسبب، سيبوح به الطبيب:
إنه صداعك المزمن…
والألم حين يطول يغيّر من طبيعتنا!
(فرنسا)