لو كان اسمي ميراده / شيخة حليوى
سأعزف على بيانو مغبّرٍ في بهو نزلٍ في ضاحية من ضواحي سويسرا، حالما نصلُ هناك والحقيبة ما زالت على ظهري بينما أصدقائي يتقاسمون الغرف الصغيرة.
لو ناداني أحدُ زملائيّ القدامى في المدرسة: هيييييه ميراااااده، كيف حالكِ؟
سأعتبرها قصيدة غزل رائعة عابرة للمناداة.
|شيخة حليوى|
شيخة حليوى
لو كان اسمي ميراده مثلا وليس اسمي الذي أعرفه.
كنتُ سأحملُ على كتفي، حقيبةً جلديّة من تصميم “لوي فيتون”، صغيرة جدّا تتّسع لحلمٍ متوسِّط الخيبة وأحمر شفاهٍ لامع ودفتر صغير للمواعيد التي سأتخلّف عنها.
لو كان اسمي ميراده في بطاقة الهويّة أيضا، كنتُ في أمسيات السبت أرتّلُ في إحدى الكنائس السوداء:
(He’s got the whole world in his hands)
- قهوة سوداء مع قليل من حليب الصويا من فضلك.
- ما الاسم سيّدتي؟
ميراده اسمي، أها اسم جميل. شكرا.
سأقوم من مكاني دون حرجٍ وأحضر القهوة حينما تنادي النادلة باسمي.
سأشرب الشاي الصيني الأخضر، سأتعلّم الفرنسيّة، سأشتري من بائع السوفينير زجاجة صغيرة جدّا فيها حبّة رزّ كُتبَ عليها اسمي بالإنجليزيّة.
سأعزف على بيانو مغبّرٍ في بهو نزلٍ في ضاحية من ضواحي سويسرا، حالما نصلُ هناك والحقيبة ما زالت على ظهري بينما أصدقائي يتقاسمون الغرف الصغيرة.
لو ناداني أحدُ زملائيّ القدامى في المدرسة: هيييييه ميراااااده، كيف حالكِ؟
سأعتبرها قصيدة غزل رائعة عابرة للمناداة.
خاتمًا بخرزة خضراء كبيرة سأضعه في الإبهام، وأخرى، خرزة، سأثقبها وأصنع منها قرطا غريبا.
لو كان اسمي ميراده.
كنت سأشتري تفّاحتين وبرتقالة ونصف بطيخة صغيرة وأضعهما في سلّة خلف درّاجتي الهوائيّة، سأركبها أحيانا، وأحيانا أمشي بجانبها وأنا أدندن أغنية لا يعرفها أهل الشارع.
لو كان اسمي ليس ميراده، “شيخة” مثلا كنت سأكتفي بالحالة الأولى فقط. أحملُ حقيبة جلديّة من تصميم “لوي فيتون”. خالية إلا من بعض الزيف…
