صدور ملحق “محمود درويش” عن صحيفة “رمان”
هو دفاعٌ عن درويش ولكنه، كذلك، ليس تقديساً ولا أيقنة للشاعر. إن كان لا بدّ من بداية كهذه سأقول بأن من حق الشاعر ومن حقّ قرّائه ومن حق الشعر ومن حق القضية التي ارتبط اسم درويش بها على النقّاد، أن يُكتب نقد يكون أبعد ما يكون عن تكريس فعل الأيقنة ويكون صادقاً مع كل أصحاب الحقوق المذكورين
صدور ملحق “محمود درويش” عن صحيفة “رمان”
|خدمة إخبارية|
البروة – فلسطين: صدر عن مجلة رمّان الثقافية ملحق خاص بعنوان: “محمود درويش، دفاعاً عن حضوره”. يتناول الملحق في مقالات نقديّة منتقاة مما كتب في الصحافة، مسلسل “في حضرة الغياب” وما أحدثه من إساءة إلى الشاعر وحضوره في الذاكرة الوطنية والثقافية الفلسطينية والعربية. وفي افتتاحية الملحق، يكتب سليم البيك:
نعم، هو دفاعٌ عن درويش ولكنه، كذلك، ليس تقديساً ولا أيقنة للشاعر. إن كان لا بدّ من بداية كهذه سأقول بأن من حق الشاعر ومن حقّ قرّائه ومن حق الشعر ومن حق القضية التي ارتبط اسم درويش بها على النقّاد، أن يُكتب نقد يكون أبعد ما يكون عن تكريس فعل الأيقنة ويكون صادقاً مع كل أصحاب الحقوق المذكورين.
لكن ليس في مسلسل “في حضرة الغياب” أي نقد لدرويش، المسلسل مهزلة وليس فعلاً نقدياً. هو استخفاف بـ وانتهاز لـ وتسلّق وسطو على أحد أهم الرموز الوطنية فلسطينياً والأدبية عربياً. وهو ليس حتى منتجاً فنياً، إذ لا يمكن لمنتج فني أن يكون بهذه البلادة والبلاهة والرعونة المستفزة.
نعم، لا بدّ من نقد كلّ الرموز وكلّ المقدّسات الثقافية والدينية والاجتماعية، ورفض المسلسل لم يكن إلا لأنه أتى تسطيحاً استغلالياً لاسم “بيّيع” يجلب الربح المضمون في الترويج لـ وبيع الكتب، فما بالك في الترويج لـ وبيع مسلسل رمضاني يخصّص لتسلية الصائمين في تلصّص رخيص على حياة الشاعر، بل على جانب منها، بل وفي هذا الجانب، الذي يستحوذ على المسلسل، يسرح كاتب السيناريو –المتنطّح- في خيالاته المزيِّفة، وحياة درويش مادة درامية مربحة تخضع حلقاتها جميعها لشروط واعتبارات صنّاع المسلسلات الرمضانية: الخفّة، التسلية، التشويق، والمزيد المزيد من الإعلانات.
لا يهدف الملحق إلى طرح أو إعادة طرح النقاش حول المسلسل، ولم ينته لا النقاش ولا المسلسل. ولا يهدف إلى تقديم لوحة تشمل مختلف الآراء عنه، ولا هو عن المسلسل أصلاً، بل عن استباحة درويشَ واستسهال تحويل سيرته إلى مهزلة ربحية مجسّدة في مسلسل.
الملحق إذن يتبنّى، بمقالات انتقيناها من بين ما نشر في الصحافة، وجهة نظر تفكّك وتنتقد هذه المهزلة. والملحق، أولاً وأخيراً، يقدَّم دفاعاً عن حضور محمود درويش في الذاكرة الثقافية والوطنية الفلسطينية والعربية، لا لأن الرموز محرّم تجسيدها درامياً أو سينمائياً، بل لأن التعامل التجاري الرخيص السطحي الاستغلالي مع هذه الرموز لا يجب أن يمرّ دون ردع نقدي.
يمكن قراءة الملحق على الرابط هنا.