“الآفـة ” / إدجار ألان بو
طفئتْ .. أُطفئتِ الأنوارُ .. أُطفئَ كلُّ شيئٍ!
وفوقَ كلِّ شكلٍ مرتجفٍ،
السّتارةُ.. كفنٌ،
تنسدلُ كتدفّقِ العاصفة،
>
|إدجار ألان بو|
|ترجمة: هانية عَسوَد.|
فلتَحضُرِ الدّهشة! هيَ ليلةُ الحفلِ
خلالَ سنواتِ الوحدةِ البديلة!
حشدُ ملائكةٍ.. بأجنحةٍ، تعتليها زينةُ القداسةِ
مغطاةٌ بالأحجبةِ.. وغارقةٌ بالدّموعِ،
تجلسُ في المسرحِ، لتشاهدَ
مسرحيةً منَ الآمالِ والمخاوفِ،
حيثُ الأوركسترا تتنفسُّ بشكلٍ متقطّعٍ
موسيقى الرّوحِ وتشابُكها مع العالم.
.
يومؤونَ.. بشكلِ اللهِ، في العُلا
يُتمتمونَ ويُغمغمونَ بالهمسِ،
يتطايرونَ هنا وهناكَ
مجرّدُ دمى.. يأتونَ ويذهبونَ
ليَهبوا أشياءَ كثيرةً بلا أشكالٍ
يحوّلونَ المشهدَ بمجيئهم وذهابهم،
ومنْ رفرفةِ أجنحتِهم، كطيرِ الكوندورِ، يخرجُ
تعجبٌ خفيّ!
.
تلكَ الدّراما المتنافرةُ – تَأَكّـدْ
لا يُمكن لها أنْ تُنـسى!
فشبحُها مُطاردٌ إلى الأبدِ
منْ حشدٍ غيرِ قادرٍ على اغتنمِاها،
في دائرةٍ لا مُتناهيةِ العودةِ
إلى نفسِ البقعةِ ذاتها،
والكثيرُ منَ الجنونِ، ومزيدٌ منَ الخطيئةِ
والرّعبِ في روحِ المؤامرة.
ثمَّ يرونَ وسطَ حشدِ الإيماءاتِ،
شكلًا زاحفاً يقتحم!
شيئٌ بحمرةٍ داميةٍ يتلوّى خارجًا
من عزلةِ المشهد!
يتلوّى! – إنّه يتلوّى! مع ألمٍ قاتلٍ
تصبحُ الإيماءاتُ طعامَهُ،
وتبكي الملائكةُ من أنيابِ الآفاتِ الممتلئةِ
بالعنفِ الدّامي للبشر.
.
أُطفئتْ .. أُطفئتِ الأنوارُ .. أُطفئَ كلُّ شيئٍ!
وفوقَ كلِّ شكلٍ مرتجفٍ،
السّتارةُ.. كفنٌ،
تنسدلُ كتدفّقِ العاصفة،
بينما الملائكةُ، شاحبو الملامحِ والتّعابير،
منتفضونَ، سافرونَ، يؤكّدونَ
أنّ المسرحيةَ هي المأساة، “الإنسانْ”
وبطلُها، الآفةُ الغازِية.