رجلٌ سعيدٌ يرغب في البكاء!/ زياد خدّاش
أظنّ أنّ الله يحبني، وإلاّ فلماذا كلّما خرجت من البيت ابتسمت في وجهي أشجار ونساء وأطفال الوطن؟ أنا إنسان سعيد، سعيد، سعيد
رجلٌ سعيدٌ يرغب في البكاء!/ زياد خدّاش
.
|زياد خدّاش|
سعيدٌ بالمطر المستمر، وبأصدقائي الثلاثة المستمرين المزمنين، أسامة وصالح ومالك. مؤخراً انضمّ إلى نبيذ قلبي خمسيني مجنون. مستمتع بعطلة الفصل الدراسيّ الأول، بإمكاني دائماً أن أعدّ فطوراً شهياً، طاقتي الجنسية جيدة، دائماً لديّ كل شيء: كتب وصديقات شهيات وذكيات (لا يقعن بسهولة في حبي)، مدينة مجنونة وفكرة نصّ جديد وحديقة مغوية وجيران ودودون. أمي بخير، وما زالت تقيس سعادتها اليومية بحجم شهية معدتي. أبي ما زال يحدّث زملاءه وأصحابه بفخر عن طفولتي الذكية. طلابي يتصلون بي شوقاً.
أحبّ عمري (47) وأنتمي إليه باعتزاز، ما زلت أندهش وأحلم، لا كوابيس في ليلي، أحلامي دائماً تنتهي بمصنع شموع تحرسه ملائكة، لست فقيراً، لست مطلوباً إلى محكمة، كارهوني قلة، وأغلبهم طيب القلب، صحتي ممتازة، ما زلت أحبّ المشي، قابليتي للحبّ (الحر) دوماً مشتعلة، ذاكرتي قوية؛ فأنا أتذكر طعم أول صفعة من جندي إسرائيلي على مدخل مخيّمي (الجلزون).
أظنّ أنّ الله يحبني، وإلاّ فلماذا كلّما خرجت من البيت ابتسمت في وجهي أشجار ونساء وأطفال الوطن؟ أنا إنسان سعيد، سعيد، سعيد.
لكن مع كل ذلك، لديّ الآن رغبة غريبة: أرغب بشدة في البكاء، ياه، كم أرغب بشدة في البكاء!
18 فبراير 2012
تستحضر لذاكرتي قصيدة “لا مشكلة لدي” للشاعر الكبير مريد البرغوثي ..
تحياتي
4 فبراير 2012
لنبكي معا