“الخواجا”؛ جديد الكاتبة الفلسطينيّة الشّابة فدى جريس
جاءت تسمية “الخواجا” للتّعبير عن الغرباء الّذين مَرّوا فوق أرض فلسطين محتلّين وقامعين، وقصة “الخواجا” ذاتها تُظْهِر التّباينَ بين الثّقافات الوافدة والثقافات المحليّة، وفي النّظر إلى المختلف، كي تتبلور صورةُ الذّات بوضوح أكثر.
|خدمة إخبارية|
صدرت حديثًا عن دار “كل شيء – حيفا”، للقاصة الفلسطينيّة فدى جريس المجموعة القصصيّة “الخواجا”، وهي المجموعة القصصيّة الثّانيّة للكاتبة، حيث صَدَر لها من قبل “حياتنا الصغيرة” عن دار “فضاءات” من العاصمة الأردنيّة عمّان.
تدور أحداث القصص، كما في الكتاب الأول “حياتنا الصغيرة” في قرية الكاتبة في الجليل، شمال فلسطين، في خمسينيّات القرن الماضي فى حقب الاحتلال التركي، ومن ثمّ الانتداب البريطاني وبعده الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وعليه جاءت تسمية “الخواجا” للتّعبير عن الغرباء الّذين مَرّوا فوق أرض فلسطين محتلّين وقامعين، وقصة “الخواجا” ذاتها تُظْهِر التّباينَ بين الثّقافات الوافدة والثقافات المحليّة، وفي النّظر إلى المختلف، كي تتبلور صورةُ الذّات بوضوح أكثر.
وتسعى قصص “الخواجا” لتوثيق وحفظ وإظهار جوانب من حياة الفلسطينيّين وثقافتهم الّتي يسعى الاحتلالُ جاهدًا لنَفْيها وطمسها، بدءًا من هدم القرى وإزالة معالمها، مرورًا بتسمية فلسطينّي الدّاخل “عربًا” وليس فلسطينيّين، وانتهاءً بفرض المناهج واللّغةِ الغريبةِ على الشّعب الّذي يعاني الاحتلالَ، ومحاولة تهويد أسماء المدن والشوارع، ما يعني أنَّ المجموعةَ بمثابة إثبات للوجود وفعل بقاءٍ بحدّ ذاته.
من جهة يقول الرّوائي والقاصّ الفلسطيني محمد علي طه عن مجموعة “الخواجا”: “إنّها مجموعة من القصص والحكايات التقطتها عَيْنا الكاتبة الشّابة فدى جريس، لتحملَ القارئ على جناح غمامة فلسطينيّة إلى سنوات فيها عطر الأرض وعبق أحبّاء القرية، وشذا أزهارها وأشجارها، وسقسقة طيورها وأصوات حيواناتها، ولا شكّ أنّ القرّاءَ الّذين عرفوا الانتداب البريطاني أو عاشوا سنوات الخمسينيّات من القرن العشرين سيجدون أنفسهم فيها، بينما ستَجِدُ الأجيالُ الأخرى تاريخ الآباء والأجداد والأمّهات والجدّات فى قَصٍّ جميل ومشوّق”.
|فدى جريس|
كاتبة فلسطينيّة من قرية فسّوطة في الجليل، وتعيش حاليًّا في رام الله. نُشِرَت قصصُها ومقالاتها في الصّحافة العربيّة والغربيّة، ولها مجموعتان قصصيّتان: “حياتنا الصغيرة” (2010، دار فضاءات، عمان) و “الخواجا” (2014، مكتبة كل شيء، حيفا). يتناول الكتابان جوانبَ من الحياة القرويّة في الجليل الفلسطيني بأسلوب فُكاهيّ ومشوِّق. تعملُ الآن على كتاب باللّغة الانجليزيّة عن العودة إلى الجليل بعد اتفاق أوسلو، كما وأتَمَّتْ رواية انجليزية تسعى إلى نشرها. عاشت فدى في قبرص وبريطانيا وكندا وفلسطين، ما أثرى تجربتها في الكتابة، وقد لاقت كتبُها صدى مميزًّا وأدخلت المتعة إلى نفوس قُرّائها.
من الكتاب:
“جاءَ بالنّبأ متشوّقًا إلى اندلاعِ مشكلة كبيرة، وربّما بعض ىالضّرب والشّتائم. ففضلو يعشقُ “الأكشن” ويقضي أيّامَه متنقّلًا من بيت إلى آخر، يجمع الأخبارَ والدّسائس ويبُثُّها، مستمتعًا بإشعال الفتنة في القرية! وحين يواجهُهُ أحدُهم غاضبًا بسبب المصائب الّتي يتسبّب بها، يهُزّ كتفيْه دومًا بجوابِه المعهود: “أنا مالي… هذا اللي سمعته!”.