رداً على إسلام سمحان/ نوال العلي

يونيو 7, 2011 مواضيع ساخنة, نثر | 4 comments

جندي سوري يحمل حزام ذخيرة لوضعه بجانب الجثث

في 5 حزيران الجاري أصدر 72 كاتبًا ومثقفًا أردنيًا بيانًا أدانوا فيه المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه، والصمت الذي يعتصم به أعضاء الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين عن جرائم نظام الأسد. في أعقاب هذا كتب إسلام سمحان مقالا يهاجم البيان ونوال العلي ترد عليه هنا

|نوال العلي|

نوال العلي

لا شك أنك منقسمون، وقبّح من انقسام!! من المعيب اختلافكم أصلاً على مايحدث في سوريا. ولن أسميها اضطرابات، كما قال إسلام سمحان، فهي أعظم من ذلك بكثير.

لا ناقة لي في انتخاباتكم ولا بعير، ولكني لست قطة ضالة لا أفهم مايحدث في بلدي أيضاً ياسمحان. قلت لك في مراسلاتنا أنا لا أفتش قلوب البشر حين أرسل لهم البيان. وليس ذنبنا أن تزامن صمت الرابطة السخيف إزاء مايحدث في سوريا مع انتخاباتكم العظيمة. المرة القادمة سنؤجل مانريد أن نقول شهراً آخر حتى تنتهي انتخاباتكم!! سبحان الله ياناس هالرابطة صارت نسخة مصغرة من القمم العربية (التي لن نراها كما كانت بفضل شعوب يقظة الضمير والحس) حتى بيان مابيتفقوا عليه!

وإذا كان تاريخ الأستاذ سعود قبيلات يشهد له بما هو مشهود له، فماذا يؤثر بياننا على تاريخ سعود؟ وعن أي اغتيال شخصية تتحدثون ونحن خاطبنا الهيئة بشكل مباشر. والهيئة كلها مثقفين بالغين راشدين عاقلين، لا أعتقد أننا حين نقول الهيئة نعني سعود، أم أن الأمر أصبح كذلك؟!

اسمحولي يعني، لكن لا أظن أن أحداً من تيار القدس سيخرج من تيار القدس بسبب بياننا، ولا أظن أن أحدا من تيار التجمع سيربح الانتخابات بسبب بياننا. ولن تقل قائمة القدس ولن تنقص بسبب البيان، ولن تتغير الرابطة بسبب البيان، ستظل مملكة الصمت على حالها.

وأنت ياسمحان الموقع بكامل إرادتك على البيان والذي أرسل إليك من قبلي ومن قبل غيري أيضاً وأكثر من مرة، وأظنك كنت تعرف أن فيه إدانة لموقف الرابطة، وقد أرسلت لي تراجعك بعد 3 أيام من إرساله لأنك ورفاقك كما فهمت تكتبون بياناً آخر. من حقك أن تتراجع لأسباب تراها واضحة لك. وسيخرج عليك من يؤوّل مقالك ويفترض فيك مايفترض ويفتش في نواياك ثم يضع لها تصوراً يناسب منطقه!!

فهذه اللغة التي تنضوي على التشكيك في نوايا الآخر، تشبه لغة التخوين والتكفير التي أصبحت لغة دارجة في عرف المثقفين، نقلوها عن التكفيريين الذين تعرفهم أكثر مني ياإسلام. وأصبحت تستخدم لنسف لغة الاختلاف من أساسها . لغة لا تليق بالمثقفين ولا بالكتاب، وننأى بزملائنا عن استخدامها، سيما أن البيان انتقد صمت الرابطة ولم يتطرق لا إلى الأشخاص ولا إلى تاريخهم ولا إلى محتويات قلوبهم وعقولهم.

أما بعد، فلا يحق لإسلام أن يفصلني عمن أصدروا البيان، وكأنه يبرؤني من ذنب، فقد كنا نشكل موقفاً واحداً من الهيئة ولم نستعمل اسم سعود حتى! من تقصد ياإسلام في من كانوا خلف البيان؟؟ البيان كتب ووزع على 72 كاتب وكاتبة يقرؤون جيداً السطور ومافوقها وماتحتها. ولا يحق لأي أحد أن يقول أن 72 اسماً محتجاً، منهم من تيار القدس ومنهم أسماء لم تشبها شائبة مذ عرفنا أنفسنا، كانوا مجرد تابعين إمعات مش فاهين شي من شي؟ وهل تعتقد ياإسلام أن 72 كاتباً، منهم أصدقاء لسعود نفسه، انساقوا بلا تفكير وراء من “كانوا خلف البيان”؟

كان الهدف من وراء البيان التساؤل فعلاً، لم كل هذا الصمت؟ من أجل ماذا؟ بحجة ماذا؟ لمصلحة من؟ سيقول قائل تلك الكلمة التي لها مفعول السحر والتي صارت وساماً على بزة جزار سوريا؛ “الممانعة”. أي ممانعة؟ وبأي آلاء ربكما ياجماعة؟ أي ممانعة ورجالات النظام قالوها صريحة واضحة وضوح الشمس “استقرار اسرائيل من استقرار سوريا”؟ أي ممانعة والدبابات قد تكون ضلت طريقها وحاصرت درعا معتقدة أنها الجولان؟ هل يمكن لأحد من المدافعين المنافحين أن يبرر لنا الصمت؟ شو؟ مشان الله فهمونا يمكن معمي على عيونّا؟

ماذا بقي ليثبت بالوجه الشرعي أننا أمام أعنت وأكثر الأنظمة العربية بشاعة ودموية، بعد مجزرة ثانية في حماة؟ بعد قتل الأطفال والتمثيل في جثثهم؟ ماذا كانوا ينتظرون لإصدار، أضعف الإيمان، ألا وهو المشاركة بكلمات صريحة توضح موقفنا من سفك دم أهلنا.

سيخرج قائل ويقسمنا إلى ضد النظام السوري إذن مع السياسات الأميركية، تلك إذن قسمة ضيزى. كم تشبهون الأنظمة التي تحابون عنها، لم يبق إلا أن تسموننا منسدين والله ونسميكم شبيحة! فكلما اختلف أحد معكم أو انتقد أحد منكم تقولون “من أنتم لتنتقدوا فلان؟ من خلف البيان؟”. نحن الناس الذين تلهثون خلف أصواتهم.

أنا لا أعرف سعود قبيلات معرفة شخصية، لا هو صديقي ولا عدوي، وربما التقينا مرتين في حياتي، ولكني بسبب تاريخه رشحته أول مرة. أما إن كنت تربط بين البيان واستقالات من استقال من أعضاء التجمع وعلاقة ذلك بالانتخابات فهم لم يوقعوا معنا أصلاً. وأظن من حقهم التعبير عن موقفهم بالطريقة التي يرونها مناسبة.

ثم من وراء اغتيال سعود ولماذا أصلاً؟ أليست هذه آخر دورة له بحسب لوائح الرابطة؟ فلماذا يستغل أي أحد اي شيء ضده؟

وفي الحقيقة ياإسلام إنك بهذا المقال، إنما تشكك في الآخرين وفي نواياهم وتغتال مواقفهم، مثلما تعتقد بل وتصرح موقناً كأنك تعلم ماتخفي الصدور أنهم يحاولون الاستفادة من الدم السوري من أجل …؟؟ من أجل ماذا ؟؟ ذكرني فقد نسيت الأمر الجلل وراء هذه المؤامرة الدنيئة التي حكناها. الانتخابات؟؟ ولماذا لا نرد نحن أيضاً صمت الرابطة لمسألة الانتخابات؟ أترى كل شيء قابل للتأويل والتقليب في النوايا وتراشق الاتهامات “الي لا بتودي ولا بتجيب” فلا شيء سيتغير في القوائم بسبب إعلاننا عن موقفنا جهاراً نهاراً.

من المعيب أصلا أن تفسروا موقفنا على انه استخدام للدم السوري من أجل أي مصلحة. ياحيف على كل من يفكر بهذه الطريقة! لأن الناس بإيش وإنتو بإيش على بلاطة يعني! وهل تريدون أن تمنعوا عنا الحق في “الديالكتيك” إحنا الثانيين؟ يعني على الأقل اسمحولنا نصدر بيان نحكي فيه رأينا من دون هذه القلوب السوداء سواد وجوه أصحابها ومواقفهم. لقد حولتم الموقف من نقاش حول موقفنا من مجازر سوريا إلى حوار حول شخصية سعود قبيلات!! ما أصغر كل من يفكر هكذا.

روابط ذات علاقة:

• اغتيال سعود قبيلات والدم السوري/ إسلام سمحان

• بيان كتاب ومثقفين أردنيين حول صمت رابطة الكتاب الأردنيين عما يجري في سوريا الشقيقة