مريم صالح “مُش بتغني”..
كلّ ما قُدم على منصة مسرح الجنينة في هذه الليلة كان جديداً، هو هذا الروك العربي الصافي والمُنتج بجدية ومهنية تامة، والأهم من هذا، أن تقدم مريم صالح مجموعة من الأغاني الخاصة بها، لم تُغنى أي أغنية بتوزيع جديد، هي أغاني روك كُتبت ولُحنت خصيصاً لتقدم إلى الجمهور المصري
مريم صالح “مُش بتغني”..
|القاهرة- رشا حلوة |
يحالفني الحظ بأن في اليوم الذي أصل فيه إلى “أم الدنيا”، أكون على موعد مع حفلة موسيقية ما، قبل شهرين حين وصلت إلى القاهرة بعد شوق وغياب دام أكثر من سنة، كنت على موعد مع فرقة “اسكندريلا” الرائعة، التي تستمر بالعمل على نهج السيد درويش بما يتعلق بإعادة الاعتبار للأغنية الجماعية بإشراف الموسيقي المصري حازم شاهين.
أما هذه المرة، وقد وصلت في منتصف آب/ أغسطس تقريباً، كنت على موعد مع بداية مهرجان “حيّ الرمضاني” في مسرح الجنينة والذي تنظمه سنوياً مؤسسة المورد الثقافي في القاهرة، وكان لقائي الموسيقي مع الفنانة المصرية الشابة مريم صالح وعرضها الأول “أنا مُش بغنّي”.
برفقة كلّ من شادي الحسيني (بيانو)، محمد درويش (جيتار)، خيام اللامي (جيتار) وأيمن مبروك (إيقاعات) قدمت مريم صالح مجموعة من أغانيها الخاصة؛ “أنا مش بغني”، “إصلاحات”، “وطن العكّ”، “الرباعيات”، “طول الطريق” جميعها من كلمات ميدو زهير، “حصر مصر” و “سرعة الأيام” من كلمات مصطفى إبراهيم. أما أغنية “وحدي” فهي من كلمات عمر مصطفى. كلّ الأغاني من ألحان مريم صالح ما عدا أغنية “سرعة الأيام” من ألحان تامر أبو غزالة.
كلّ ما قُدم على منصة مسرح الجنينة في هذه الليلة كان جديداً، هو هذا الروك العربي الصافي والمُنتج بجدية ومهنية تامة، والأهم من هذا، أن تقدم مريم صالح مجموعة من الأغاني الخاصة بها، لم تُغنى أي أغنية بتوزيع جديد، هي أغاني روك كُتبت ولُحنت خصيصاً لتقدم إلى الجمهور المصري.
تمتاز صالح بأغاني تحكي الواقع المصري والعربي، تحكي عن الهموم الذاتية لكلّ إمرأة وهموم الناس، بداية من اعترافها بأنها “مش بتغني”، إلى الحديث عن الوحدة في هذا الزمن وعن البلد بأغنية “طول الطريق”.. فقد كانت هذه الأغنية بمثابة أغنية المفتاح لهذه الأمسية، التي لا تشبه الأغاني التي قُدمت من حيث اللحن والكلمة، هي الأغنية التي استطاعت أن تحمل كلّ منا إلى بلده، حملتني إلى عكّا وفلسطين، وجعلتنا نكتشف من جديد كم تشبه البلدان العربية ذاتها، بالرغم من اختلاف التاريخ الذي مرّ ويمر عليها، إلا أن علاقة الإنسان العربي في بلده هي ذات علاقة الوجع والحبّ في آن واحد والبحث عن الأمان فيها.
الآلات التي استخدمت هي آلات غربية، والقالب الموسيقي للأغاني هو الروك أساساً، إلا أن ما يميز تاريخ الروك العربي هو وجود الشرقي فيه، في بعض الألحان والأهم في الأصوات التي تغني. تميزت مريم صالح بالدمج الناجح ما بين الموسيقى الغربية وصوتها الذي نجح بأن يلتقي بالعالمين، ويقدم لنا روك مصري بإمتياز، والأهم من هذا، بأن العديد من الأصوات التي تغني أغاني روك عربية تفشل غالباً بأن تكون الكلمات ومخارج الحروف واضحة، وبهذا مريم صالح كانت ناجحة، فقد وصلت الكلمة كما هي، من دون أن تُشوه في اللحن والموسيقى الصاخبة أحياناً.
مريم صالح//
فنانة مصرية مستقلة أسست وشاركت مع العديد من الفرق الموسيقية فغنّت أغاني السمسمية وكانت من أهم من غنوا أغاني الشيخ إمام حتى أسست فرقة “بركة” بمزيجها المميز بين صوت مريم الشرقي وموسيقى الروك. تربت مريم فنياً علي يد والدها المخرج والمؤلف المسرحي صالح سعد والشيخ أمام، مغنّي المقاومة المصرية، فبدأت الغناء والتمثيل منذ سن السابعة وعملت في العديد من المسرحيات والأفلام مثل “عين شمس” و “بالألوان الطبيعية”، “حدوته من صاج” و “آخر أيام المدينة”؟ تعمل مريم الآن على العديد من المشاريع الموسيقية الجديدة مع موسيقين متميزين من مصر وخارجها.
للإستماع إلى أغاني مريم صالح والمزيد من المعلومات: