العشرات يقفون لحماية “الميدان” والتضامن معه في وجه الترهيب

طرابشة: وقفة الفنّانِين والقوى الوطنية مجتمِعة الليلة شَكلت وبحق الرّد الذي لا يُمكِن تأويله: لقد بلغ السَّيل الزّبى وبعد لن يمُرّوا

مايو 4, 2014 مقالات وأخبار, مواضيع ساخنة | 0 comments

جانب من المتضامنين. من اليمين: أمل مرقس، مكرم خوري، منير بكري وعدنان طرابشة- تصوير: علي مواسي- خاص بـ “قديتا”

|خدمة إخبارية|

تجمهر العشرات من الفنانين والمبدعين والمتضامنين، مساء أمس السبت (3 أيار)، في باحة مسرح الميدان في حيفا، تعبيرًا عن تضامنهم ووقوفهم إلى جانب عرض “وطن عّ وتر” المقرّر، وذلك ردًا على المطالبة والتهديد من عناصر ترهيبية بوقف العرض. وكان ثلاثة شبان توجهوا أمس الأول إلى مكتب مسرح الميدان في حيفا وطالبوا بوقف العرض بحجة أنه مسيء للإسلام، وهددوا بتائج لا تُحمد عقباها في حال استمرار العرض.

وقد حضر الكثير من المسرحيين والفنانين والناشطين السياسيين والمجتمعيين تأييدًا لإصرار “الميدان” على المضيّ في العرض وعدم الرضوخ للتهديدات، حيث امتلأت قاعة “الميدان” بالحضور، وسار العرض كما هو مخطط له. وكان من بين الحضور: مكرم خوري وأمل مرقس ومنير بكري وروضة سليمان وحنا شماس ورياض شماس وفراس روبي ورمسيس قسيس وعلاء حليحل وخليفة ناطور وفرج سليمان وشادن قنبورة ورابعة مرقس وخولة إبراهيم وصبحي حصري، إلى جانب مدير مسرح “الميدان”، عدنان طرابشة، والمستشار الفني للمسرح، عامر حليحل وعضويْ الهيئة الإدارية للمسرح جهاد عراقي وفاتن خازن. وتمثل الحضور السياسي في النائبين عن التجمع جمال زحالقة وباسل غطاس، إلى جانب سكرتير الجبهة القطرية، أيمن عودة، وعضو بلدية حيفا عن الجبهة، عرين عابدي، وسكرتير فرع الحزب الشيوعي الإسرائيلي في حيفا، رجا زعاترة.

وشدّد الحضور على ضرورة وقف مظاهر الترهيب الفكريّ والتحريض على الأعمال الفنية بحجّة الإساءة إلى الإسلام، حيث أنّ هذه حجة واهية وهي عارية عن الصحة، خصوصًا أنّ لا أحد يحتكر الحرض على الإسلام وثقافته ورموزه، ولا علاقة لذلك بالتديّن والتشدّد.

وقال طرابشة لـ “قديتا”: “في البداية أتوجه بتحيّة الفخر والاعتزاز لكل من لبَّى دعوَتنا في مسرح الميدان ووقف معنا مستنكرًا محاولات كمّ الأفواه ومنعِنا من ممارسَة حقِّنا في طريقتنا في التعبير عن ذاتنا. وقفة الفنّانِين والقوى الوطنية مجتمِعة الليلة شَكلت وبحق الرّد الذي لا يُمكِن تفسيره إلا بتفسير واحد: لقد بلغ السَّيل الزّبى وبعد لن يمُرّوا. نحن سنُحارب من أجل حق الجمِيع في التعبير عن آرائِهم ولكن لن نتهاوَن مع مَن يتخطّى الحدود الحمراء. مسرح الميدان، هذا الصَّرح الفلَسطِيني الباقي في حيفا، لن يرضخ للإرهاب فها قد عاد الفلاّحون لعزق أرضِهم والويل للأَعشاب الضَّارة. رايتُنا التي ترفُّ من فوق رؤوسنا مبتسمة بحزم ستهتفُ باستمرار: نعم لحرّيّة التعبير”.

تهديد وترهيب

وكان مسرح “الميدان” أصدر عصر أمس الجمعة، دعوة تناشد المهتمين والحريصين على الحضور ودعم عرض “وطن ع وتر” المقرر، وذلك بعد أن قامت مجموعة مؤلّفة من ثلاثة أشخاص بزيارة الى مكاتب مسرح الميدان في حيفا، الجمعة، “مطالبة المسرح بإلغاء عرض “وطن على وتر”، بحجة أنه يسيء إلى الإسلام”.

وأضاف مسرح “الميدان”: “شَدّد الثّلاثة قائلِين بلَهْجَة التَهْدِيد “إنْ قام الميدان بعرض العمَل فَهذا لَنْ يُرضِيهم أبَدًا”. وَعِنْدما طُولِبوا بتوضيح مَقْصَدِهم وماذا سَيَفْعَلون فِي حالَة عَدَم الرُّضُوخ لمَطلَبِهِم، قالوا بأنهم سيأتون بِجماهِيرِهم و”ستحتجون”.”

وتأتي هذه الخطوة بعد أن قامت ثلّة أخرى بإلغاء ومنع عرض “وطن عَ وتر” في عكا الشّهر المنصرم، وعرضي فيلم “المخلص” في سخنين وطرعان.

وجاء في البيان الصادر عن إدارة وموظَّفِي مَسْرَحِ المَيْدان: “نَحْنُ نَشَدِّد فِي مَسْرَحِ المِيدان على دَعمِنا لِحُرِّيَّةِ التَعبِير وَحَقِّ الجَمِيع بالتَظاهُر هذا من جِهَة، ومن جهة أُخرَى نُؤكد على استمرار العرض وإقامته في موعده المحدّد، وأنه لم ولن نَرضخ لمثل هذه الضّغوطات والتَهْدِيدات.

“مَسْرَحُ المَيدان متمسكٌ بمبدأ حريّة التعبير والفن مهما كلّف الثّمن؛ فحرّيتنا في التعبير والثقافة والفن غير قابلة للنقاش. ومن هنا يهيب مسرح الميدان بجميع الفنّانين والمثقّفين والفاعلين في حقليْ الثقافة والفنّ، والصّحفيّين والمؤسّسات والسّياسيين والحركات السّياسية وجميع أبناء شعبنا الحريصين على وجه مجتمعنا الحَضارِي، الحضور في موعد العرض لمنع أيّ محاولة للتَعَدِّي لإلغاء العرض”.