أحبّ /عصام حسن
أحبُّ صديقي يكلّمني/ عن حزنهِ الشفيف/ وعن فرحهِ/ وعن سوء تدبيره/ وعن ظلّ أمهِ القصير/ تنقره دجاجاتها البلهاء/ فأصغي رغم انشغالي/ كورقة طافية في جدول ماء!
أحبّ /عصام حسن
>
|عصام حسن|
أحبُّ الرجلَ ينشر ثياب زوجته على حبل الغسيل
ويدعو جاره المذهول إلى فنجان قهوة قائلاً:
عمتَ صباحاً يا جار الرضى!
.
أحبُّ المرأة تُدندِنُ أغنيةَ حُبٍّ
وهي عائدة من عملها منهكة
تفكّرُ كيف ؛ ومن أين ستبدأ بتقبيل حبيبها
العاطل عن العمل من غير ذنب!
.
أحبُّ الجدّاتِ اللواتي يوزعنَ الحلوى
على أحفادهن وهنَّ يضحكنَ بخبثٍ
ويسألنَ عن أحوال “الزبورة” و “الكسكوس”
ثم بخبثٍ أكثر، وأكثر يتصنَّعنَ الحياء!
.
أحبُّ الطفلَ الشقيّ
يسألني عن الله
ثم يقول لي باعتدادٍ
وبلا خوفٍ منّي:
“وأنا كمان بس اكبر بدّي صير الله”!
.
أحبُّ الصبيّة العاشقة
لو سُئلتْ عن حبيبها قالتْ:
حبيبي بنفسجٌ
ثم تخجل وتضحكُ
كأن الحكاية كذبة
وكأنّ حبيبها من نسج الخيال!
.
أحبُّ العاشقَ “اللذيذ” يقبّل حبيبته
فوق جبينها
وفوق عينيها
وفوق عنقها
وفوق انحناءة خصرها
وفوق
وفوق
وفوق
كل مكان!
.
أحبُّ الأمَّ تبتسم قائلةً
لو انكسر الصحنُ بيد ابنتها:
“انكسرَ الشرُّ” يا حبيبتي
وما كان الشرُّ لينكسرَ
لولا ابتسامتها
ولولا غمّازتها
التي تبتسمُ بدورها فوق خدّها
كلّما فاجأها الابتسام
.
أحبُّ صديقي يكلّمني
عن حزنهِ الشفيف
وعن فرحهِ
وعن سوء تدبيره
وعن ظلّ أمهِ القصير
تنقره دجاجاتها البلهاء
فأصغي رغم انشغالي
كورقة طافية في جدول ماء!
.
أحبُّ الشجرة لو أزهرتْ في غير أوانها
قالت لسائلها عن سرّها:
هذا لأني أحبُّ الإِزهار
…
…
أحبُّ بلادي بلا سببٍ
كأني طيرٌ في سماء
(2012.10.23)