أقنعة / عمر زيادة
ها أنا ذا قدْ تمرّدتُ على خلقي
أشعلتُ الوردةَ وجازفتُ بصلاتي فأيقظتُ النّمورَ الرّاقدةَ في ظلّ التّمثال،
لكنّي ظللتُ بهيًّا وحاضرًا كمتاهة
.
| عمر زيادة |
1
أرفعُ يدي مثلَ مرآة
ألمسُ شعرَكِ الّذي مثلَ نارٍ
في موقدٍ خشبيّ
ويؤلمُني
أنّ هذا اللّيلَ
لا يضيءُ ما يكفي
منَ الشّغفِ الصّاخبِ
ويؤلمُني
أنّ جسدي ينبتُ في التّرابِ الخاطئِ دائمًا!
.
2
ها أنا ذا قدْ تمرّدتُ على خلقي
أشعلتُ الوردةَ وجازفتُ بصلاتي فأيقظتُ النّمورَ الرّاقدةَ في ظلّ التّمثال،
لكنّي ظللتُ بهيًّا وحاضرًا كمتاهة،
تركتُ حواسي منفلتةً تعوي على بدئِها وتجحدُ أشدَّ الجحود،
وأحببتُ ندمي حتّى عرفتُ المغفرةَ فكانت أرواحي جميعًا مسندةً إلى ألمٍ واحدٍ مكشوف،
وبصيرتي معشّقةً بالتّهلكةِ والتّلفِ،
ثمّ استوى عرشُ الأشياءِ على ركامي
فكنتُ الرّكامَ
والجبلَ المخذولَ
وموعظةَ السّيدِ النّهرِ في حشدي البسيط!
.
3
غرابٌ أسود
يلتهمُ
ليلةً مِنْ عيونٍ باردة
في رأسي،
.
الدّمُ
دمُ البَصيرة
.
الدّمُ
دمُ المُخَيّلة _
.
4
لديّ إمبراطوريّةٌ حقيقيّةٌ لكنّني أهدمُها دائمًا
لأبنيها
ثمّ أهدمُها من جديد،
لقد ولدتُّ منْ أجلِ هذا الخراب
خرابِ الضّوءِ
خرابِ اللّغةِ
خرابِ الجينات
أنا الملكُ الّذي أفتحُ خزائني
فأجدُ التّيجانَ
والأقنعةَ
وكلّ تلكَ الأشياءِ الّتي لا تخصّني،
.
أجدُ التّعاسةَ أيضًا!
.
5
الثّانية صباحًا،
العتمةُ تغادرُ السّريرَ أخيرًا
تقفُ في منتصفِ الغرفةِ
تتأمّلُ صورةً معتمة
صورةً عائليّةً على جدارٍ معتم،
تقطع المَمَرّ؛
الخطى ذاتُها
إلى المرآةِ / القهوةِ / البنادولِ / القلبِ
ثمّ … السّرير مجدّدًا _