قصيدتان/ لنا عدوان
يهطلُ من فمِكَ على رأسي/
ليبلّلَ شَعري التّرابيّ/
وابلٌ من كلامٍ غزير…
قصيدتان/ لنا عدوان
.
|لنا عدوان|
>
“وقت فراغ”
كلُّ هذا الوقتِ الهزيل
يتطايرُ من معصمِ يدِكَ،
ليتهافتَ على جسدي.
كيف أُشفى من لدغِ السّاعات،
إن لم تكنْ أنتَ العقرب؟!
>
“وغَــضَــب”
يهطلُ من فمِكَ على رأسي
ليبلّلَ شَعري التّرابيّ
وابلٌ من كلامٍ غزير.
مِنْ حُسْنِ حظِّ الجسدِ
الّذي يرتديني اليوم
أنّه اختبأ في فستانٍ مِنْ حرير.
(http://fasateen.blogspot.com)
قراءة شخصية ■ علاء حليحل
يتراوح شعر لنا عدوان بين النثر والقافية الخجولة. فكتاباتها حتى الآن تنجح في التحرر من بعض “استحقاقات” الشعر كما خبرناها: المجاز (“المجاز الذي درّب الكائنات على لعبة الكلمات”، في حضرة الغياب، محمود درويش). قلنا إنه يتحرر منه رغم أنه يتبناه بكامل حضوره. فقصيدة “وقت فراغ” هنا طافحة بالمجاز اللفظي واللغوي، في كل شطر منها، ومع ذلك فهي أقوى منه. كيف تكون القصيدة أقوى من المجاز الذي يسكنها؟.. بالبساطة القاتلة. ففخ المجاز الأكبر هو التفخيم والاستسلام لسطوته البلاغية، حيث يموت الشعر من أجل “التّشعُّر”. ومجازات عدوان رهيفة صقيلة، تفعل فعل البيان لكنها لا تقتل الشعر، بل تجعله أكثر شعرية ونثرًا في ذات الآن.
“كلُّ هذا الوقتِ الهزيل/ يتطايرُ من معصمِ يدِكَ،/ ليتهافتَ على جسدي” تكتب عدوان، وهي صادقة في مجازها لأنه منها وإليها؛ لا مكابرات ولا نفخ في البوق كي تجتمع “السّمّيعة”. شعرها يخزك في القلب وفي غدد الذكاء الحزين.
جُملها الشعرية غاية في الحُسن: “يهطلُ من فمِكَ على رأسي/ ليبلّلَ شَعري التّرابيّ/ وابلٌ من كلامٍ غزير”. اصطفاف حسّيّ ملموس لما يصعب وصفه. حالة الغَمر والخَدَر إزاء الكلام الغزير تتحول إلى هطول مطريّ، مثلما أنّ الجسد يرتديها اليوم وكأنها فستان له، لا العكس.
في حوارها السابق مع فستان مُلوّن تقول: “لكَ لونُ الوهمِ/ ولي لونُ الحزنِ،/ فأرجوكَ../ كُفَّ عَن ارتدائي!” الثيمة تعود على نفسها بتلوينات جديدة: الفستان الذي يرتدي الجسد والجسد الذي يرتدي الثوب، وكلاهما حلقة تبحث عن موقعها الدقيق في دائرة الحزن المغلقة. كتابات عدوان حزينة، رغم أنها لا تبكي ولا تصرخ. حزنٌ غامرٌ يجنح للبرود والهدوء كي لا ينشطر على نفسه. سعيٌ مستمرّ نحو فرح لا (لن) يأتي، لكنه على الأقل يجعل من المسافة المستحيلة بين الشعر وتفسيره أمرًا يمكن التمتع به.
الفخ الأكبر في شعر لنا عدوان هو الانتقال إلى المَجاز “السّيء” حين الحديث عنه، والشعور الكمين الخجول بأنّ نصًا مثل الذي أكتبه الآن يُفسد شعرها المجروح على مهل.
1 مايو 2012
لنا .. لازلتي تنسجين فساتين من نوع رائع …
يليق بالكلمة فتجن فيها المعاني …
استمتعت بالقراءة يا صديقتي ……..
22 أبريل 2012
كثير حلو.. والكتابه رائعه
22 أبريل 2012
رويدك يا علاء, جعلت من الحبة قبة. كيف تقول إن النص تحرر من المجاز رغم أنه تبناه بشكل كامل؟ أليس في الأمر تناقضا ً؟
اللعب على التضاد جميل, رغم أنه ليس جديدا ً, لكن بالمقابل أستطيع أن أرى أن هناك نثرا ً عاديا ً لا يرقى إلى أية جمالية, فمثلا ً ” من حسن حظ ” إنها مجرد عبارة تقريرية غير محببة أصلا ً في صياغة الشعر.
مع كل هذا, تبقى لينا مشروعا ً شعريا ً واعدا ً
20 أبريل 2012
كل هذا الوقت الهزيل *** يتطاير من معصم يدك *** ليتهافت على جسدي ! يا عيني عليكي يا لنا …. زمان عنك:)