اختتام مهرجان “مالمو للأفلام العربية” وفوز “ذيب” الأردني بأفضل فيلم روائي
أما عن المنافسة في فئة الفيلم الروائي الطويل، فقد حاز فيلم “ذيب” للمخرج الأردني ناجي أبو نوار على جائزة أفضل فيلم روائي. وقد وصفه النقاد خلال المهرجان بأنه علامة فارقة في تاريخ السينما العربية.
| قديتا – إيمان جبور |
اختتم مهرجان “مالمو للأفلام العربية” فعالياته مساء أمس مع عرض الفيلم المصري “بتوقيت القاهرة” تكريمًا للنجم الراحل نور الشريف والذي حصل على جائزة أفضل ممثل من لجنة التحكيم.
وكان قد حصل عدد من الأفلام الفلسطينية المشاركة على جوائز وشهادات تقدير من لجان التحكيم. فحاز فيلم “رسائل من اليرموك” للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي على جائزة أفضل فيلم نافس في فئة الأفلام الوثائقية. ويوثق الفيلم، الذي تم تصويره وإنتاجه عام 2014، حصار مخيم اليرموك وظروف الحياة في المخيم خاصة للاجئين الفلسطينيين. واستمر تصوير الفيلم ثمانية شهور ما بين رام الله ومخيم اليرموك، حيث زود نيراز سعيد، لاجئ فلسطيني من المخيم وإحدى الشخصيات الرئيسية في الفيلم، صور الفيديو من المخيم.
رغم المشاهد المؤلمة، يترك الفيلم للمشاهد مساحة من الفرح والأمل والحياة خاصة عبر استخدامه للموسيقى ووصف استمرارية الحياة والتفاؤل لدى شخصيات الفيلم. وقال منتج الفيلم، عبد السلام أبو عسكر: “هذه الجائزة تؤكد لطاقم الفيلم أن رسائلهم التي حملوها من مخيم اليرموك إلى العالم قد وصلت.”
أما فيلم “روشميا” للمخرج سليم أبو جبل من الجولان السوري المحتل فقد حاز من المجموعة الإعلامية “الكومبس” على جائزة حرية التعبير. ويوثق أبو جبل في فيلمه قصّة يوسف حسان وزوجته أم سليمان، لاجئان من الداخل الفلسطيني ويعيشان في وادي روشميا في حيفا، في بيت بسيط من الصفيح لم تدخله بعد التكنولوجيا أو الكهرباء، إلا أن بلدية حيفا تقرر هدم بيتهم لبناء نفق يمرّ من هناك مقابل مبلغ تعويضي، وقد أثرت هذه التطورات على ديناميكية العلاقة بين الزوجين. إنّ أحد الأمور الملفتة في فيلم “روشميا” هو اختيار المخرج عدم التدخل كثيرًا في إخراج المشاهد، بحيث يبدو الفيلم أقرب ما يكون إلى توثيق الواقع وحياة شخصيات الفيلم، بحديثها البسيط، فكاهتها، دموعها ولحظات صمتها أيضًا. يُشار إلى أنّ فيلم “روشميا كان قد حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان دبي عام 2014.
أما الفيلم الوثائقي “أنا مع العروسة”، فحصل على على شهادة التقدير الخاصة بلجنة التحكيم، وهو من إخراج مشترك للفلسطيني خالد سليمان الناصري والإيطاليين غابريال دل غراندي وأنتونيو أوغليارو. يروي لنا المخرج الفلسطيني خالد سليمان، المقيم في إيطاليا، بأن فكرة الفيلم بدأت حين وصل اثنان من أصدقائه المهاجرين إلى إيطاليا بشكل “غير شرعي” وأرادا السفر عبرها إلى السويد لطلب اللجوء. وقرر مع عدد من أصدقائه مساعدة اللاجئين عبر فبركة حفل عرس يجوب أوروبا للتمكن من السفر مع اللاجئين من إيطاليا حتى الوصول إلى السويد. وحول هذه الرحلة وما دار فيها تتمحور أحداث الفيلم. وقد شارك الفيلم في العديد من المهرجانات الأوروبية والعربية وحصد فيها الجوائز.
أما عن المنافسة في فئة الفيلم الروائي الطويل، فقد حاز فيلم “ذيب” للمخرج الأردني ناجي أبو نوار على جائزة أفضل فيلم روائي. وقد وصفه النقاد خلال المهرجان بأنه علامة فارقة في تاريخ السينما العربية.
بالإضافة إلى الأفلام الفائزة، عرضت خلال المهرجان أفلام تستحق المشاهدة مثل فيلم “فيلا توما” للمخرجة الفلسطينية سهى عراف، والذي أجمع العديد من النقاد ومشاهدي الفيلم في مالمو على أهميته وقيمته الفنية والسينمائية. إلا ان قضية التمويل الإسرائيلي للفيلم واحتدام النقاش حولها لم يتح مساحة كبيرة من النقد الموضوعي والفني للفيلم منذ أن بدأ عرضه وحتى اليوم.
كما عرض خارج المنافسة فيلم “تحت رمال بابل” للمخرج العراقي محمد الدراجي، والذي استمر العمل فيه ثلاث سنوات ونصف ليخرج بفيلم مصنوع بحرفية عالية. حيث يجمع الدراجي في فيلمه بين الوثائقي والروائي والاستقصائي. ويدور الفيلم حول انتفاضة سكان الجنوب في العراق بعد حرب الخليج الأولى عام 1991، وقمع النظام العراقي حينها لهذه الانتفاضة وقتله لما يزيد عن 100 ألف عراقي. يحتوي الفيلم على شهادات اثنين ممن بقوا أحياء بعد تلك المجزرة، إضافة إلى شهادة مصور فوتوغرافي. وينتقل الفيلم بسلاسة بين المشاهد التوثيقية والمشاهد التمثيلية ليروي قصة المجزرة بتفاصيلها. فيلم يستحق المشاهدة رغم ما يحويه من مشاهد صعبة.