مجلة “جدل” تفتح ملفّ المدن الفلسطينيّة في الداخل وأوضاع الفلسطينيّين الذين يعيشون فيها
حضور مجدّد للتاريخ الفلسطينيّ لهذه المدن، الذي يرتبط بالأساس بالتنظيم الجماعيّ للفلسطينيّين القاطنين فيها من خلال الأُطُر والجمعيّات التي تعمل بداخلها، وكذلك من خلال نشاط الأحزاب العربيّة فيها
.
|خدمة إخبارية|
أصدر مركز مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة في حيفا، العدد الثامن عشر من دورية “جدل” الإلكترونية باللغتين العربية والانجليزية. يتناول العدد الدَّوْرَ الذي كانت قد بدأت تقوم به المدن الفلسطينيّة قبل نكبة عام 1948، وتاريخ وحاضر هذه المدن، وتطهيرها العرْقيّ من أغلبيّة سكّانها، وتأثير غيابها على المشهد الثقافيّ الفلسطينيّ وإمكانيّات تنظيم المجتمع الفلسطينيّ بداخلها.
كتبت المحرّرة الضيفة لهذا العدد السيدة أريج صبّاغ-خوري، زميلة بحث في مدى الكرمل، في افتتاحيّتها: “نحن نرى في هذا العدد افتتاحيّة لطرح موضوع المدينة الفلسطينيّة في إسرائيل، تلك التي بقي فيها فلسطينيّون (يافا، واللدّ، والرملة، وحيفا، وعكّا)، وتلك التي لم يبقَ فيها فلسطينيّون (صفد وطبريّا وبيسان).” أما في مقالتها “الفلسطينيّون في المدن الفلسطينيّة في إسرائيل: واقع كولونياليّ استيطانيّ” فقد تطرقت لمنابع تسمية المدن الفلسطينيّة بـِ “المدن المختلطة”، وخصوصيّة الفلسطينيّين الذين بقوا فيها بالمقارنة مع سائر السكّان الفلسطينيّين. تطرح صبّاغ-خوري مقولة مفاداها أنه هناك حضور مجدّد للتاريخ الفلسطينيّ لهذه المدن، الذي يرتبط بالأساس بالتنظيم الجماعيّ للفلسطينيّين القاطنين فيها من خلال الأُطُر والجمعيّات التي تعمل بداخلها، وكذلك من خلال نشاط الأحزاب العربيّة فيها.
تعرض مقالة جويل بينين، بروفيسور في قسم التاريخ في جامعة ستانفورد، نوع العلاقات التي سادت بين الفلسطينيّين واليهود في بعض المدن قبل سيطرة الحركة الصهيونيّة على الوجود اليهوديّ فيها. يشير بينين إلى أنّ ما يسمّى اليوم “المدن المختلطة” هو نتاج لتطهير عرقيّ غير مكتمل واستيطان واسع للمهاجرين اليهود فيها.
في هذا العدد يستعرض د. جوني منصور، مؤرخ ومحاضر في قسم التاريخ في كلية بيت بيرل الأكاديمية، اللحظات التاريخيّة لعكّا وحيفا في ما قبل إقامة دولة إسرائيل والأدوار الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي كانت لهاتين المدينتين في المشهد الفلسطيني، مروراً بأحداث النكبة ووصولا للأوضاع الصعبة التي يعاني منها سكّان هاتين المدينتين حالياً بسبب سياسة التهويد والإقصاء التي تتّبعها المؤسّسة الإسرائيليّة.
تتطرق مقالة د. حاييم يعكوبي، مهندس معماريّ متخصّص في الجغرافيا السياسيّة-المدينيّة، إلى مدينة اللدّ كنموذج للتطهير العرْقيّ الذي حدث للمدينة الفلسطينيّة خلال النكبة وبعدها. ويدّعي يعكوبي في مقالته أنّ ما يُطْلَق عليه “البناء غير الرسميّ” للمساكن الفلسطينيّة والاحتجاجات ضدّ هدم المنازل في اللدّ، من ناحية، وإعطاء خدمات مدينيّة من مختلف الأطر الفلسطينيّة أو الأطر العربيّة اليهوديّة الفاعلة فيها، من ناحية أخرى، شَكَّلا بديلاً متحدّيًا لسياسات التخطيط الحكوميّة.
أما د. دانيئيل مونتيريسكو، محاضِر وأستاذ في الجامعة الأوروبيّة في بودابست، يتطرق في مقالته عن ظاهرة الـgentrification (الترميم النخبوي) في يافا، التي يُقصَد بها تحويلُ أحياء فقيرة في المدن إلى أحياء غنيّة عن طريق شراء عقارات من قِبَل أغنياء وشركات خاصّة. يشرح مونتيريسكو عن النشاط الاستيطانيّ الذي تقوم به حركة مستوطنين بـ”تطهير” الأحياء العربيّة القديمة في يافا، وعن التحالف بين ناشطين فلسطينيّين ويهود فيها.
يختتم العدد بمقالة الصحفي علاء حليحل، كاتب ورئيس تحرير موقع “قديتا”، التي تتناول المشهد الثقافيّ لدى الفلسطينيّين في إسرائيل في ظلّ غياب المدينة. ويشير حليحل إلى أنّ النكبة وغياب المدينة قضى على إحدى ركائز الإبداع الثقافيّ المركزيّة وهي “ساحة المدينة”، كمكان للإنتاج الثقافي والفكري مشددا ايضا على أهمية التعامل مع تشويه الريف الفلسطيني ودوره على ضوء تدمير بنية المجتمع الفلسطيني بكافة اشكاله.
لقراءة المجلة الرجاء زيارة موقع مركز مدى الكرمل. أو على الرابط التالي.