أخي المسلم، أختي المسلمة: إحنا ولا حاجة!/ محمد خير
يستيقظ العالم فى صباح الغد فلا يجد العالم الإسلامي، اختفى المسلمون من أوزبكستان إلى المغرب، ترى، ماذا سيخسر العالم؟ هل سينهار الإنترنت؟ هل ستتوقف ناسا؟ هل ستتعطل تويوتا؟ هل سيُلغى الأوليمبياد؟ هل ستغرق حاملات الطائرات؟ هل يتأثر البحث العلمي؟ هل سيتوقف إنتاج الأدوية؟
أخي المسلم، أختي المسلمة: إحنا ولا حاجة!/ محمد خير
|محمد خير|
أنا مثلك من مواليد القرن العشرين، لهذا لم يسعفني الحظ بأن أشاهد على الطبيعة تلك المشاهد المثيرة فى العصور المظلمة، عندما كان الغوغاء يهاجمون «الساحرات» ويحرقوهن وسط الهتاف والتصفير، أو يسحلون العالمة هيباتيا حتى الموت في شوارع الإسكندرية، أو يحرقون كتب الفيلسوف جوراس في ساحات أثينا عقابا له على السفسطة.
لكن مصر -كعادتها- لا تحرمنا من شيء، فلا بد أن تلك المشاهد لم تختلف كثيرا عن مشهد القبض على الشاب ألبير عماد من منزله وسط التهليل والتكبير، وقد نشرت بوابة «الفجر» فيديو الاعتقال تحت عنوان شديد الرقىّ هو «لحظة القبض على الملحد»، وتهمة الشاب ألبير أنه نشر -كمئات الآلاف من سواه- رابط فيديو «الفيلم المسيء»، فتم اعتقاله وسط احتفال جماهيري صاخب، قبل أن توجه إليه فى النيابة تهمة «ازدراء الأديان»، ولا نقول سوى: رحم الله سقراط.
غير أن ما يلفت هنا، هذه الرغبة المتجددة فى مطالبة دول العالم بإقرار «ميثاق عالمي لحماية الأديان»، ولا أعتقد أن المطالبين بذلك الميثاق يفعلون ذلك من منطلق حرصهم على فرض احترام «بوذا» و«كريشنا» وغيرهما من الآلهة التي يتبعها نصف سكان الكرة الأرضية، وإنما هم على الأغلب الأعم، يتصورون أن قانونا كهذا إذا ما طبّق عالميا سيجرى عليه ما جرى على قانون «ازدراء الأديان» المصري، الذى تحول بالتجربة إلى قانون «ازدراء الإسلام السني»، إذ لا يعاقب أبدا من يسبون الكنيسة ويهينون -ويمزقون- الإنجيل ويقمعون البهائيين ويعتقلون الشيعة، لكننا على أى حال نعرف أن ذلك الميثاق العالمي المزعوم مجرد فرقعة إعلامية تكررت من قبل في أثناء أزمة الرسوم الدنماركية، فدول العالم المتقدم، التي صعدت إلى القمر والمريخ وابتكرت الوسيط الذي أتواصل معك عبره الآن، لن تستورد قواعد حرية التعبير من دول ما زالت تستورد شطافة الحمّام، وهناك من يتذاكى، فيطالب بميثاق عالمي لاحترام «الأديان السماوية» فحسب، وهى فكرة رائعة لولا أن الإسلام دين سماوي بالنسبة لمعتنقيه فقط، فهو ليس سماويا بالنسبة للمسيحية ولا اليهودية، وكى أكون دقيقا، هناك دين وحيد يعترف بالإسلام كدين سماوي، هل تعرف ما هو؟ برافو، إنه البهائية!
ومن ثم دعنا نكن أكثر صراحة: أخي المسلم، أختي المسلمة، الحق أقول لكم: إحنا ولا حاجة!
أقول لكم ذلك، لأن من يريد أن يذهب إلى أي مكان، لا بد أن يعرف أولا أين هو أصلا، أين يقف فى ساحة الجغرافيا ولحظة التاريخ؟
يعرف كل من درس قليلا من الطب النفسي، أن نصف العلاج يكمن فى «إقناع المريض بأنه مريض»، هذه العبارة السابقة تبدو شيئا بسيطا لكن تحقيقها شديد الصعوبة، لأن المريض يقاوم بشراسة، مريض البارانويا -مثلا- لديه أسباب مادية ومنطقية جدا تؤكد له حجم المؤامرة عليه، مريض الوسواس القهري سيجادلك ساعات فى ضرورة أن يتأكد من إغلاق صمّام الغاز المرة تلو المرة، إن هذا المريض وذاك لا يتكلمان من فراغ كامل، فقد يكون للأول أعداء فعلا -وكلنا كذلك- وقد يتسرب الغاز حقا فى بيت المريض الثانى فيقتله، إن دور الطبيب هنا ليس أن يقنعه بتجاهل الأعداء وإهمال صمام الغاز، بل فى إقناعه بوضع تلك المخاطر فى حجمها الطبيعى، أن يعلّمه أن المخاطرة جزء من الحياة، وأنه لا يستطيع السيطرة على الحياة لكنه يستطيع السيطرة على مخاوفه.
وأنت أيضا لا تستطيع السيطرة على جميع سكان العالم فتمنعهم من توجيه الإساءات إليك، وإنما عليك أن تضع تلك الإساءات فى حجمها الطبيعى، لا أن تأخذها من مصدرها فتضخمها -كمريض الوسواس- أكثر وأكثر حتى تملأ عالمك وتفسد عليك حياتك، لأنك انشغلت بها عن عملك ومستقبلك، أما إذا وضعت الأمور فى نصابها، ثم تلفتّ حولك، ستدرك أن عليك تعويض ما فاتك فورا، الحالة لا تحتمل أى تأخير، لأنك ستتأكد مما قلته لك قبل قليل «إحنا.. ولا حاجة».
ولن أدلل على هذه الحالة الصفرية بالكلام الذي فقد معناه من كثرة تكراره، على غرار ترتيبنا فى جداول الاقتصاد والصحة والبحث العلمي، أو كوننا لا نستهلك أو نستخدم شيئا من صنع يدينا، لكنى سأطلب منك أن تتخيل المشهد التالي:
يستيقظ العالم فى صباح الغد فلا يجد العالم الإسلامي، اختفى المسلمون من أوزبكستان إلى المغرب، ترى، ماذا سيخسر العالم؟ (هل سينهار الإنترنت؟ هل ستتوقف ناسا؟ هل ستتعطل تويوتا؟ هل سيُلغى الأوليمبياد؟ هل ستغرق حاملات الطائرات؟ هل يتأثر البحث العلمي؟ هل سيتوقف إنتاج الأدوية؟).
نحن «ولا حاجة»، ولن نكون «حاجة» إلا بالعلم، وهنا آتيك بالخبر السيئ: لا تقدم علميا دون الحرية المطلقة للرأي والتفكير والتعبير والاعتقاد، هكذا تقدّم العالم ولا توجد طريقة أخرى، هل تظن أننا يمكن أن نظفر بتلك الحرية؟ انظر من فضلك إلى ما يصنعونه بالدستور!
(عن “التحرير”)
1 أكتوبر 2012
مقال جميل وحقيقي ولكن ما علاقة التقدّم العلمي بالحريّة المطلقة ؟ وما معنى الحريّة المطلقة؟ الحريّة في أن افعل او اعتقد كل وأي شيء ؟ ان اعبّر عن رأيي الذي يمسّ الآخرين ؟ ماذا عن قانون منع التشهير، هل يعتبر تقييد للحرية المطلقة ؟ اذا كان كذلك فما الذي يمنع شخص من قتل اي شخص آخر في الشارع تحت عنوان الحريّة المطلقة ، باعتبار القاتل شخص يحب الدماء ويمارس حريّته لإشباع رغبته بالقتل وايقاع الآخرين ضحايا؟ ثم اين الحريّة المطلقة وحق الحياة للانسان الذي قُتل ؟ كذلك الذي يشتم الاسلام او اي شيء اخر، فهو يمارس حريته ويقضي على حريّة اخر (المشتوم) حريّته المطلقة في ان لا يكون مشتوما، ارى الحريّة المطلقة فكرة خيالية مجحفة وتخلق العديد من التناقضات في داخلها، انا ادعم الحريّة التي تحترم وتربّي على الاحترام والثقة في الذات اولا ثم في كل ما سوانا، هذا من شأنه ان يرفع العلم والمعرفة ثم نكون (حاجة) بالمناسبة الحديث يصح عن العرب أكثر من كونه للإسلام، فحسب المعايير المذكورة كلنا ولا حاجة !
وعلى قولة زياد الرحباني ” بغال سارحة بتعطيها حريّة ؟”
دمتم وطبتم
25 سبتمبر 2012
كل الاحترام,انا أؤمن ان من اكبر اسباب تخلفنا هو ايديولوجيه عقيدتنا, والكم الهائل من غسيل الدماغ الذي تعرضنا له منذ صغرنا.نحن أمه تطلب مقاطعه اليوتيوب والفيسبوك بينما تراها تطبع ذلك في صفحه الفيسبوك نفسها .
23 سبتمبر 2012
بوافقك على كل اشي , وبشوف انو المرحله الي عم يمرق فيها الشرق الاوسط اجمع ومصر خاصه هي مرحله ضروريه وحتميه , اي انه رح يكون شبه مستحيل التحرر من الاسلام بدون بطش الاسلام وبدون ما تذوق الشعوب العربيه الاسلام فهي مرحله حتميه والمسؤوليه تقع على عاتق المفكرين بالتحريض