رام الله أيضاً: زخم فلسطيني/ رشا حلوة
اختارت «سرية رام الله الأولى» أن يحمل المهرجان هذا العام ثيمة «مع بعض»، لتعزيز مفهوم الشراكة في محاولة «لكسر أي حاجز يقف بين الروح المبدعة والعمل المشترك الذي يبرزها في أبهى صورها.
| رشا حلوة |
منذ الأزمنة القديمة، كان الرقص طقساً تمارسه الشعوب للتعبير عن نفسها ومعتقداتها وثقافتها، وتفاصيل حياتها، من حزن، وفرح، ووداع، وانتظار وصلاة.
هو مرآة لتجاربها التاريخية والمعاصرة، خصوصاً الجماعية. فلسطين تحتفي هذا العام بالرقص للمرة التاسعة من خلال «مهرجان رام الله للرقص المعاصر» الذي تنظمه «سرية رام الله الأولى». الدورة التي تقام بالشراكة مع بلدية رام الله والاتحاد الأوروبي، تنطلق في 14 نيسان (أبريل) وتستمر حتى 29 منه في رام الله، البيرة، جنين، الناصرة والقدس.
اختارت «سرية رام الله الأولى» أن يحمل المهرجان هذا العام ثيمة «مع بعض»، لتعزيز مفهوم الشراكة في محاولة «لكسر أي حاجز يقف بين الروح المبدعة والعمل المشترك الذي يبرزها في أبهى صورها… وكيف يمكننا تصور مجتمع لا تكون المرأة فيه شريكة في البناء، وكيف يمكن أيضاً تصوّر الرقص من دون مشاركة النساء؟» وفق ما جاء في بيان المهرجان. يشدد الأخير على حضور النساء في المشهد العام، وخصوصاً الفنّي المتمثل هنا بالرقص كإنسانة وكشريكة. وسيشمل مؤتمر «الرقص والمجتمع» هذا العام حلقة حول «دور المرأة في الرقص».
بالإضافة إلى ذلك، يشاهد الجمهور أعمالاً مشتركة من مختلف دول العالم، إضافة إلى عروض للأطفال ولذوي الاحتياجات الخاصة. في حديث مع «الأخبار»، يقول مدير «سرية رام الله الأولى» ومدير المهرجان خالد عليان: «أهم شيء جديد هذا العام هو ازدياد المشاركات الفلسطينية، إضافة إلى عروض رقص صغيرة في البلدة القديمة لرام الله وتوسع في مناطق العروض». سيستضيف المهرجان 29 فرقة وفناناً من فلسطين، تونس، الجزائر، بريطانيا، النرويج، السويد، بولندا، فرنسا، أستراليا، كندا، سويسرا، بلجيكا والولايات المتحدة. وسينتج عن هذه العروض برنامج يضم 34 عرضاً راقصاً، بالإضافة إلى تجارب الأداء، والعروض المصغرة، وعروض أفلام، ومؤتمر «الرقص والمجتمع الثالث» والاحتفال بيوم الرقص العالمي في 29 نيسان. حول أهمية استمراره في المشهد الفني الفلسطيني، يقول خالد عليان: «المهرجان نقطة لقاء وحوار وثقافي. بالإضافة إلى ذلك، فالفرق المستضافة تتعرف إلى واقعنا الفلسطيني. واقعنا مؤلم منذ 1948، لكننا شعب حيّ، وللفنّ دور سياسي في هذه المسيرة. حين تأتي الفرق وتتعرف إلى حياتنا وواقعنا بشكل مباشر لا عبر وسائل الإعلام، تعود إلى بلادها، وتتحوّل إلى سفراء لنا في الخارج. استمرارية المهرجان تؤكد أهميته الفنية والسياسية». علماً أنّ «مهرجان رام الله» هو جزء من «شبكة مساحات» التي تأسست عام 2007.