منتدى بلدنا الثقافي يعقد لقاءه الأول: “التعبير عن الرأي في وسائل الإعلام الجديد”
“لا توجد رقابة على هذه الوسائل من ناحية الآلية (إمكانية فتح حساب) وإنما تقتصر على المضمون الذي قد يحوي تحريضًا”
|خدمة إخبارية|
بادر منتدى بلدنا الثقافي يوم الأربعاء المنصرم، 6.11.2013، لعقد لقائه الأول لهذا العام تحت عنوان: “التعبير عن الرأي في وسائل الإعلام الجديد: الحدود القانونية والتحديات الإعلامية”. وقد استضاف المنتدى كلا من المحامي فادي خوري من مركز “عدالة” والكاتب والصحافي هشام نفاع، المحرر في صحيفة “الاتحاد”.
إستهلّ الندوة فادي خوري، حيث قدم مداخلة حول حرية التعبير عن الرأي في النظام القانوني والقضائي الاسرائيلي مشيراً إلى أن وضع حرية التعبير عن الرأي على الورق في دولة الاحتلال ممتاز، ولكن على مستوى التطبيق هناك مشاكل جذرية تتعلق بهذه الحرية. كما قدّم عرضا عاما للمخالفات الجنائية التي تتعلق بالتعبير ومعاييرها (أي، متى يعتبر التعبير مخالفة). ثم تطرّق لأساليب ووسائل التعبير المختلفة: الجريدة والتلفزيون وكيفية تعامل القانون معها، والفرق بين هذه الوسائل التقليدية ووسائل الإعلام الجديد مثل الفيسبوك والتويتير متطرقاً إلى خصوصياتها القانونية والتقنية موضحاً أنه لا توجد رقابة على هذه الوسائل من ناحية الآلية (إمكانية فتح حساب) وإنما تقتصر على المضمون الذي قد يحوي تحريضاً، وهي التهمة الاساسية بالاضافة الى التشهير والمسّ بالسمعة التي قد تواجه مستخدمي الشبكة. وتطرّق خوري إلى ملف رازي نابلسي الذي اُعتقل على خلفية ما نشر في موقع فيسبوك، وأشار إلى الإخفاقات القانونية التي رافقت إجراءات تمديد اعتقال نابلسي. في نهاية مداخلته قدّم خوري توصيات للنشطاء بالنسبة لكيفية التصرف واستخدام رقابة ذاتية لتجنب منح السلطة موادّ لملاحقتهم سياسياً. كما يضيف خوري أنّ الإعلام الجديد قد يسمى “الاعلام الذي لم يطلْه القانون بعد” حيث لا توجد قوانين حتى الآن تعالج التعبير بأدوات التواصل الاجتماعي.
في القسم الثاني من الندوة قدم هشام نفاع مداخلة تطرق فيها إلى تقييم الصحافة من نافذتين: المصداقية وهي درجة الصحة أو قوة حقيقة المعلومة الصحفية المطروحة (وهذا يرتبط بالجانب الاخباري التقريري والتحقيقي)، والثانية هي الحرية، وهي المسألة المرتبطة بالرأي: الحدود المفتوحة أو المتاحة للرأي، ومدى استيعاب آراء مختلفة حدّ التناقض بينها في وسيط اعلامي ما، مؤكداً أنه من الواضح ان هاتين المسألتين في الاعلام الجديد تحتاجان لمعايير فحص وقياس جديدة. وقد تطرق نفاع إلى أنّ النظر الى الاعلام الجديد كساحة لعراك أو لعب الافكار والاراء، وقلما يعتمَد كمصدر للمعلومة الا اذا جاء من قبل مصدر معتمد ما، يلتزم اصلا بمعايير الاعلام التقليدي او القديم.
رافقت المداخلات سلسلة فيديوهات قصيرة عن الإعلام الجديد ودوره في ثورات الربيع العربي واختتم اللقاء بحلقة نقاش قيّمة بين الحضور والمتحدثين.
من الجدير ذكره أن منتدى بلدنا الثقافي هو لقاء شهري يتم خلاله تناول مواضيع الساعة الثقافية، السياسية والفكرية، حيث تشمل اللقاءات عرض أفلام واستضافة محاضرين مختصين وناشطين لطرح المواضيع للنقاش. بالإضافة، ثمة أربعة منتديات ناشطة: في حيفا وفي كل واحدة من الجامعات: تل-أبيب، القدس وبئر السبع حيث ستطلق باقي المنتديات أولى فعالياتها في الأسابيع القادمة.