العذراء والموت/ تامر النفار

مايو 3, 2011 جوليانو مير-خميس, فنون, مواضيع ساخنة | 5 comments

كلارا خوري وعامر حليحل في لقطة من المسرحية

|تامر النفار|

تامر النفار

أيش كنتو بتساوو لو صحيتو بنص الليل، لقيتو ليبرمان نايم عالكنبة وكل اللي معاكم هو: كلسون إضافي، مسدس، لزيق وكامارا؟

لأ، هاي مش حلقة رترو من “ماكغايفر”- هاي مسرحية “العذراء والموت”.

العذراء والموت، مقطوعة موسيقية للملحن فرانس شوفارت، قلبت لمسرحيات وأنا شخصيًا تعرفت عليها طريق فيلم Death And The Maiden (1995)، من إخراج رومان بولانسكي، تمثيل سيجورني ويفر وبين كينجسلي.

بس حديثنا اليوم عالعذراء والموت الفلسطينية، من إخراج جوليانو مير-خميس، تمثيل كلارا خوري وصالح بكري وعامر حليحل. مهم أذكر انو ما عندي خبرة مسرح وبحكي من وجهة نظر واحد شاري تذكرة زيّو زي غيرو، فردود فعل متل “شو بفهمه هاد؟” مقبولة عَ الآخر.

الرباعي اللي ذكرتهم أعطونا عرض عنجد كهرباء.

(جول مش موجود معنا اليوم بس ترك للعالم فولتات بتضوي لاس فيجاس في ليلة عاصفة).

باولينا (كلارا خوري) تعذبت قبل 15 سنة بسجن دكتاتوري وهي معصومة العينين، جوزها هيراردو (صالح بكري) بعلق بالسيارة، شي ابن حلال اسمو ميراندا (عامر حليحل) بوصلو عالبيت. باولينا بتدعي إنو هو “دا الكلب ابن الكلب” اللي عذبها، بتربطو، وببدا صراع الأدمغة ما بين:

هي:  أنت!

هو: مش أنا!

جوزها: مش عارف مين أصدق!

باختصار: طخ، سكس، مسبات، ضرب- أيش بدكم أحسن من هيك؟!

المسرحية معمولة جدًا صح، من ناحية الإخراج؛ التفاصيل الصغيرة والكبيرة معمولة بدقة، شغلات بسيطة اللي لفتت انتباهي، لما باولينا بتضرب ميراندا بالعتمة، أول ما يضووا الضو بنشوف علامة دم حمرة عَ راسو!

ولما باولينا تطلع من البيت حافية وترجع، انتبهو: بكون على إجريها وحلة!

هاي هيك، تفاصيل بسيطة بس حبيت أذكرها لأنهم تذكروها.

من ناحية أدوار، كل واحد بمثل قطب، ما عرفتش لمين أصوّت، مين أنتخب؟

كلارا وصالح أعطو دور ممتاز وجسّدو النقاش اللي موجود بينا وبين حالنا، “سماح أم سلاح”، بلحظات كنت بدي أنتخب هيراردو، هيراردو معاه حق، أنا بظن أذا مسكناهم ممنوع نعذبهم أو نقتلهم، عشان أحنا مش متلهم، هم بقتلو الأنسان لكن ما بقتلو الأنسانية.

طب أخرس، أنا مع باولينا، ألك سهل تحكي، لما تتربط متلها، يقتحمو جسمك، ويشخو عليك، ويضربوك كهربا بمواقع اللي أذا بس برفسك بأصبعي فيها بتتكعفل ساعات- أشوفك أحكي عن التسامح.

برأيي التمثيل كان جدًا حقيقي؛ بعرف الممثلين بشكل شخصي وبطّلت أعرفهم بالمسرحية، بالأخص عامر اللي برأيي من أبرز الممثلين اللي حضرتهم بحياتي.

صور من فيلم "الموت والعذراء" للممثلين بن كينغسلي وسيغورني ويفر. سيناريو أرييل دورفمان وإخراج رومان بولانسكي.

غير إنو كلارا وصالح بمثلو جدًا حلو، هم كمان جذابين وحلويين كتير بالشكل، من النوع اللي بلفت إنتباهنا حتى برة خشبة المسرح.

فإنو نوصل مشاهد بالمسرحية، اللي فيها كلارا وصالح بحكو وعامر مربوط وتمّو مسكر، ومع كل هاد أنا واللي جنبي لسا بنتطلع عليه هو.

وكمان، عامر فات كبني آدم راكز، دكتور مع صوت بطّمن متل دكتور، فجأة صار ضحية، مسكين، متفاجئ وصوتو برجف، بعدها صار مجنون، بتهم وبهدد على أبو جنب، بعدين كمان قناع، وكمان قناع، على مدار سيعة، عامر كان يقشّر عن حالو طبقات، وتحت كل طبقة كانت مفاجئة وشخصية جديدة.

بتخيل المرة الجاي اذا حد قالي “حضرت عامر بمسرحية بمثّل فيها واحدة أفرو أميريكان مع لهجة أيطالية”- ما راح أستغربها.

تحياتي، وروحو إحضروها.