مهرجان “موسيقى البلد” في عمّان، مساحة حرّة لموسيقى من إيقاع الناس والمدن
مهرجان “موسيقى البلد” 2013، يفتتح دورته الثالثة قريبًا، من 25 وحتى 30 حزيران/ يونيو 2013، ويستضيف لهذا العام من فلسطين كلًّا من الفنانة ريم بنّا، وفرقة “تراب”، والفنان تامر أبو غزالة؛ ومن لبنان الفنانة تانيا صالح، ومن تونس الفنانة آمال مثلوثي؛ ومن الجزائر فرقة “لاباس”؛ ومن مصر الفنانتان مريم صالح ودينا الوديدي؛ ومن الأردن الفنان طارق الجندي وفرقة “آهات”.
مهرجان “موسيقى البلد” في عمّان، مساحة حرّة لموسيقى من إيقاع الناس والمدن
| رشا حلوة |
بدأ دورته الأولى عام 2009، مهرجان “موسيقى البلد” في عمّان والذي ينظمه “مسرح البلد” في مدرج الأوديون، ويستضيف موسيقيين وفرقًا موسيقية عربية. هدف المهرجان منذ تأسيسه إلى تقديم موسيقى البلد، أو الموسيقى الملتزمة بقضايا الناس وهموم شعوبها، مشددًا على الإبداع الموسيقي الجديد المستقى مما هو عربي، مشرقي وعالمي، ويعبر عنها فنان اليوم في المدينة/ البلد. هذه الموسيقى التي يعزفها الشباب داخل المدن ولا تُسمع عبر وسائل الإعلام وقنوات التلفزة الرسمية لأسباب عديدة، كامتداد لما يعيشه الإنسان المهمش والمقموع في وطنه. أضف إلى ذلك محور التجهيل الذي ترتكز عليها معظم وسائل الإعلام التابعة لسلطة سياسية و/أو تجارية رأسمالية.
مهرجان “موسيقى البلد” 2013، يفتتح دورته الثالثة قريبًا، من 25 وحتى 30 حزيران/ يونيو 2013، ويستضيف لهذا العام من فلسطين كلًّا من الفنانة ريم بنّا، وفرقة “تراب”، والفنان تامر أبو غزالة؛ ومن لبنان الفنانة تانيا صالح، ومن تونس الفنانة آمال مثلوثي؛ ومن الجزائر فرقة “لاباس”؛ ومن مصر الفنانتان مريم صالح ودينا الوديدي؛ ومن الأردن الفنان طارق الجندي وفرقة “آهات”.
حول الفكرة الأولى لتأسيس مهرجان “موسيقى البلد”، قال رائد عصفور، مدير “مسرح البلد”، امتدادًا لأهمية هذه الموسيقى وما تعانيه من تهميش مقصود في بلادها: “التشويش اليومي الهائل الذي يبعدنا ويهربنا إلى حدود الهامش، حتى تغيب أصوات الموسيقى التي نحلم بها، وتصبح مدننا/ بلادنا بلا موسيقى تعبر عنا وعنها.. هكذا بدأت فكرة مهرجان موسيقى البلد، ليكون مساحة حرّة للموسيقى الحقيقية الآتية من إيقاع الناس ومن إيقاع المدن.”
هدف البرنامج منذ تأسيسه إلى دعم الموسيقيين والفنانين في الوطن العربي، وتقديمهم إلى الجمهور في كرنفال موسيقي وثقافي يستمر على مدار أسبوع، ويقدم المهرجان في مسرح روماني قديم وسط مدينة عمّان، حيث كان يقدم الفن والثقافة في المدينة منذ آلاف السنين مع تاريخ الناس والبلد ويستمر حتى يومنا هذا.
حول أهداف المهرجان، يضيف عصفور: “يسعى المهرجان إلى تطوير آفاق جديدة لدعم الفنانين والموسيقيين الشباب الأردنيين والعرب من خلال تقديم أعمالهم في عروض موسيقية أمام الجمهور العربي، وتوفير مساحة جديدة لترويج أعمالهم، والتعريف عنهم لدى وسائل الإعلام، وفتح سوق فنية لفرق وفنانين بهدف ترويج أعمال الموسيقيين الشباب، بالإضافة لفتح المجال للتبادل الموسيقي بين الفرق العربية والعديد من الفرقة المحلية الأردنية.”
أيام قليلة قبل انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان “موسيقى البلد”، نسلط الضوء على مضمون المهرجان من خلال هذا الحوار الذي أجري مع مدير “مسرح البلد”، رائد عصفور، وعلى اختيار المهرجان تقديم الموسيقى التي تحكي أحلام وهموم الإنسان في العالم العربي، عن التحديات التي تواجه المهرجان، وعن الرغبة بالوصول إلى الجمهور الفلسطيني كي يكون حاضرًا في فعالياته على مدار أسبوع.
- عمل مهرجان “موسيقى البلد” وطاقمه منذ تأسيسه على استضافة موسيقيين وفرقًا من المنطقة العربية. لماذا التركيز على الإنتاج العربي؟
نحن معنيون بالموسيقى العربية وبالفنانين الذين يطورون الموسيقى والفن العربي المتجدد، سواء كانوا من موسيقيين ابتدؤوا حديثًا أو قبل سنين، والمهرجان لهم بصفتهم فنانين يعتبرون صوت الناس والبلد، والمهرجان لهم كونه مكانهم الدائم لعرض فننا وثقافتنا العربية.
- يتمييز المهرجان كذلك باستضافة الفرق الموسيقية الشبابية، وأيضًا ما يُسمى بالبديلة. ما هي مقولة المسرح والمهرجان من هذا الخطوة المستمرة؟
نحن نستضيف الفنانين الذين بدؤوا مسيرتهم مؤخرًا وفنانين يعملون منذ سنين على موسيقى جديدة وموسيقى تعكس إيقاع المحلي والعربي، وثقافتنا العربية الغنية والمتجددة. هناك من يطلقون تسميات عديدة على أعمال الفرق الموسيقية التي تشارك في المهرجان، لكن نحن معنيون بتقديم الموسيقى الحقيقية التي نعيشها الآن وتعبر عنا.
- الفرق التي غنت في المهرجان خلال سنوات سابقة وفي هذا العام ليست مصنفة على أنها فرق تجارية، بل هي فرق عملت وتعمل على رفع صوت الاحتجاج في بلادها والحديث عن هموم وأحلام الناس. هذا الأمر يحتاج إلى تحدٍّ أكبر من قبل إدارة المهرجان، نوعًا ما، لجلب جمهور غير منكشف على هذه الأنماط الموسيقية. ما هي سبل الوصول إلى الجمهور الأوسع؟
يسعى المهرجان إلى الاستفادة من الوسائل الإعلامية الحديثة للوصول إلى الجمهور الباحث عن الموسيقي القريب منه، والذي يغني له، وفي بلادنا التي تعيش صراعات يومية، ويحاصر ناسها بكل وسائل التشويش والضوضاء يصبح الوصول إلى هذا الجمهور تحديًّا كبيرًا، وبحاجة إلى شراكات إعلامية متميزة ودعم مبدع من الشباب المتطوع الذي يؤمن بفكرة المهرجان. وبالإصرار والعزيمة نحقق معًا أهداف المهرجان، ونصل إلى جمهورنا. أصبح لدينا الآن رصيد كبير من الجمهور الدائم الذي ينتظر المهرجان، وينتظر جديده وفنانينه الذين يأتون بفن جديد يعبر عنهم، ويعيشون في حوار جديد ومختلف بينهما.
- هل من صعوبات وتحديات واجهها المهرجان لهذا العام تختلف عن الأعوام السابقة؟
هناك بالتأكيد دائمًا صعوبات وتحديات أمام مهرجان كبير ومختلف بفكره وأهدافه وفنانينه المشاركين. والصعوبة الأكبر هي بتمويل مهرجان كبير ليصل إلى أهدافه، وهذا لا يتحقق “للأسف” بشكل كامل. ومن الصعوبات أيضا المنافسة من الموسيقى التجارية الاستهلاكية والشركات التي بدأت تستقطب الفنانين الملتزمين لتنظيم حفلات تجارية تنافس فيها مهرجان غير ربحي مثل مهرجان البلد. لكن قوتنا بالشراكات المثمرة مع المؤسسات التي تؤمن بأهمية هذا المهرجان وتدعمه بكلّ الطرق. وفريق الشباب المتطوع الكبير الذي يدير المهرجان بتحدي وإصرار. ولا ننسى أن تمويل المهرجان جزئياً من الناس من خلال شراء التذاكر فكلما أشترى مزيداً من الناس التذاكر كلما قاموا بدعم المهرجان.
- يعمل المهرجان هذا العام بكثافة للوصول إلى الجمهور الفلسطيني. لماذا؟ وما هي الرسالة التي يوجهها المهرجان من خلال هذا المنبر للجمهور في فلسطين؟
دائما المهرجان يسعى إلى الوصول إلى فلسطين بفنانيها وجمهورها، وهو نقطة التقاء ولقاء مختلفة لهم كي يلتقوا مع الفنانين العرب الذي يمنعمهم الاحتلال من الوصول إليهم. الجمهور الفلسطيني دائماً بيننا، ودائماً يبحث عن الإبداع والفنّ الجديد متحدياً حصاره، ويعلن عن وجوده كحضارة وثقافة وابداع وجمال. ومن هنا نتوجه لهم، ونفرح بفلسطين بيننا أهلاً وأصدقاء وجمهور ومحبين للفنّ الجميل.
لمزيد من المعلومات:
صفحة المهرجان عبر موقع الفيسبوك