أحبّ أسرارها وبلا أسرار
ما أحوجها إلى الحذاء ذي الكعبين
والرُّوج الشديد
الذي يُردي الشفتين
عاصفةً نارية.
ما أحوجها إلى الوردة،
إلى اللهب الذي يصقل الأحشاء.
ذاك أنها تضع أنوثتها
في تميمة
أحبّ أسرارها وبلا أسرار
|ياسين عدنان|
ف
صل
فاصل
أحب أسرارها
ما أحوجها إلى الحذاء ذي الكعبين
والرُّوج الشديد
الذي يُردي الشفتين
عاصفةً نارية.
ما أحوجها إلى الوردة،
إلى اللهب الذي يصقل الأحشاء.
ذاك أنها تضع أنوثتها
في تميمة
تُسرُّها بين النهدين.
وبلا رائحة تُذكر،
تخرج إلى خطاها المضبوطة
كبندول ساعة أنجلو سكسونيةٍ.
هي هكذا،
بلا رائحة تخرُج
معقوفةً كعكازة الأعمى
مائلة كشجرة موز عجوز.
ثم إنها لم تفهم بعدُ أني
أحب أسرارها
ولا أريدها لنفسي
لم تفهم بعد أنَّ صباحها
ليس كصباح عائشة
وأن مصيرها منذورٌ
لأشياء غامضة
لن يُخمنها عصفورٌ
فوق شجرة
فاصل
بلا أسرار
في البار،
كانت تثرثر كثيراً
كأنَّ أحلامَها ما تزال خضراء
تدخن بنهمِ من لن يُعمِّر طويلا
وترسم بأصابع دخانها
الأعمارَ. النوايا. وصفيرَ قطارات السبت.
كانت
تضحك بلا هوادة
ومن بين نهديها
يسيل عسلُ القهقهات.
(وهي تضحك،
قلما كانت عيناها تبتسمان)
في العناق،
كانت
تئن
عميقا
تماماً كمراهقة في السرير الأول
وكانت تنامُ بلا أسرار.
فاصل
قراءة شخصية • ياسين.. يُصلِّب بَوحَهُ السّائل
في قصيدتيْ “أحبّ أسرارها” و”بلا أسرار”، نقرأ “بوح” الشاعر عدنان ياسين. وإن كان البوح المشرّع على اللغة/ المفرط شكلا من أشكال الاستفاضة الشعرية المثرثرة بلا طائل، يأتي بوح عدنان أشبه “باستفاضة طين”، ولكنه طين نحّات، يأتي مصقولا ومقتصدًا. ولعلّ ما يبني حافة صلبة لهذا البوح، مانعًا إياه من الوقوع في مطبّ الجرف المُطنب هو بنية الصّور الحادة والمكثّفة. وللدقة، نقول إنّ الصور تتخلص من استعارات “العلاقات العاطفية” الاعتيادية والمباشرة، ولكنها، أيضًا، لا تغرق في مستوى لغويّ تركيبيّ عصيّ، وهذا ما يمنحها هذه السلاسة والانسيابية المتناغمة وما يختلج في داخل الشاعر من مشاعر “منسابة”، أيضًا، تجاه المرأة/ أسرارها/ ضحكتها..
فنقرأ في قصيدة “بلا أسرار”: “كانت/ تضحك بلا هوادة/ ومن بين نهديها/ يسيل عسل القهقهات”.. هنا نلحظ هذه المنطقة الوسطى بين بساطة التعبير والتكثيف المبالِغ في جلب الاستعارة الغنائية ودمغها بالصورة. فعل “يسيل” واختيار “النهد” كمكان لهذا السيل هي أيضًا مرادفات تجعل من لغة الشاعر أكثر سلاسة وسيلا؛ وكأنّ الصورة سيّلت اللغة أو أنّ اللغة سيّلت الصورة. جدلية جميلة أشبه بلعبة شيّقة لا تنتهي بينهما.
يلفت القارئ في كلا النصين أنّ هذا السيل اللغوي والصوري، معًا، لا يكاد ينزلق من بين يدي الشاعر حتى يعود ويصلّبه؛ هو يصلّب/ يصقل الشكل والصورة واللغة. لا يختلف طين النحّاتين، “تصليب” الطين وصقله هو ما يولّد الفارق والنتيجة في نهاية الأمر. إذًا، على اعتبار أنّ المرادفات هي الطين، ياسين يستخدم مرادفات قد تكون اعتيادية بمعناها المطلق؛ مثل “تخرج”، “صباحها”، “خطاها”، رائحة”، ولكنّ توظيفها يأتي على نحو جميل من الغيرية، لينزّ صورة مختلفة من هذا السيل؛ صورة متصلّبة: “هي هكذا،/ بلا رائحة تخرُج/ معقوفةً كعكازة الأعمى/ مائلة كشجرة موز عجوز”. توصيف قاسٍ وحادّ لا تحظى به “المرأة” كثيرًا في الشعر. المرأة هنا تخرج من سيل اللغة، ولكنها لا تخرج ماءً أو قمرًا، هي تخرج عكازًا وشجرة عجوزًا!
الكشف عن لحظة اكتشاف أسرارها في “بلا أسرار” يتبع الاعتراف بحبِّ هذه الأسرار في القصيدة الأولى، كشف يصل إلى أسرار السّرير؛ وينزع عن كلمة “سر”، بصورة مفاجئة ولكن غير مُقحَمة، ذاك الغموض والظلام، بحيث تصبح شفافة ومرئية! وكذلك في “أحبّ أسرارها” نلحظ هذا الكشف كقوله: “لم تفهم بعد أن صباحها/ ليس كصباح عائشة” ولكنه كشف مُوارب، كشف ليس لسرٍّ فحسب، إنما لشيء مبهم، فهي لا تعرفه أصلا، ولكن ياسين، هذا المُصلّب للبوحه، يدركه شرّ إدراك.
(أسماء عزايزة)
7 أغسطس 2011
norido mazidan mina alkitabat ostadana alfadil;almarjo idafat kasaid jadida wa chokran
30 يوليو 2011
merci
30 يوليو 2011
j’aime ca….ana mina lmohtamin bilkitaba wa ohibo kola mahowa adabi ,achkoroka katiran aala hada almaawkia ala di fadani katiran wa atamana laka mazidan mina ataxfik. barakaka alaho tnaala wa chokra
11 نوفمبر 2010
Morphologically speaking, it’s poetry! Technically speaking it’s not!!
I can’t undertsand the message behind each poem!! It looks like fragments of language taken from here and there and put alltogether in the end!!!
Please….if you’re going just to hurt us with your so called free verse….have mercy on us…we’re fed up to our ears with your new trends!!
17 أغسطس 2010
قصيدتان جميلتان حقا.
الاضائة التي وفرتها اسماء عزايزة مفيده لفهم القصدية وتوفر مساحة تامل جديدة للقراءة الشخصية.
شكرا