جول ما تنبأ بموتو، جول تحدى الموت بحياتو/ تامر النفار
إذا بتشوف القاتل بتقدر تقول مع ناس زي هيك ما بنستاهل حرية، وإذا بتشوف جوليانو واقف بوجه القاتل بتقول عشان ناس متلك يا جول، يا حبيبي، يا صديقي مش بس بنستاهل الحرية، بنستاهل الحرية، أمها وكنّتها كمان
جول ما تنبأ بموتو، جول تحدى الموت بحياتو/ تامر النفار
|تامر النفار|
ببدا في يسعدلي الشرف إنو في مسيرتي الفنية، فرقتي الـ “دام”، اشتغلت مع جوليانو مير خميس في أكمّن عمل، أبرزها كليب “هون أنولدت”، ممكن تشوفو الفيديو كليب اللي أخرجه جول في يوتيوب DAM BORN HERE.
وما دامكم صرتو باليوتيوب، إكتبوا هناك:
Juliano Mer-Khamis predicted his own murder by Palestinians
ممكن تنخضّو من قدرة الشهيد جوليانو مير خميس بتنبؤ موتو.
أنا صابني قشعريرة لما شفتها أول مرة: كيف قدر يتنبأ موتو؟! بس بعدها فكرت بالإشي وقررت أقسّم الجملة لنصين:
الأول “جوليانو مير خميس يتنبأ بموته”.
بظن أنو كلمة “تنبؤ” مش بمحلها، أتنبأ موتي معناها أكون بشي سهرة وأحكي “حلمت أني بوقع من مكان عالي وبهبط على بسطة كوراسونات”، وبعد فترة بتسمعو إنو “تامر وقع من الأيفل ومات”.
لو أنا بعرف إنو تفسير حلمي هو السقوط من برج الأيفل، عيب علي إذا بتشوفو ختمة مطار “دي جول” على جواز سفري (جواز سفرهم بالأحرى).
يا إنو اللي صار خارج عن نطاق التفسير يا إنو صدفة (كذب المنجمون ولو صدفوا أو صدقوا) ومرات بنسمع عن فلاشباكات مستقبلية وتنبؤات ممكن تصير مع أشخاص عاديين.
جول لا هو شخص عادي ولا هو شخص اللي صدفت وتنبأ موتو.
جول متل ريتشل كوري، قرر يوقف ويصمد بوجه الجرافات، وما قفز بالدقيقة الـ 90 لما قربت الجرافة المتطرفة عشان تهدم بيت من شي قصيدة.
يعني، اذا بكرة بروح لأكبر تاجر مخدرات باللد وبصرخ بوجهو: “أخلع سمّك من مجتمعنا”، وبعدها بعمل مقابلة وبقول “مرات بشعر إني راح أموت طريق إطلاق رصاص من شي تاجر مخدرات”، الأغلب راح يقول “دا؟؟؟ هالوووو؟ حد قالك تدحش حالك باللي ما إلك فيه؟ في شغلات بنحكاش عليها”.
جول جاوب “طبعا” اللي فيه، وفي شغلات بنسكتش عليها”.
باختصار، جول ما تنبأ بموتو، جول تحدى الموت بحياتو، بطلب من جماعة اليوتيوب يغيرو العنوان.
القسم التاني:
“على أيدي فلسطينيين”. قبل ما تستعجلوا وتحكموا، لسا القاتل ما انمسك، مش معروف اذا تعلم عربي ببطن أمو أو تعلم العربي بشي غرفة معتمة تابعة للشاباك، بس حتى لو طلعت مؤامرة صهيونية، والقاتل إسرائيلي، ستنوا وما تعملوا “V” في أصابيعكم وتصرخوا “براءة”. حتى لو القاتل طلع مش منينا، بظن الموضوع انفتح ويلا نحكي فيه، نحكي عالفئة المتطرفة الموجودة بينا، الفئة اللي بتكره الفن، اللي بتحرض ضد الفن باسم الدين، بتدعي انو الدين بلغي الفن.
الدين بلغي الفن؟ الدين اللي تفوق على الفنانين نفسهم بقوافيه، تشابيهو، سرد قصصو، أحاديثو، إستعاراتو، لغتو، طب كل هاد مش فن؟
بحكي من تجربة، أنا كواحد من الناس بستعمل موسيقى غربية وبدمجها مع ثقافتنا العربية، ياما قابلت وياما راح أقابل معارضة من ناس بتحرّض ضدنا إنو أحنا بنستعمل موسيقى شيطانية.
مهم أحكي أني ما بعمم؛ ياما رجال دين أو رجال متدينة وقفتني بالشارع وحيّتني على مواجهة الإحتلال بطريقتي الخاصة. الناس هاي أكتر من الأقلية اللي بتعارضنا بعنف، بس لأسفي، مليون داعم ما بقدرو يوقفو شخص معارض مسلح.
فا بطلب من أحد رجال الدين اللي ما بتظن إنو الفن كفر، تستغل منبرها بشي خطبة وتحكي ضد اللي قتلو جول، وتفهم العالم إنو الدين متفاهم.
ولأسفي، “حاليا” الأصابع موجهة عالفلسطينيين، كل العناوين بتقول “أجا ينقذهم، غرقوه معهم” أو “بستاهالوش” وكتير من صحابي اللي ما إلهم بالسياسة قالولي “شايف عربك يا تامر؟ لسا بدك حرية؟”.
جوابي هو: “بتعلق من أي زاوية بتطلع عَالمشهد”. إذا بتشوف القاتل بتقدر تقول مع ناس زي هيك ما بنستاهل حرية، وإذا بتشوف جوليانو واقف بوجه القاتل بتقول عشان ناس متلك يا جول، يا حبيبي، يا صديقي مش بس بنستاهل الحرية، بنستاهل الحرية، أمها وكنّتها كمان.
الله يرحمك يا جول، ليك وحشة، كلنا بنحبك.
تامر النفار من دام
22 سبتمبر 2011
في ناس همها الفن وناس بتدور على لقمة العيش
بعين الله