الموسيقي وعازف البيانو فرج سليمان يطلق ألبومه “تسجيل دخول”
يعتقد فرج سليمان أن الألبوم حقق، بدرجة كافية، الهدف الذي سعى إليه من خلال المقطوعات التي يقدمها؛ وهو توظيف جوانب كثيرة من الإمكانات التي تتيحها آلة البيانو في الموسيقى الشرقية.
| خدمة إخبارية |
بعد أيام قليلة، يخرج “تسجيل دخول”؛ الألبوم الأول للموسيقي وعازف البيانو فرج سليمان، إلى النور. وسيدشّن، بحفل إطلاق مفتوح، يوم السبت 24.5.2014 عند الساعة الخامسة مساءً في جمعية المشغل للثقافة والفنون في حيفا. فيه، يقدّم سليمان مجموعة من الأعمال الموسيقيّة من تلحينه على آلة البيانو، إلى جانب توزيعات جديدة لمقطوعات موسيقيّة من ألحان محمّد عبد الوهاب، الأخوين رحباني، وغيرهما.. ويأتي “تسجيل دخول”، الذي دعمت إنتاجه مؤسسة عبد المحسن القطان، فاتحةً لمشروع موسيقيّ يطرحه فرج سليمان مرتكزًا على آلة البيانو، مستغلا فيها الإمكانات الموسيقية التي توفرها هذه الآلة، في سبيل التجديد في الجملة الموسيقية الشرقيّة، وفي مسعى لتطويرها دون تشويه هويّتها.
تطويع البيانو في اللحن الشرقي
يعتقد فرج سليمان أن الألبوم حقق، بدرجة كافية، الهدف الذي سعى إليه من خلال المقطوعات التي يقدمها؛ وهو توظيف جوانب كثيرة من الإمكانات التي تتيحها آلة البيانو في الموسيقى الشرقية. “طمعت، سيما في التوزيعات التي أحدثتها على المقطوعات، في أن أرى كيف تتصرف الأغنية أو العمل الموسيقي الشرقي على آلة غربية، بحيث يتم العمل عليها من منظور لحنيّ وليس من منظور قالبها الجاهز كأغنية”، يقول فرج. ولكنه حرص، رغم ذلك، على أن يحافظ على المعنى الموسيقي العربي في اللحن.
وفي سؤال حول المخاوف التي قد يشعر بها حيال تقديمه لعمل آلاتيّ منفرد على آلة، والذي قد لا يألفه المستمع العربي بشكل عام، يقول: “ربما قلقت في البداية، لكنني أؤمن أن ثمة جمهور خاص ونوعي لكل نمط من الأنماط الموسيقية. قد يكون جمهوري قليل كمّاً، إلا أني أفضل أن يكون كذلك وأن يكون مستمعاً جيداً على أن يكون جمهورًا واسعًا ويستمع إلى ما تطلبه أذن السوق. ولا شك لديّ بأن دائرة هؤلاء ستتوسع، تمامًا كما تتوسّع دائرة جمعهور الأغنية بشكل عام”.
الموسيقى الحديثة هي التي ستصنع تراثاً فلسطينياً
يقف الفنانون بعامة، والموسيقييون بخاصة عند سؤال مفصلي يجعلهم يعملون على الموروث الموسيقي أو يتجاوزونه. عند هذه النقطة يقول فرج: “أسعى في كل المساحات الفنية التي أضع فيها عملاً موسيقياً؛ في العروض أو السينما أو المسرح، أن أقدم بصمة مغايرة وجديدة، بصرف النظر عن جودتها”. فيصف مثلا عمله الأخير “ثلاث خطوات”، الذي جاء بعد “تسجيل دخول”: “هناك، كان مطمعي أن أكتب موسيقى مختلفة لآلة العود، أن أخالف التوجه المألوف له. وهذا ما سعيت إلى إحداثه في “تسجيل دخول” مع آلة البيانو”.
لم يتردد فرج سليمان، في سياق حديثنا عن الموروث والتجديد، حين سألته عن رأيه في تعاطي المشهد الموسيقي الفلسطيني مع تراثه المسموع، في أن يطلق موقفاً حادًا وواضحًا: “دعونا بداية نمعن في سؤال ليس بديهياً: ماذا نعني حقاً بالتراث الفلسطيني؟ أعتقد أنه اصطلاح كبير يتوجب عليه أن يحمل عالماً وتاريخاً حافلا بالخلق والخصوصية، أفضل أن أستعمل اصطلاحاً كـ”الموروث العربي”. يرى سليمان أن هذا التراث لا يواجه تهديداً حقيقياً، فهو موجود طالما وجدنا نحن، وأن على الموسيقيين أن يعتبروه نقطة انطلاق في مشاريعهم الإبداعية، القائمة على الخلق والبناء، لا على الاجترار والتكرار. “فالموسيقى الفلسطينية الجديدة والمحدِّثة، برأيه، ستغدو تراثاً ذا خصوصية لافتة بعد عمر من الزمن، فلنصنعها، ومن ثم نطلق أحكاماً على جودتها أو رداءتها”، يقول.
تجدر الإشارة إلى أن عمل “تسجيل دخول”، الذي ستجدون نسخاً منه في حفل الإطلاق، خرج بعرض حيّ العام الماضي، وسيعود إلى خشبة مسرح القصبة في رام الله يوم الخميس القادم 22.5.2014.