جوائز القطان 2012: سمر عبد الجابر وطارق العربي ونديم عبد الهادي وسهيل مطر
أربعة كتاب شباب يتقاسمون جائزتي “القطان” للشعر والقصة القصيرة لهذا العام
جوائز القطان 2012: سمر عبد الجابر وطارق العربي ونديم عبد الهادي وسهيل مطر
>
|يوسف الشايب|
تقاسم أربعة كتاب شباب فلسطينيين جائزتي “القطان” للشعر والقصة القصيرة، في حفل استضافته الساحة الخلفية لمؤسسة عبد المحسن القطان بمدينة رام الله، مساء أمس، حيث قررت اللجنة منح جائزة الكاتب الشاب للعام 2012 في حقل الشعر مناصفةً لمجموعتين شعريتين، هما: ماذا لو كنا أشباحاً” لسمر محمود عبد الجابر (فلسطينية مواليد الكويت وتقيم حالياً في عُمان)، و”الرابعة فجراً في السوق” لطارق أمين خليفة (نابلس)، والشهير بـ”طارق العربي”، فيما ذهبت جائزة الكاتب الشاب للعام 2012 في حقل القصة القصيرة، مناصفة بين المجموعة القصصية “بيت جبل عمان” لنديم زياد عبد الهادي (جنين، ويقيم في الأردن)، والمجموعة القصصية “شمال الأندلس، غرب الوطن” لسهيل مطر (حيفا).
واشتمل حفل أمسية توزيع جائزة القطان للكاتب الشاب، وانتظم بحضور كل من عبد المحسن وليلى وعمر القطان، أعضاء مجلس أمناء مؤسسة عبد المحسن القطان، على فعاليات موسيقية شارك فيها كل من بكر خليفي (عود)، ويعقوب حمودة (قانون)، وحسين أبو الرب (إيقاع)، وقراءات شعرية لكل من الشاعرتين داليا طه، وأسماء عزايزة.
جائزة الشعر
وجاء في بيان لجنة اختيار الفائزين بجائزة الشعر، وتكونت من الشاعر أمجد ناصر (الأردن – إنجلترا)، والكاتب والمترجم حسونة المصباحي (تونس)، والكاتب القاص يوسف ضمرة (الأردن)، والشاعر عثمان حسين (فلسطين)، وتلاه وسيم الكردي، مدير مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، أن اللجنة قررت منح جائزة الكاتب الشاب للعام 2012 في حقل الشعر مناصفةً لمجموعتين شعريتين تقدمان وجهين مختلفين من الشعرية الفلسطينية الشابة؛ الوجه الذي يواصل التقليد الغنائي الذي أرساه محمود درويش، ونجده على نحو خفيض في تجارب شعراء آخرين، والثاني الذي ينفتح على اقتراحات جمالية ترمي إلى تحقيق الجمالية من خلال النثرية والكلام شبه اليومي.
وحول المجموعة الشعرية “ماذا لو كنا أشباحاً” لسمر محمود عبد الجابر، أشارت اللجنة إلى أنها تشي بموهبة شعرية مثيرة للإعجاب على مستويات متعددة، وأن صاحبتها عارفة بخصوصيات قصيدة النثر، وبخفاياها، وبفنيّاتها، وبتعقيداتها أيضاً، والبساطة الملازمة للعمق في المعنى وفي الفكرة، وامتلاك صاحبتها ثقافةً شعريةً عالية، ومعرفةً واسعةً بالموسيقى، والفنون الأخرى، ما ساعدها على امتلاك القدرة على اختيار الصور المناسبة، والاستعارات البديعة من دون أي تكلف أو مبالغة، يضيف إليها توفر “الدعابة السوداء” بعداً مثيراً.
كما تقدم عملاً شعرياً يتقدم إلينا عارياً، تقريباً، من البلاغة المألوفة والاشتغال “الواضح” على القصيدة حتى لتبدو القصيدة ثمرةَ “سليقةٍ” شعريةٍ شبهِ فطرية. الشعرية تتحقق، هنا، من خلال الحالة أو الشعور الذي تطرحه القصيدة، أو تحققه عبر التلقي، وليس من خلال الكلمات والصور، فهذه الأخيرة، تكاد تتوافر بالحدود الدنيا التي لا بدَّ منها للكتابة. هذه السيولة التعبيرية، ولكن المنضبطة لغوياً وعاطفياً، والتعامل مع العالم من خلال خبرات ذاتية، وتحويل القضايا الكبرى، حيث وجدت، إلى تجارب شخصية، واقتراب القصيدة من الكلام اليومي من دون أن تقع في ثرثرته.
وتشتغل المجموعة على مشاعر وشؤون شخصية جداً، تبدو كأنها رسائل بوح، ولكن من دون أن تقع في الميوعة العاطفية أو التفجع. هناك حدس داخلي، ومعرفة بالحدود الفاصلة بين البوح المنضبط والثرثرة العاطفية، يبقيان القصيدة في الحيز المتوتر للشعر، على الرغم مما تبدو عليه من نثرية فائضة أحياناً. وعلى الرغم مما تنطبع به المجموعة من ميل إلى اليومي، فإن خيطاً من التأمل وراء الحادثة اليومية أو الشعور الشخصي البحت يميز هذا “اليومي”، هنا، عما هو رائج في قصيدة النثر العربية اليوم من إغراق في التفصيلي. لا تكتفي مخطوطة “ماذا لو كنا أشباحاً” بمراقبة الذات والعالم، بل ترى إليهما من خلال عين تتأمل ما يجري في العالم الخارجي، وما يفتعل في داخل الذات، وبهذا تعطي لليومي والشعوري بعداً تأملياً.
وحول مبررات اختيار المجموعة الشعرية “الرابعة فجراً في السوق” لطارق العربي، للفوز مناصفة بالجائزة الأولى مع سابقتها، قال بيان اللجنة: تقدم المجموعة قصيدة محكمة البناء، ذات مسحة غنائية واضحة تقربها من التلقي العام بسبب ثقل الذاكرة الغنائية التي أثثها الشعر العربي الحديث (التفعيلة، محمود درويش تحديداً) في الذائقة العربية المعاصرة.
تطفح هذه المجموعة بشؤون الرغبة، التي تشكل بواعث هذه القصائد، وتتخلل كل جوانب الحياة فيها. ما يجعل المجموعة احتفاء بالمرأة والحب والرغبة يتواصل من قصيدة إلى أخرى، في لغة ذات صفاء ملموس، وفي إطار قصيدة محكمة البناء، بالأخص القصائد القصيرة.
كما يحضر فيها “الشأن العام” (فلسطين) من بوابة “الشخصي”، قاموساً ومشاغل وصلات، فهو مرتبط بأشخاص وأمكنة مقرونة، دائماً، بأخبار وتفاصيل من الذاكرة التي تعيد “توضيب” هذا الشأن بمسحة واضحة من الحنين. ثمة أصداء قادمة من تجارب شعرية فلسطينية وعربية، ولكن ذلك لم يجعل من المجموعة مجرد علبة أصداء لتجارب سابقة أو راهنة متحققة في المشهد الشعري العربي. كما تعكس قصائد هذه المجموعة جهد صاحبها في البحث عن الصور، وعن الاستعارات المناسبة، من دون جنوح إلى المبالغة، والحذلقة، راسماً صورة بديعة لهواجسه ولعالمه الداخلي، بحيث يمكن أن نستشف، من خلال كل قصيدة، الحالة النفسية التي عليها صاحبها. ويمكن القول أيضاً إن صاحب هذه المجموعة نجح في نحت لغة شعرية جميلة ومتدفقة وخالية من الرّتابة ومن الغموض المتكلف.
وتلقت لجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب للعام 2012، التي ينظمها برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان، اثنتين وعشرين مخطوطة شعرية، قدمها كتاب فلسطينيون شباب تتراوح أعمارهم بين 22 و30 عاماً، من مختلف أنحاء فلسطين والخارج.
وقد أشادت اللجنة بالمستوى العام للكثير من المخطوطات المقدمة، ومبادرة بعضها لتبني أشكال تجريبية جديدة تخوض في شؤون الحياة اليومية، بما هي عليه من استحقاقات تتعلق بقضية الوطن، أو بالحياة الفردية، بلا شعارات موجهة أو أيديولوجيا مسبقة، مقدمةً مقاربات أخرى -بمعجمٍ ورؤىً مختلفين- للصراعات الأساسية التي يعيشها مواطنون يحاصرهم الاحتلال من كل جانب.
كما أظهرت العديد من المجموعات المقدمة للمسابقة، كتاباً وكاتبات شباناً، يتمتعون بمواهب شعريّة متفاوتة القيمة، لكنها لافتة للانتباه على المستوى الفنّي، وعلى مستوى الطموح إلى التطوير، وإلى تعميق التجربة، وكشفت عن جرأة في التناول والطرح.
وقررت اللجنة التنويه بمجموعة “سفر ينصت للعائلة” لعلي أبو عجمية (الخليل) والتوصية بنشرها، وذلك لأن نصوص المخطوطة تحتفي بلغتها الشعرية الرشيقة، ذات المضامين المتناسقة مع مفردات الراهن الشعري، وتمثل محاولة جادة لكتابة نص جديد، يشكّل إضافةً إلى المشهد، إلا أن التجربة محكومة بدرجة نضجها معرفياً.
كما قررت الإشادة بمجموعة “توارى في التأويل” ليوسف صبحي القدرة (خان يونس) والتوصية بنشرها، لأن هذه المجموعة، التي تمثل وجهاً آخر من وجوه الشعرية العربية الحديثة القائمة، أساساً، على اللغة، تقدم إحساساً شعرياً قوياً، وعلاقة جيدة بالكلمات، وتمكناً من معجم لغوي ثري، وإن كان بحاجة إلى انضباط لغوي ومجازي، حيث إن الحرية في التعامل مع المجاز، أو محاولة تخطي “تقليديته” لا تعنيان العشوائية. تحاول المجموعة أن تقدم نصاً مختلفاً، بلغة مركبة وصعبة وذات فضاءات معقدة، وخط تجربة جديدة، وإن كانت بحاجة إلى مزيد من الجهد والنضج لكي تتضح معالمها.
جائزة القصة القصيرة
وأشار بيان لجنة اختيار الفائزين بجائزة القصة القصيرة، وضمت في عضويتها كلاً من الكاتب والمترجم حسونة المصباحي (تونس)، والكاتب سلمان ناطور (فلسطين)، والكاتب القاص محمود شقير (فلسطين)، والكاتب القاص يوسف ضمرة (الأردن)، إلى أن جائزة الكاتب الشاب للعام 2012 في حقل القصة القصيرة، تذهب مناصفة بين المجموعة القصصية “بيت جبل عمان” لنديم زياد عبد الهادي، والمجموعة القصصية “شمال الأندلس، غرب الوطن” لسهيل مطر.
وحول مجموعة “بيت جبل عمان”، جاء في البيان، وتلاه المخرج السينمائي جورج خليفي: المجموعة تعد مثالاً قوياً على نضج التكنيك الفني والبنية السردية بعناصرها كلها، وأن صاحبها قاص موهوب مثير للاهتمام وعارف بفنيات القصة الحديثة، وله طريقة مثيرة لجعل القارئ دائم الدهشة والفضول في جميع القصص التي احتوتها مجموعته. والكاتب إذ يتطرق إلى مفردات الحياة اليومية، والهواجس الإنسانية، فإنه يفعل ذلك بطريقة سلسة أُسّها الحكي والشخوص النموذجية والمكان. ولعل المكان في قصصه ينتزع لنفسه حيزاً كبيراً في تضافر مع عناصر السرد الأخرى، بحيث لا يغدو مجرد اسم أو موقع، وإنما هو تكوين موجود في النفس البشرية، مع ضرورة الإشارة إلى مسحة السخرية التي كسا بها الكاتب شخوصه وحكاياتها، وهو بهذه المسحة الشاعرية يواجه الحياة كما فعل كبار الكتاب من قبل، وكما سيفعلون دائماً، حيث تكشف المجموعة عن لغة جميلة تعكس الخوالج النفسية والعاطفية لشخوصه.
وتبرز قصص هذه المجموعة قدرة صاحبها على الاستفادة من كتاّب القصّة الكبار، الأنجلوساكسونيين بالخصوص من دون الذّوبان فيهم، أو تقليدهم، محتفظاً بفرادته، ومبتكراً أساليبه الفنيّة الخاصة، ومستبطناً أدق التفاصيل، وواقفاً عند أصغر الأشياء، في قص ينطوي على جرعة عالية من التشويق، وقدرة واضحة على السرد المتأني، وعلى الوصف المتقن.
وفيما يتعلق بمجموعة “شمال الأندلس، غرب الوطن”، قال البيان: إنها تقدم سرداً قصصياً ممتعاً وثرياً، وتجربة مثيرة للاهتمام تتراوح بين الريبورتاج الصحافي وفن القصّ، بعيدة عن الأنماط المعهودة، والأساليب المعتادة. لغة القصص محسوبة متقشفة متخفّفة من البلاغة، وأسلوب الكاتب سلس رشيق ينحو نحو البساطة والتشويق وانضباط العاطفة دون مبالغات.
وفي مجمل النصوص التي احتوتها هذه المجموعة، نحن نقف بالخصوص على قضيّة مهمة تتّصل بالعلاقة مع الآخر، القريب، أو البعيد، تتكشف في رحلة ممتدة إلى إسبانيا يقوم بها كاتب المجموعة، ويتخذ من المدن التي زارها والأماكن التي تردّد عليها، والثقافة التي استوعبها، ميداناً لقصصه ووسيلة للكلام على بلاده، فلسطين. كما نقف على اعتناء صاحبها بلغته، وعلى تجنّبه الكليشيهات التي غالباً ما تفسد هذا النوع من الكتابة. ولعل موضوع الهوية وإشكالاتها للعرب الفلسطينيين في داخل فلسطين، هو المحور الرئيس أو الخارجي البائن. ولكن القصص لا تتوقف عند هذا الهاجس، ولا تقصر نفسها على اليوميات والمذكرات. هناك ثمة شخصيات فنية متحركة وفاعلة وضرورية، وحكايات غنية بالقضايا الإنسانية، ولا يفوت الكاتب أن ينتبه إلى التفاصيل الصغيرة التي تشكل في الغالب معمار القصة القصيرة بأسلوب فني جميل وهادئ ورصين.
وأضاف البيان: إن حضور عربي فلسطيني في ما بقي من الأندلس بعد خمسمائة عام من الخروج، فكرة مؤثرة ومثيرة، لكن السرد العادي في وصف المكان حال دون التركيز على العواطف والمواقف، الأمر الذي يجعل الصراع حاداً وضرورياً لتطور القصة في اتجاهات غير متوقعة.
وتلقّت لجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب للعام 2012، التي ينظمها برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان، إحدى عشرة مجموعة قصصية قدمها كتاب فلسطينيون شباب تتراوح أعمارهم بين 22 و30 عاماً من أنحاء مختلفة من فلسطين والخارج.
وقد رأت اللجنة أن هناك العديد من المجموعات القصصية التي وقعت في دائرة المنافسة، وتستحق أن تكون موضع تقدير كبير، لأنها تعكس قدرات فنّية وأسلوبيّة رفيعة المستوى، دالّةً على أن ثمة آفاقاً جيدة لتطور الفن القصصي في فلسطين، وتقدمه نحو تخوم جديدة واعدة.
وكشفت المسابقة عن بعض الكتاب والكاتبات الذين سيكون لهم مستقبل مهم لا في عالم القصة الفلسطينية فحسب، بل العربية أيضاً. فثمة محاولات جادة للتجديد في الأساليب والتنويع في السرد، وإن لم يسلم الكثير من المجموعات من أخطاء لغوية تفاوت حجمها من مجموعة إلى أخرى. كما أن هناك مقاربةً للموضوع الوطني من زوايا جديدة، وإن لم يسلم بعضُها من خلل في بعض المقاربات الخاصة بهذا الموضوع، وبالذات فيما يخص الموقف من المحتل الإسرائيلي.
وقررت اللجنة التنويه بمجموعة “سعادات صغيرة” لـ عبير خشيبون (حيفا)، لأن لدى الكاتبة لغة سردية متدفقة وعفوية تمتاز بالبساطة، وأسلوب جيد، وأفكار مشوقة في كتابة غير عادية، عن واقع ووقائع غير عادية في قصص قصيرة، وإن غاب عن بعضها عنصر الحكاية الذي تستند إليه القصة في العادة، ما أصاب الشخوص بالضعف والهزال، وإن حاولت القاصّة أن تنفخ فيهم روحاً فنية، بحيث تخرجهم من نمطية الكتابة.
تعكس القصص مناخات وجوانب من حياة الفلسطينيين في ما يسمّى “الداخل”، حيث نتعرّف من خلال شخوصها، وجلّهم من الشّابّات والشّبّان، على جوانب نفسيّة، وعاطفيّة، وسياسيّة، واجتماعيّة لهؤلاء الفلسطينيين. وقد كتبت قصص المجموعة بلغة سلسة، وبتلك البساطة التي يمكن نعتها بـ”السّهل الممتنع”، متخذةً من التفاصيل الصغيرة الركن الأساس الذي ينهض عليه البناء القصصي بعناية وتدقيق، بحيث تشد القارئ وتجذبه إلى متابعة ما تعرضه عليه من وصف للأمكنة والشخوص في لغة جميلة وأسلوب سردي شائق لا يثقل على القارئ. وقد جاء استخدام الكاتبة اللهجة العامية في الحوار بأسلوب محبب جذاب.
كما قررت اللجنة الإشادة بمجموعة “فراولة وكعك وشوكولاته” لـ سامية مصطفى عياش (طولكرم، وتقيم في الإمارات)، والتوصية بنشرها، لأنها تشير إلى قاصة تملك أن تتميز بقليل من الرعاية والانتباه، وتعبر عن نضوج أدبي وفكري وتجربة جادة في كتابة قصة قصيرة جميلة في أسلوبها ولغتها ومضامينها السيكولوجية، بحيث تنطوي على محاولة لسبر نفوس الشخصيات، والكشف عن تناقضاتها ومآزقها من خلال لغة متينة وسليمة ومكثفة ومقتصدة وصافية، وجمل أدبية متماسكة، وأسلوب منضبط تتقدم به نحو نهايات موفقة من خلال سرد مشهدي وتصوير محكم ذي دلالة ومغزى.
وتتناول القصص معاناة الفلسطينيين من دون أن نستمع إلى شعارات وتقارير إخبارية، وإنما عبر حبكة فنية امتازت بالسلاسة والقوة معاً كما في قصة “ضحكات من زجاج” مثلاً.
وتشكل الحكاية بؤرة النص القصصي في غالبية القصص، فهناك استثناءات تتراجع فيها الحكاية لصالح النص المفتوح أو المقال، كما في قصة “طعم السنابل”، وقصة “وجرحي وردة بيضاء”. تتوفر في هذه المجموعة متعة القص، بحيث لا يشعر القارئ بأيّ ملل.
وما يلفت الانتباه في هذه المجموعة هو أن صاحبتها أحسنت توظيف اللغة الشعرية في جميع القصص تقريباً، مستفيدةً من التناصّ والاقتباسات الأدبية استفادة ملحوظة، ومنوعةً في أسلوب كتابتها.
وقد تمكنت الكاتبة بنجاح أن تضع في دائرة الضوء موضوعاً راهناً أو مطروقاً، ثم تستعين باللغة الشعرية والحيل الفنية الناجحة التي تمرّر تفاصيل الحدث بذكاء وبنوع من الإخفاء والإظهار في الوقت المناسب، لتعطينا نصاً قصصيّاً ناجحاً في كثير من الأحيان.
.
.
.
.
.
.