قصائد/ شو شيانج تشنج
الشعر لا يهدي إلينا ذهباً أو فضَّة/ الشعر لا يهدي سوى قلبٍ جميلْ!
قصائد/ شو شيانج تشنج
| شو شيانج تشنج (1921 حتى 1999)|
شاعر وروائي ورسام صيني من مواليد مدينة هونغ كونغ. بدأ في نشر كتاباته في أوائل ثلاثينات القرن الماضي عندما كان طالبًا جامعيًا. كتب أشهر قصائده ورواياته خلال إقامته في المناطق النائية من الصين، حين وقعت الأخيرة تحت قبضة اليابان عام 1942. عاد إلى مسقط رأسه عام 1948، والتي تأثر فيها وكتب عنها في ظل معرفته بواقعها وتاريخها.
| ترجمة: سيد جودة (مصر)|
شياطين
يحلمونْ
حُلُماً عمرهُ ألف عامْ
قرب ضوء الشموع الشحيح
بركنٍ كثيف الظلامْ
يا عزيزي
إليكَ أقولْ:
هم و أحلامهمْ
سوف ينكسرون كقطر الندى
تحت شمس النهارْ
في قلوب البشرْ!
تلك الليلة
بمكانٍ ما في تلك الليلة
كان هناك نباح كلابْ
أضواء الجبل كلؤلؤةٍ
تتلألأ كليالٍ أخرى
لكنْ أضواء الشارع كانت في وحدة
والشارع يبدو أطول مما كان عليهْ
في تلك الليلة ْ
فُتـِّحَت الأبواب ْ
و تلاشت وقع الأقدامْ
الليلة كانت ترجفْ
و قلوب مدينتنا تنبض قلباً قلبْ
في تلك الليلة ْ
الأبواب المملوءة بخدوشْ
كانت تنتظر الفجر بقلب الريحْ
تنتظر رجوع المُلاّكْ!
الشعر
الشعر لا يهدي إلينا ذهباً أو فضَّة
الشعر لا يهدي سوى قلبٍ جميلْ!
الحق
الحق لهبْ
من يقدر أن يحبسه في علبة كبريتْ؟
من يقدر أن يربطه في الظلمة؟
الجسر
أحياناً يغفو الجسر على الماء و ينظر للآفاقْ
أحياناً يركض نحو سماءٍ قوسَ قزحْ
هو في القلب خيالٌ فتانْ
هو يربط بين عوالم حلمَيْنا
هو دربٌ بين طريقَيْنا
الجسر طريقٌ
يربط بممرٍ روحَيْنا!
نجم المساء
لا أريد بأن أشْبِهَ السحب الراحلة
عنك تبعد في عفوية
لا أريد بأن أشبه الشمس وقت الغروبْ
في الخفاء يسافر معْها الشفقْ
ثم تترك من خلفها وحدة ً وطريقاً وحيداً .. وأنت
كم أودُّ لو اني أسلط مني شعاعاً
برغم ضآلتهِ
فوق جسمكِ
فوق طريقكِ وسط الظلامِ
إلى أن تقابل روحكِ إلفاً حبيباً
إلى أن يلوح بليلكِ ضوء القمرْ!
مسافرة
حمامة ٌ تائهة
تبحث عن طريق عودتها
في ذلك الأفْق الغريبْ
مسافرٌ في بلدٍ أجنبيّ
آهٍ ، ففي قلبهِ
يحيا الوطنْ!
رسالة
لا أبالي بوجهي الذي غبّرته الرياحْ
صاعداً، هابطاً، لا أخاف طويل السفرْ
فدعوني أسافر لا أتوقفُ
بين حبيب و محبوبهِ!
هَدْهَدْة
أبوك يا بنيَّ بحارٌ
هو الليلة في القاربِ
هل تريد أن تراهُ؟
أقبلْ ، سأضيء شعلة ً لكْ
ولْترتدِ الحلم المضيءْ
نم يا بنيَّ الحبيبْ
أبوك سوف يأخذكْ
لكي ترى ضوء القمرْ
و لونه ُ الفضيّ
لن يأخذكْ
لكي ترى البحر الغضوبْ!
غريبان
عشنا في نفس الشارعِ لسنين طوالْ
نتقابل لا ننطق كلمة
يمضي كلٌّ بطريق ٍ كغريبينْ
في أرضٍ ليست عنا بغريبة
وتقابلنا يوماً محض مصادفةٍ في أرضٍ أخرى
فتوقفنا و تصافحنا وتحادثنا
في أرض الغربة
صرنا خير صديقينْ!
بطل
في ميدان واسعْ
وعلى قاعدةٍ عاليةٍ
لاح برونزياً تمثالْ
رجلٌ من أهل المالْ
قلت بنفسي:
هذا حتماً بطلٌ
في دنيا يأكل فيها السمك الأكبرْ
سمكاً أصغرْ!
ليلة أمس
هذا الخطو الخافت فوق الشارع ليلة أمسْ
خطواتي كانت أم خطواتكْ؟
ظلان طويلانْ
تحت ضياء الأعمدة ولا يفترقانْ
أيهما ظلي من ظلكْ؟
تخشين الظلمة والوحشة
آخذكِ لبيتكِ
في ليلٍ غافٍ
وطريقٍ يخلو من مارة
نرفع رأسينا لنرى أنَّا نقف أمام البيتْ
بيتي لا بيتكْ!
ونسينا الدنيا
من فينا الناسي
أأنا أم أنتْ؟
ليلة أمس أمام الباب لمدخل بيتكِ ودعتكْ
وطريق العشر دقائق سرناه لأكثر من ساعة!
الفحم
هبْ لي ناراً
اجعلني أنفث نوراً وحرارة
فأنا فحمٌ أسودْ
لست بثلجٍ أبيضْ!
هو
هو طفلْ
يلعب لعبة الاستخفاء بدون كللْ
مع باقي الأطفالْ
هو شابْ
وغداً يرحلْ
بفؤادٍ مثل الأمواج بمدٍّ وبجزرْ
هو كهلْ
هل يشعر بالوحدة؟
كلا، فالذكرى تجلس بجوارهْ!
سمكة
قريباً من سيأخذني
بزحمة هذه الأسواقْ
يهمُّ الناس سعري
ليس دمعي
ليس أحزاني!
أتوق إلى حياة البحرْ
أتوق إلى حياة البحرْ
وأما الموتُ
كم أشتاق موتاً
في بحار موجها ثائرْ!
17 يونيو 2012
رفاق في غلط هون:”1921 حتى 1999 (…) بدأ في نشر كتاباته في أوائل ثلاثينات القرن الماضي عندما كان طالبًا جامعيًا”