ثنائيّات / هلا الشّروف
أغني، فأوشك أن أمتلي باخضرار الأمل،
فيقطعني وجعي عن نداء الحياة:
إن الأسى صخرةٌ واقفة!
.
| هلا الشّروف |
خفيفانِ اسمًا
هبوبانِ معنىً
ولا يحضُرانِ معًا أبدًا:
يجيء الهوى فيغيب الهواء
ويفرغُنا دمعُنا من مياه الكلام،
يغيب الهوى فيجيء الهواء
ونشربه مرةً واحدة.
.
ثنائيةٌ للمدى والطريق:
رحيبانِ اسمًا
مُطلّانِ معنىً
ولا يشبهان اتساع الصفات:
يضيق المدى فيطول الطريق إلى أيِّ شيءٍ
بلا أملٍ في انتهاء النزوح،
يجود المدى، فيصير الطريق بلا أي معنى
سوى موطئٍ للخطا والعناق.
.
ثنائيةٌ للندى والبكاء:
شفيفانِ اسمًا
نديّانِ معنىً
ولا يخدشان زجاج الحياة:
يسيلُ الندى فوق وجه المُحبَّينِ عند الصباح
فلا يعرفان: أسالَ الوجودُ، أم انسكبَ الحبُّ
حتى تبلّل وجه الوجود!
.
يسيل البكا فوق وجه المُحبَّينِ عند المساء
فلا يعرفان: أماتَ الوجودُ، أم اندلق الهمُّ
حتى تيبّس ما في الوجود!
.
ثنائيةٌ لي أنا وسواي:
شبيهانِ ظلًّا
قريبانِ وجدًا
ولا يألفانِ الهواء الجديد
سوى بعد عام.
.
لن أودّعَ أحدًا هذا المساء، أقول أنا،
فما حاجتي لسواي إذا كنتُ وحدي سليمًا تمامًا
ولم أكتمل،
لن ألاقيَ أحدًا هذا المساء، يقول سواي،
فما حاجتي لأناي إذا كنتُ وحدي سليمًا تمامًا
ولم أكتمل.
.
ثنائيةٌ للأسى والغناء:
قديمانِ جدًّا
فتيّانِ دومًا
لا يُصلحانِ ولا يُفسدانِ
ولا يخطرانِ ببال الخلائقِ إلا وفاضا.
.
آسى، فأوشِكُ أن أمتلي بضباب التلال،
فيسندني وترٌ في البعيد:
إن الغناء براعمُ تنتأ بين الصخور!
.
أغني، فأوشك أن أمتلي باخضرار الأمل،
فيقطعني وجعي عن نداء الحياة:
إن الأسى صخرةٌ واقفة!