سميح القاسم وهشام البستاني يحوزان جائزة جامعة آركنسو للأدب العربي وترجمته لعام 2014
المترجمان الفائزان: عبد الواحد لؤلؤة وثريّا الريّس • تتضمن الجائزة نشر العمل الفائز ومبلغ عشرة آلاف دولار مناصفة بين المؤلف والمترجم
|خدمة إخباريّة|
فاز كتاب القاص الأردني هشام البستاني “أرى المعنى” الصادر عن دار الآداب عام 2012، وكتاب من المختارات الشعريّة للشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم، بجائزة جامعة آركنسو للأدب العربي وترجمته، وهي جائزة مخصصة للكتاب بنصه العربي ولترجمته الانجليزية معًا. وضع ترجمة مجموعة القاسم عبد الواحد لؤلؤة ووضعت ترجمة “أرى المعنى” الكاتبة والمترجمة الأدبية ثريّا الريّس.
وسيعلن رسمياً عن الكتب الفائزة اليوم الأحد (23 الجاري) ضمن فعاليات معرض الكتاب السنوي المرافق لمؤتمر جمعية الدراسات الشرق-أوسطيّة، والذي يضمّ جميع الأقسام المهتمة بقضايا العالم العربي وأدبه في جامعات الولايات المتحدة، ويستمر من 22-25 الشهر الجاري. وتتضمن الجائزة نشر العمل الفائز ضمن منشورات جامعة سيراكوز- سلسلة الأدب العربي المترجم، وهي سلسلة معتبرة تحظى باحترام واسع، إلى جانب مبلغ عشرة آلاف دولار مناصفة بين المؤلف والمترجم. وسيتم (للمرّة الأولى ضمن منشورات الجائزة) طباعة كتاب “أرى المعنى” بنسخة ثنائيّة اللغة إنجليزيّة-عربيّة، الأمر الذي سيجعل منه أداة هامة في تدريس الأدب العربي واللغة العربية في الجامعات المختلفة. وقد سبق أن نشرت دوريات أميركية وبريطانية وكندية مختلفة نصوصاً مترجمة من هذا الكتاب، منها “وورلد ليتيرتشر توداي” و”ذي ليتيراري ريفيو” و”كت بانك” (الولايات المتحدة)، و”بانيبال” (بريطانيا)، و”ذي مالاهات ريفيو” (كندا).
“أرى المعنى” هو كتاب في القصة القصيرة جداً، صدر عن دار الآداب اللبنانية عام 2012، وهو الثالث ضمن مجموعات البستاني القصصية التي تتضمن أيضاً “عن الحب والموت” (بيروت: دار الفارابي، 2008)، “الفوضى الرتيبة للوجود” (بيروت: دار الفارابي، 2010)، و”مقدّمات لا بدّ منها لفناء مؤجل” (القاهرة: دار العين، 2014). يقع الكتاب “على تخوم الشعر” بحسب عنوانه الفرعي، وهو أحد نماذج التجريبيّة التي يعمل عليها البستاني في اشتباكاته العابرة للكتابة مع الموسيقى والتشكيل والصوت والصورة والرقص المعاصر وغيرها. يرى الشاعر والناقد مثنى حامد أن البستاني في كتابه هذا يستمر في “مواصلة انتهاك الحدود الفاصلة بين الأجناس الأدبية، والتخلي الطوعي عن مسار السرد التقليدي وتجلياته المعروفة مثل الحبكة أو العقدة. بل في [هذا الكتاب] تم التخلي عن البطل كشخص محوري في النص، سواء كان هذا البطل إنسانا أو ثورا أو عمارة، مقابل البطل الجماعي الذي هو النص ككل… ولا يجد القارئ كل ما يريده في النص، بل حتى ولا نصف ما يصبو إليه. لكن على القارئ أن يشارك في تشكيل بنية الأحداث وليس فقط الشعور بها”. الناقد محمد عبدالله القواسمة (صحيفة الرأي الأردنية) اعتبر الكتاب “خروجاً مجنّحاً على تجنيس الكتابة” تتجلّى شعريّته في “جرّنا إلى أن نرى الأمور من زاوية أخرى، أو الوصول إلى المنظور الذي لا يتكشف إلا بعد مكابدة عقلية مضنية”. أما الناقد سامح المحاريق (صحيفة الرأي الأردنية) فقد وجد أن كتاب أرى المعنى “يطرح الأداة التعبيرية نفسها كإشكالية… والسرد [فيه] ليس شعريا بمعنى الايقاع أو المعنى الشعري المحدود، وإنما بتجاوزه للمألوف واندفاعه في التجريب والمحاولات للتغلب على أزمة اللغة العادية بحثا عن لغة مكثفة تشبه الأعمال التي تضعها النصوص الدينية الآسيوية لتكون في حد ذاتها مفتوحة على القراءة بحرية، لتفهم بأكثر من طريقة، هذه التقنية ليست اعتيادية أو مألوفة، ولكنها ستكون تقنية المستقبل، أو أدب ‘ما بعد الكتابة’”. وهو يرى أن الكتاب “يعيد انتاج موجة سيريالية جديدة في ثقافة فوتت الفورة السيريالية في القرن الماضي”. أما القاص المخضرم محمود الريماوي (صحيفة الرأي الأردنية) فيجد أن الكتاب “يرسم ما يشبه مسرحاً صاخباً مفتوحاً تصطرع فيه أدوات المثقف الغاضب… مع كشوفات المبدع والفنان المرهف الذي يصغي لنبض الكائنات، ويتذوق مواطن الجمال والغرابة في الطبيعة والنفس البشرية، ويخوض الإبداع كمغامرة وفعل لغوي وتخييلي”. فيما يذهب محمود الحاج محمد (صحيفة الأخبار اللبنانية) إلى اعتبار الكتاب “ديوان شعر بامتياز… بفضل طغيان الشعرية على لغة الكتاب، واستئثار المؤلف بتقنيات قصيدة النثر في بناء نصوصه”.
يأتي الكتاب على شكل “متتالية” تحمل أرقاماً تبدأ من 1 وتنتهي بـ78 وتقرأ بصفتها عملاً متكاملاً رغم تقسيم الكتاب إلى مجموعة من “الفصول” هي: “القيامة الآن”، “ليلى والذئب”، “سكاي بار”، “كتاب المعنى”، “حوارات قصيرة مع امبرتو أكابال”، “هجاء سريع لنرجسة الكون”، “مرثية لبحر الآرال”، “لعبة الحواس”، “اندلاق المشاعر هذا يثير قيئي”، “غيوم الخيانة الماكرة”، “التاريخ لا يصنع على هذه الكنبة”، و”خَلاص”.
أما جائزة جامعة آركنسو للأدب العربي وترجمته فهي جائزة سنوية تقدّم منذ عام 1994، وتعتبر من أهم الجوائز التي تعطى للأدب العربي وترجمته إلى الإنجليزية، في أي من حقول القصة والشعر والرواية والمذكرات الأدبية. من الفائزين السابقين بهذه الجائزة: الشاعر قاسم حداد (ترجمة فريال غزّول وجون فيرليندن)، الشاعر والروائي عباس بيضون (ترجمة ماكس ويس)، الروائي جبرا ابراهيم جبرا (ترجمة عيسى بلاطة)، الكاتبة غادة السمان (ترجمة عيسى بلاطة)، الروائي جبور الدويهي (ترجمة ناي حناوي)، الروائي إلياس خوري (ترجمة بولا حيدر)، الشاعر هاتف الجنابي (ترجمة خالد مطاوع)، الشاعر محمد عفيفي مطر (ترجمة فريال غزّول وجون فيرليندن)، وآخرين.
يذكر أن هشام البستاني هو قاصّ وكاتب ولد في عمّان عام 1975، يشتغل على المناطق الاشتباكية والتخومية بين أشكال الأدب والفن، وعلى فن السرد القصير بشكل محدّد. له في الأدب أربعة مجموعات قصصية. اختارته مجلة إينامو الألمانية كواحد من أبرز الكتاب العرب الجدد عام 2009، واختارته مجلة “ذي كلتشر ترب” الثقافية البريطانية كواحد من أبرز ستة كتاب معاصرين من الأردن عام 2013، واختارته مجلة وورلد ليتريتشر توداي الأدبية الأميركية العريقة عام 2012 ليكون ضمن ملفها المخصص لعشرة نماذج مختارة عالمياً من القصة القصيرة جداً. قدّم العديد من العروض الاشتباكية بين السرد والموسيقى والفنون السمعية/البصرية والرقص المعاصر منها “أرى المعنى” (المركز الثقافي الملكي، 2012)، “الساعة 24:00″ (المركز الثقافي الملكي، 2013)، “فينفجر كابوس جديد / النهايات” (دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان، 2014)، “سائل” (المركز الثقافي الملكي، 2014). نشرت ترجمات لقصصه إلى الانجليزية في دوريات بارزة في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، كما ترجمت قصصه إلى الألمانية والفرنسية والإسبانية.
أما ثريّا الريّس فهي كاتبة ومترجمة أدبية. نُشرت لها مقالات وترجمات عديدة في مجلات أدبية معتبرة منها وورلد ليترتشر توداي، ذا أوتبوست، ذا كومن، بانيبال، ذا ليتراري ريفيو وذا مالاهات ريفيو.
خبر الإعلان عن الجائزة بالإنجليزية