رسالة إلى غسان كنفاني/ محمد زيدان
ها نحن نقيس الزمان والمسافات التي تفصل بين أحلامك بفلسطين، التي نراها لا زالت تحب مقالاتك ورواياتك كما يحبها الأطفال والكبار في كل العالم، وبين الحقيقة التي نعيشها في فلسطين اليوم، فلا نجد الأمور قد سارت على خير..
رسالة إلى غسان كنفاني/ محمد زيدان
|محمد زيدان|
العزيز غسان،
في كل ذكرى من أيامٍ نعدّ بها سنين غيابكَ عنّا، نُراجعُ الدفاتر القديمة ونتطلّعُ لما كتبناه مديحاً أو استذكاراً لمواقف كنّا قد كتبناها عنك، او ذكَّرْنا أنفسَنا بها كوصيةٍ بكلماتك. هذا العام لم يَعُد للكثير من تلكِ المحاولات أن تصمد في وجه الرياح التي تحملها الأيام، فالثورة التي بشّرتَ فيها لم تعد من نصيبنا نحن الفلسطينيين فحسب، بل تجاوزَتنا الشعوب العربية الأخرى وطردَت حكّامَها وأذلت كبرياءهم الذي بنوه على الاذلال والقهر… في حين ما زال شعبك يحتفل بصورٍ للرئيس وأخرى للوزراء.
هل تصدقني لو قلت لك بأن أمريكا صار يحكمها رجلٌ أسود بذات السياسة التي صنعتها الإمبراطورية البيضاء على مدار القرن الماضي، وأنها لا زالت تحارب من أجل النفط وحب السيطرة وأن حدود أمنها تجاوزت الكرة الارضية لتلامس حدود الفضاء… أي أن العالم لم يتغير بما يتعلق بمصالحها الكونية، ولم تمرّ عليها رياح التغيير التي حملت اليونان لتصير حليفة لإسرائيل فتمنع “أسطول الحرية” من الخروج من موانئها ليخترق الحصار المفروض على أهلنا في غزة! اليونان، أجل اليونان التي لم تعُد كَما عرفتَها حليفةً للثورة والشعب الفلسطيني، بل مقراً أوروبياً لليسار العالمي في الغرب! صارت حليفةً لأمريكا وتقبلُ بالإبتزاز السياسي من اسرائيل بترحاب، بل صارت تشاركُ بشكلٍ فاعلٍ في ضمان استمرار الحصار على أطفال غزة ومنع الإحتجاج السلمي عليه باسم حماية الامن والمصالح.
غسان… ها نحن نقيس الزمان والمسافات التي تفصل بين أحلامَك بفلسطين، التي نراها لا زالت تحب مقالاتك ورواياتك كما يحبها الأطفال والكبار في كل العالم، وبين الحقيقة التي نعيشها في فلسطين اليوم، فلا نجد الأمور قد سارت على خير، بأفضل تعبير. تخيّل للحظة لو أخبروك وأنت بصحبة الحكيم واليماني وابوعلي مصطفى في لقاءاتكم بالمكتب السياسي للجبهة “أن الثورة الفلسطينية ستقودها “حكومة بيروقراط” من خريجي البنك الدولي والمؤسسات المالية العالمية، وأن الثورة التي قاتلتم من أجلها وسقط خيرة الشباب والقادة على طريقها تحارب اليوم من اجل الحصول على قرار دولي يعترف بدولة فلسطينية مجزوءه قال عنها احد محبيك “تخيل يا غسان، كيف سيتم تدريس جغرافية فلسطين في حال «نجحنا» في اقناع دول العالم بحقنا في اقامة دولة، في المناطق المحتلة عام 67؟ هل سيشرح المدرس لطلابه خريطة فلسطين بقوله، يحد دولة فلسطين، اراض فلسطينية محتلة عام 48، ومن الجنوب صحراء النقب الفلسطينية، ويفصل بين المدن الفلسطينية، مستعمرات تم إنشاؤها على اراض فلسطينية، ومن الشرق غور الاردن التابع للدولة الفلسطينية، لكنه مصادر من اسرائيل. درس صعب استيعابه يا غسان”.
أجل هو درسٌ صعب علينا أن نفهمه ونحن من عاشرنا المفاوضات المستمرة منذ عقدين ويزيد دونما أن تفضي إلا لإفراغ الثورة التي اعلنتموها من مضمونها دون أن تحقق ذاتها. صار المجلس الوطني لا يجتمع إلا لإقرار التنازلات، والمنظمة لإقرار ناتج المفاوضات، والحكومة لتسيير اعمال الوزارات التي ثبت على اربعة من وزرائها تهم الفساد والتكسب بالغش والمال العام هذا الاسبوع. وهي تهمة تلاحق الغالبية ممن تبقى من قياداتٍ سياسية أفرغتها المفاوضات المجزوءه من روح القيادة والنضال… قيادات صارت تحتاج لعقود من المفاوضات لا لتحرر فلسطين بل من اجل ان تتحد الفصائل وينتهي الاقتتال الداخلي على سلطة صنعتها المفاوضات واسرائيل لتمرير المرحلة وتحقيق اهدافها.
عزيزي غسان، مؤكدا قد اخبروك بأن اليماني غادرنا هذا العام ومن قبله الحكيم وعرفات وآخرون… وصار في رأس الهرم أشخاص لم تعرفهم ولن يعرفوك. “الواقعية” جعلتهم ينافسون اسرائيل في صفحات كتاب غينس على اكبر صحن حمص وأكبر “صدر كنافة”، وغيرها الكثير من الطبخات الاعلامية والخزعبلات التي يبيعوننا أياها على شاشات البلازما التي صارت تزين جدران بيوت المخيم الذي لم يعُد مخيماً كما عهدته في صبرا وشاتيلا وغيرها من مخيمات الصمود؛ مخيمات صنعَت معجزات نافَست مدناً مثل هانوي في سباق الصمود الإنساني الذي لا تتسع له صفحات غينس ولا غيرها، سوى ما اختزنَه الضمير الإنساني من معاناةٍ وصمودٍ أمام آلة الحرق والإبادة.
غسان… منذ غادَرتنا لم تَعد حيفا قبلة الحالمين الاّ في قصائد تركَها لنا محمود درويش لتُذكرنا بكم.. وما عادت طرقُ العودة تمرُّ في ميناء يافا إلا لدى القليل ممّن نتهمُهُم بالجنون وأحلام اليقظة التي “لم تعد دارجةً هذه الأيام”! صارت العودة خارطةً على حائطٍ في مطعمٍ فلسطينيٍ في اشبيليا أو قرطبة تيمناً بالانطاكيين شعراً وحلماً.. وعلى الأرض الفلسطينية قامت الدولة اليهودية “بعَبرَنَة” الأحراش والجبال، ها هي تحاربنا على أسماء بلداتنا التي بقيت بعد النكبة، فمدينتك التي احببتَها ستصير بموجب القانون الإسرائيلي “عكو” والقدس “يروشلايم”.. وبالعربية أورشليم! إنهم يزحزحون خطوط الهدنة بعد أن انتصَروا بالمعركة الاولى. يريدون اكتساب المزيد من المساحات في أذهان الأطفال وأدمغة الجيل الذي يأبى أن يكون إسرائيلياً رغم محاولات الإغراء والتضليل. المعركة يا غسان على المعرفة والوعي بالحقيقة، كما أسميتها ذات مرة، ما زالت مستمرة، وخطوط الهدنة على الأرض صارت جبال نابلس والخليل بعد أن زرعتها إسرائيل مستعمرات تشبه المدن التي أقامتها في جبال الناصرة والجليل.
واخيراً عزيزنا غسان فإننا نعلم أنك تراقب ما يصيبنا بقلق المعلم على تلاميذه إن فشلوا، وندرك انك تعرف من مراسلات أحبائك ما يجري، وأنك لا تتقن الكثير من مصطلحات المرحلة التي لا تلائم تعاليمَك لنا.. فنَم قريرَ العينِ علّ الصباحَ يحملُ لكَ صورةً غيرَ تلك التي أخبرك بشأنِها صديقك الشاعر المقدسي فوزي البكري في قصيدة قال فيها:
“غسان..
لو بعثتَ حياً يا ترى
فما الذي تقول
لو رأيتَ التوتَ
تستحي أوراقه فتختفي
من عورةِ التنازلات
وما الّذي تقولُ
لو رأيتَ كيف أصبحت بوصَلةُ
اليسارِ تفقدُ الجهات؟!”
(الناصرة)
18 سبتمبر 2011
في الحقيقه اننا العرب متاخرين في صناعه وتسويق السياسه والديمقراطيه ولكن حين يتقدم المتأخرون المنسيون الغائبون عن حسابات السياسيين في السلطة والمعارضة، ليشعلوا ثورة، ويقودوا نهضة تجد نفسك أمام تحول تاريخي عظيم يسترعي منا تأملاً عميقاً، وتمحيصاً دقيقاً لماذا حدث هذا ؟ وكيف ؟ وإلى أين ؟ وماذا بعد ؟ من أين كانت البداية ؟ وإلى أين المنتهى ؟ عندها ستكون لدينا سياسه ذات نظره مبعديه يتم التحدث بها عالميا .
15 سبتمبر 2011
علي يوسف عطاطره ….فلسطين
lمتاْخرين في صناعه وتسويق السياسه والديمقراطيه
ان اسرائيل تعيد تعريف الديمقراطيه في المشرق أوليست الحكومة الاسرائلية الحالية أكثر تشددا من أي يمين متطرف شهده العالم. لو يتعلم اسلاميونا السياسة من الاسرائليين أو الايرانيين فكلاهما يخرج سياسي لسدة الحكم بينما التخطيط يتم كاملة من مبادئ عقائدية متفق عليها سلفا. في بلادنا لا يعرف الاسلام السياسي بعد ان عليه ان يظهر بمظهر السياسي العالمي من اليابان الى باناما و أن يتحدث بلغة السياسة المتحدث بها عالميا. و أكبر مثال على ذلك تركيا و قياداتها العصرية شكلا و منطق وتكون العقائدية جوهرا.