مَوتُ مارلين مونرو/ شارون أولدز
لم يَعُد هؤلاء الرجال كما كانوا. خرجوا بعدها، كَعادتهم،/ ليتناولوا مشروبًا أو اثنين، لكنّ عيونهم عجزت عن التلاقي
.
|شارون أولدز|
|ترجمة ريم غنايم|
لمَس رجالُ الإسعافِ جسدَها
الباردَ، حَملوه، ثقيلاً كالحَديد،
على النّقالة، حاولوا سدّ
الفم، أغلقوا عَينيها، أوثقوا
الذراعَين بالطّرفين، أزاحوا جديلةً
عالقة، وكأنّ للأمرِ أهميّةً،
رأَوا هيئةَ نهدَيها، سطّحَتهما
الجاذبيّة، من تحت الملاءة
حَملوها، كما لو كانت هيَ هيَ،
نازلينَ الدّرج.
لم يَعُد هؤلاء الرجال كما كانوا. خرجوا بعدها، كَعادتهم،
ليتناولوا مشروبًا أو اثنين، لكنّ عيونهم عجزت
عن التلاقي.
تغيّرت حيواتُهم-
واحدٌ راوَدتهُ كوابيسُ،
آلامٌ غريبة، عنّةٌ، وسويداء. وواحدٌ نفرَ
من عمله، بدَت زوجته مغايرةً، شأنَ أولاده. حتّى الموت
بدا مغايرًا في عينيه— مكانًا تنتظره فيه،
وواحدٌ وَجَدَ نفسَه يقف ليلاً عند مدخل حجرة نومٍ، يصغي
إلى نفَسِ امرأة، مجرّد امرأةٍ عاديّة
تتنفّس.