لا موسيقى من دون نغمة تضامن/ ياسمين ظاهر
لتوضيح الضبابية التي تسود قضية مقاطعة عروض الفنان التركي عمر فاروق ودعوة مجددة لنأخذ مسؤولية جماعيّة على قضايانا
لا موسيقى من دون نغمة تضامن/ ياسمين ظاهر
.
|ياسمين ظاهر|
لهو فخر لكل عربي وفلسطينيّ أن يستمع إلى عازف عود كبير وهام مثل عمرفاروق تاكبيلك. وكم بالحريّ عندما يُدعى الفنان إلى بيته (أي الناصرة)- فهذا فخر أكبر. الإشكالية تقع (بالأحرى وقعت)، بسبب العرض الذي سيقدمه فاروق في البحر الميت بدعوة من مؤسسة إسرائيلية وليس بسبب عرض الناصرة.
لقد تصرّفت اللجنة التي تابعت الموضوع، بأعلى قدر من المسؤولية والعقلانية وروح مُقدِّرة ومحبة للفن والفنان أيضاً، ولم تُردْ -بأيّ شكل من الأشكال- أن تحرم الجمهور العربي والفلسطيني من هذه الفرصة، ولهذا طلبت من فاروق أن يُلغي عرضه في البحر الميت، لأنه يقوّض بهذا كلّ إرث وتراكم عمل ونجاحات السنوات السابقة في إقناع مشاهير عالميين آخرين بعدم قبول دعوات من مؤسّسات إسرائيلية (غير موقعة على برنامج المقاطعة ولا تأخذ دورا في التضامن مع الشعب الفلسطيني- فالأمر ليس قوميًا أو إثنيًا وإنما مبدئي). وكان هناك إيمان عظيم بأنه سيقبل -بل وبسهولة- هذا الطلب، فلماذا يتمسك بعرضه في البحر الميت المحتل؟ لماذا لا يكتفي فاروق بعرض الناصرة؟ لماذا لا يستمع إلى صوت المقاطعة الثقافية؟
يبدو أن فاروق عازم على الذهاب إلى البحر الميت، ولذا علينا أن نكون عازمين بدورنا على عدم الذهاب إلى حفلته في الناصرة. كيف نستمع إلى من شاء أن لا يستمع إلى طلب تضامن وواجب إنسانيّ؟ كان بإمكان فاروق أن يعزف في رام الله أو الناصرة أو جنين أو غيرها من المدن الفلسطينية، لكنه لم يشأ أن يفصل ذاته وموسيقاه عن الأبرتهايد. فنلعلن إنفصالنا نحن عنهما، إلى أن يتراجع عن موقفه.
بطبيعة الحال، يتفهم المرء أنّ من يقوم على تنظيم حفلته في الناصرة لم يكن على علم بحيثيات الأمر -بحسب ما صرحوا به- وأنه قد يكون بغير مقدورهم اليوم إلغاء حفله(؟!). لكن أنت، أنا، نحن، جمعنا… بإمكاننا اليوم أن نعيد بطاقاتنا و/أو لا نشارك في هذا العرض على حساب تضامننا مع أنفسنا أولا وأخيرًا، وأن ننضمّ إلى الوقفة الاحتجاجية أمام مكان الحفل.
لا تخافوا، سيتعلم فاروق الدرس، هو ومن دعاه إلى البحر الميت. والعام المقبل سيأتي إلى الناصرة، فقط. لنوحد وقفتنا معا وليكن صوتنا واحدًا.
لا موسيقى من دون نغمة تضامن!
.
• عمر فاروق خرق المقاطعة الفلسطينية لإسرائيل: فلنقاطع جميع حفلاته!