الرئيس الفلسطيني يتعهّد بحماية مسرح “الحرية” والكشف عن قتلة جوليانو مير-خميس
وفد من فلسطينيي الداخل والضفة المحتلة يلتقي عباس في مكتبه في المقاطعة في رام الله ويطرح أمامه عريضة مُوقعة ومطالبَ عينية تخصّ جريمة اغتيال جوليانو وضرورة توفير الحماية الفورية لمسرح “الحرية” في مخيم جنين
الرئيس الفلسطيني يتعهّد بحماية مسرح “الحرية” والكشف عن قتلة جوليانو مير-خميس
|خدمة إخبارية|
التقى، أمس السبت، وفد المسرحيين والمثقفين الفلسطينيين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مكتبه في المقاطعة برام الله، بخصوص جريمة قتل شهيد الحرية الفنان جوليانو مير-خميس، والتي لا زالت حيثياتها تتفاعل وتتصاعد. وطرح الوفد أمام الرئيس الفلسطيني مطلب استنفاد التحقيق والكشف عن القتلة وتقديمهم للمحاكمة، وتوفير الحماية لمسرح “الحرية” والعاملين فيه.
وقد أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن دعمه الكامل لمطالب الوفد، في حين شدّد في اللقاء على أهمية المسرح والفنون كلها بالنسبة للشعب الفلسطيني وله شخصيًا. وقد تألف الوفد من: الفنان محمد بكري، الفنان مكرم خوري، الفنان سليم ضو، الكاتب حسن خضر، المسرحية إيمان عون، مدير مسرح القصبة جورج إبراهيم، المسرحي نبيل الراعي، القائم بأعمال مدير مسرح “الحرية” في مخيم جنين، المحامية نائلة عطية، المسرحي رياض مصاروة، مدير مسرح “الميدان” والكاتب علاء حليحل.
وطرح الوفد أمام الرئيس الفلسطيني مطالبه متمثلة بعريضة أطلقتها لجنة المبادرة من أجل جوليانو منتصف الأسبوع الماضي وبرسالة مفصلة من مسرح “الحرية” قدّمها له نبيل الراعي في بداية الجلسة. وقد استعرض الراعي في كلمته ما يمرّ به مسرح “الحرية” من تهديدات متواصلة على العاملين فيه، واستمرار القوى الظلامية بإصدار المناشير حتى اليوم، المطالبة بوقف عمل المسرح والتي تهدّد بشكل مباشر طواقم المسرح والمتطوعين الأجانب فيه. وقال الراعي: “هل عليّ كفنان أن أبيع سيارتي وأن أشتري بندقية “إم 16″ كل أحمي نفسي وأنا أعمل في الفن؟.. نحن نريد الحماية ونريد أن نعرف أنّ السلطة الفلسطينية توفرها لنا ولجميع الفنانين”.
وقد تطرق الرئيس عباس في ردّه إلى حبه الشخصي للفنون، وقال إنّ مهمة حماية المسرح وجميع العاملين فيه هي مهمة أولى وأساسية، وقال في الجلسة إنه سيصدر أوامره فورًا بتوفير الحماية الأمنية للمسرح في مخيم جنين. كما وعد الرئيس الفلسطيني بتلبية بعض المطالب الأخرى وأهمها: إقامة علاقة مباشرة ومستمرة مع لجنة المبادرة من أجل جوليانو؛ إصدار أمر إلى جهات التحقيق للتعاون مع محامية العائلة بخصوص تفاصيل وحيثيات التحقيق الجارية في هذه الأيام؛ والتعهد بدعم النشاطات المستقبلية المخططة لتخليد وتكريس ذكرى جوليانو ومشواره الفنيّ.
وفي كلمته قال الفنان محمد بكري إنّ لجنة المبادرة تطرح هذه العريضة أمام الرئيس الفلسطيني، “لأننا نرى فيك أبًا وأخًا كبيرًا لنا. نحن نريد استكمال التحقيق والكشف عن الجناة لأنّ ما تعرض له جوليانو يمكن أن يجري مع أيّ واحد منا.”
وقد جرى اللقاء في جوّ إيجابيّ، فيما شدد أعضاء الوفد في تلخيصهم للجلسة على أنّ هذه الوعود يجب أن تُترجم إلى متابعة فعلية من طرف اللجنة كي تتحول إلى حقائق ملموسة على الأرض.
وتزامن اللقاء مع اعتصام ووقفة تذكّر جرت مع بداية اللقاء مع الرئيس الفلسطيني، أمام مدخل المقاطعة المؤدي إلى ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات. وشارك في الاعتصام قرابة المئتي شخص من الفنانين والمثقفين وأصدقاء ومُحبّي جوليانو، حيث رفعوا شعارات مختلفة، منها: “جوليانو. لن نغفر” و”جوليانو. لن ننسى” و”جوليانو. لن نتنازل”. ثم خرج المشاركون في الاعتصام أمام المقاطعة إلى مسيرة جابت شوارع رام الله الرئيسية وانتهت في دوار المنارة، حيث خيمة المعتصمين من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني.