سنة على “قديتا”: شكرًا لكم
تعلمنا خلال هذه السّنة بعضًا ممّا يعنيه الفارق بين التطلعات وبين تطبيقها على أرض الواقع، ولكن هذا لم يحبطنا بل دفعنا باتجاه أكثر واقعيّ. نحن موقع ديناميكي، حراكيّ، نتغير، نتقدم، نتراجع، نتفحص، نقرر ونغير قرارنا وقت الحاجة. لا نملك إلا قناعاتنا ولا نريد احتكار الحقيقة. إذا تحققت حرية التفكير والممارسة، كُلٌ سيجد حقيقته
سنة على “قديتا”: شكرًا لكم
>>
|هشام نفاع وعلاء حليحل|
لم ننجز إلا القليل، رغم الانطباع بأننا أنجزنا الكثير. إنه الفراغ، يُنمّي الوهم بالامتلاء رغم أنه أكبر من أيّ مبادرة فردية أو يتيمة- للآن على الأقل. الفراغ الذي دخلنا إليه من خلال موقع “قديتا” قبل سنة بالتمام والكمال يبعث على القلق الجديّ بما يخصّ مستقبل الثقافة الإبداعية والنقدية، على المستوى الفلسطيني وعلى المستوى العربي. إنه فراغ خبيث لأنه يتغذى على مُسبباتٍ وأسباب ويُغذّي غيرها بدوره. إنه كالعدوى، في لحظة واحدة يتحوّل حامل المرض إلى وكيل له، تمامًا مثلما يتحول غياب النقد الأدبي من حالة مرضية تشير إلى الوهن، إلى عامل يدبّ الوهن في الكتابة الإبداعية نفسها.
خرجنا إلى العالم ببعض المبادئ والنوايا، أهمّها الحرية في التفكير والحرية في النشر والحرية في الاختلاف. تحت هذه المظلة حررنا وأدرنا هذا الموقع، وعلى هذا نُحاسب. لن نُقيّم أنفسنا لا للسلب ولا للإيجاب. هذه مهمة القارئات والقراء والمختصين والمختصات. نترك لكم الحكم فأنتم أهل الموقع وأنتم سبب وجوده. لكننا سعيًا إلى الحرية بكل أصنافها، دأبنا على مبدأ واحد سيرافق الموقع في المستقبل المنظور: التطوّعية. هذا الموقع يعمل بميزانية صفر، جميع العاملين فيه متطوّعون، يُعطون من أوقاتهم وجهودهم، بحبّ وحماس ترونهما كلّ يوم في مواد الموقع الجديدة، وهذا الحماس يزداد باطّراد.
لقد تعلمنا خلال هذه السّنة بعضًا ممّا يعنيه الفارق بين التطلعات وبين تطبيقها على أرض الواقع، ولكن هذا لم يحبطنا بل دفعنا باتجاه أكثر واقعيّة. نحن اليوم نسعى لقطع الطريق الطويلة خطوة خطوة، لا زلنا نؤمن بما تأسس الموقع لأجله، لكن الوسائل تبدلت واختلفت. نحن موقع ديناميكي، حراكيّ، نتغير، نتقدم، نتراجع، نتفحص، نقرر ونغير قرارنا وقت الحاجة. لا نملك إلا قناعاتنا ولا نريد احتكار الحقيقة. إذا تحققت حرية التفكير والممارسة، كُلٌ سيجد حقيقته.
نحن نُتهم من مرة لأخرى بالنخبوية والاستعلاء. إذا كان النشر النوعي والتحرير غير المتهاون تهمة بالاستعلائية فلا بأس، سنعترف بهذه التهمة بسرور. في وقت مات فيه المحرر في وسائلنا الإعلامية المطبوعة والإنترنتية، لا زلنا نتمسك بالمحرر ووظيفته التاريخية كبوصلة عنيدة باتجاه الشمال، يمكنها أن تخطئ أحيانًا لكنّ الموجات القطبية تعيدها دائمًا نحو الهدف الأول والأخير: حرية التفكير والممارسة. لذلك نحن نرفض كثيرًا نشر المواد الضعيفة والمترهلة والتي لا تلائم ذائقتنا. نعم، لدينا ذائقة، وهي –بطبيعة الحال- شخصية، تتكون في ظلّ معطيات هائلة لا حصر لها. نحبّ ذائقتنا ونعمل بحسبها، تمامًا مثل جميع المنابر الثقافية والصّحافية في العالم.
نحن موقع تعدّديّ حقيقة؛ في الطاقم شيوعيون ومتحفظون من الشيوعية؛ في الطاقم قوميون ومتحفظون من القومية؛ في الطاقم مؤمنون وغير مؤمنين؛ في الطاقم ساخرون كَلبيّون وجديون؛ في الطاقم متحررون جنسيا وآخرون لا يرون في هذا الموضوع أجندة يجب أن تشغلنا؛ لكننا جميعًا نلتقي عند الحاجة لهذا المنبر كمُتنفس وواحة. ننهل من تراثنا وراهننا ونبحث عن المزيد في الثقافات الكونية المتعددة: نترجم، نقتبس ونطور، واثقين بمن نحن، غير خائفين من الآخر، فضوليين قدر المستطاع والممكن.
نحن لسنا وحدنا؛ سبقتنا مواقع عديدة وأخرى وُلدت معنا: الحوار المتمدّن، فوبيا، كيكا، ميس، الكتابة الجديدة، فامو، الأوان وغيرها. ننهل منها ونتأثر بها ونتساجل معها. نشعر بالقوة إلى جانبها ونرجو أننا نمنحها بعض القوة أيضًا.
ماذا في السنة الثانية؟.. غدًا الأربعاء أو بعد غد سترون تصميمًا مطورًا للموقع، الهدف منه تسهيل التصفح وضمّ الزوايا وشملها وفق تقسيمة جديدة من أجل الفائدة والنجاعة في التحرير والقراءة. الزميلة مريم فرح ستنضم إلى طاقم الموقع لتحرير باب الدراما (سينما، تلفزيون، مسرح)، ونتمنى لها النجاح والوقت الممتع في هذه المهمة؛ نحن سنعمل على تطوير زاوية “مجتمع”، خصوصا في ضوء زاوية “كويريات” الجديدة (مثليون ونص” سابقا) بتحرير الزميل راجي بطحيش، التي ستشمل منذ اليوم مساحات تغطية وكتابة قد تتطابق مع زاوية “مجتمع”. الزميل عبد طميش يعود بزاويته الجميلة “طفرة” والزميل أحمد دغلس يبدأ زاوية شخصية في التصوير الفوتوغرافي. ابتكرنا زاوية “ذاكرة قديتا” التي ستعمل وفق مبدأ نشر عناوين بشكل يومي وعشوائي من مخزون الموقع في سنته الأولى، من أجل إعادة إحياء المواد القديمة، بشكل دوري، من أجل التذكير وإعطاء الفرصة الثانية لما نُشر في الموقع في السابق.
سامي مطر، مُبرمج الموقع وعضو هيئة التحرير، شريك حاسم في مرحلة التأسيس وفي طور العمل اليومي والأسبوعي، بتجنده التطوّعي منذ منتصف عام 2009 حين تجند للفكرة وحتى هذا اليوم. إنه العصب الحيّ للموقع وداعمه التقني والتشغيلي ولولاه لما كان وكُنا. رشا حلوة، أسماء عزايزة، مجد كيال، فراس نعامنة، راجي بطحيش وميساء عزايزة محررون في زوايا الموقع المختلفة، كلٌ يصبغ الزاوية التي يحرّرها بشخصيته وذوقه وخياراته، وفي هذا تعدّدية كبيرة نحبها جدًا، رغم أنها تثير بعض القراء والقارئات بسبب التفاوت في الأساليب والنوعيات. نحن نقبل هذا النقد ولكننا نعتقد أنه ثمن هيّن ندفعه من أجل المنفعة الكبرى في التعدّدية الكبيرة والمثيرة. فراس خطيب متابع ومشرف شريك على زاوية السياسة وهو يكتب التعليقات الفذة ويُغني الموقع بمتابعاته. رازي نجار أطلق حملة بداية الموقع المتميزة (“ثورة حتى النص”) وهو يساهم ويكتب مرارًا حسب وقته الضيق ونشكره على كلّ دقيقة. ياسمين ظاهر، شربل عبود، أفنان إغبارية، مروان مخول ومحمود أبو هشهش أعضاء في هيئة التحرير، يكتبون ويساهمون ولا يبخلون بالنقد والملاحظات والنقاش في مضامين الموقع، ولهم الشكر على ذلك.
لن يسعنا هنا أن نشكر بشكل شخصي وبالاسم جميع الكاتبات والكتاب الذين نشروا في الموقع. هم من طوّروا علاقة حميمة ومهنية مع الموقع، بحيث تحوّلوا إلى ركيزته الكبرى. نشكركم فردًا فردًا على تحويل “قديتا” إلى بيت لكم ونشكركم على الثقة الغالية.
سنة أخرى تنتظرنا، لا نعرف ما تخبّئه لنا. لكننا نعرف ما نخبّئه لها.
17 أغسطس 2011
اعجبني الموقع جدا لكن يضايقني جدا الاستعلاء الذي تحدثت عنه انكم نخبة وتكتبون للنخبة وهذا لن يحدث “ثورة حتى النصر ” ، استغرب مثلا لماذا تولون اهمية كبرى لابراز المثليين ولا توجد زاوية لبقية اطياف المجتمع ، تهاجمون الدين الاسلامي دون غيره ليل نهار ولم يردع هذا ملايين الناس من صيام رمضان او الصلاة خمس مرات كل يوم ،لا لاني احب التدين او الدين بل لان خطابكم لا تفهمه العامة من الناس بل خاصة الخاصة ولما يكون الموقع هكذا فسيظل نخبويا . خاطبوا الناس بنبرة اخرى تبعدهم عن التعصب الاعمى للدين وكونوا منصفين بحيث تهاجمون الديانات كلها كخرافات العصر لا ان تهاجموا الاسلام فقط اما المسيحية فهي دين الرقي والجمال ، ان هذا يزيد مقت المسلمين لكم مهما كنتم متحررين ووطنيين.
قلت بانكم لن تنشروا ما هو مترهل بنظركم ، لم لا تشجعون من يكتب ولو “ترهلا ” بزاوية اسمها “ما يكتبه القراء” هناك من يتعطشون للنشر وقد تكون الردود على ما ينشرونه تعلمهم وتفيدهم فلم انتم متقوقعون؟
فلا منبر لعامة الناس يعني بالعربي مش شايفينهن من سنتمتر مربع
كل كاتب منكم يحسب نفسه الها ، لستم بالهة انتم كتاب وظيفتكم توعية الناس ولفت انظارهم الى امور لا يلتفتون اليها وانتم لا تفعلون ذلك بل تتعالون عليهم بصلف ووقاحة في احيان عدة (اسمي مستعار لكني تعاملت معكم واعرف عم اتحدث)
تحدثت عن الشيوعيين في الموقع ، يا حبيبي اصحى عاد وحاج تقول فلان شيوعي وكل الشيوعيين مبسوطين من راسمالية اسرائيل وخيراتها ، انتم تعيشون في المريخ ! او في برج عاجي على زحل
الملخص: الموقع جيد لكنه لا يخاطب العامة من الناس انه يخاطب نخبة النخب التي لا تحتاج كثيرا للافكار المنشورة هنا. نافسوا بانيت والعرب والصنارة لا ان تنزلوا الى مستواهم المتدني بل بحكمة تجعل زوار تلك المواقع يزورون هذا الموقع ايضا ويجدون ما يخاطبهم فيه
16 أغسطس 2011
أتمنى أن يتقدم موقع قديتا (إلي هو موقعي المفضل, بس بدون كبرة راس…) إلى الامام وأن تضاف إليه زوايا تحثنا على التفكير ومراجعة الذات…
أنا شخصياً بشكل نسوي (وأناني, نوعاً ما) حابه يزداد عدد الكاتبات الإناث بالموقع خاصةً في المواضيع الاجتماعيه, عشان بدنا بدنا كمان….
المهم بتمنى كل خير لقديتا وللمعلومات هاد الموقع إللي حثني إني ابدأ اكتب, شكراً.
16 أغسطس 2011
موقع ذكي. عميق وخفيف الظل. متنوع وتعددي. مفتوح لكن ليس من دون انتقاء. أحب اختياراته الأدبيةـ لكن قبل ذلك أحب مزاجه التحريري. مودتي لكم أصدقائي وهنيئا لكم /لنا ب: قديتا. ياسين عدنان
16 أغسطس 2011
من أهمّ المواقع الثقافيّة محليًّا وعربيًّا.
من زمان كان لازمنا هيك موقع يحكي مش يطق حنك، ويعلِّم مش ينظِّر، ويعترف بوجود اللا-مسلّمات، ولا يدّعي احتكار الحقيقة.
16 أغسطس 2011
أكتر موقع ألكتروني عربي بعبي الراس