نحن الذين وقفنا على الأسطح/ عميت حاي كوهن
قراءة تاريخية غير صهيونية للنضال الاجتماعي من وجهة نظر يهودية شرقية عربية لا ترى في قوانين الدولة البيضاء مسألة جديرة بالاحترام • صوت من الجيل الثالث للسفاريديم في إسرائيل يعلن بوضوح: اللعنة على قضاة محكمة العدل العليا، الذين ينعمون بالعيش في قصور الطالبية والقطمون التي كانت للمهجرين العرب، ولا يوجد من يحاسبهم!
نحن الذين وقفنا على الأسطح/ عميت حاي كوهن
.
|عميت حاي كوهن|
في الساعة الخامسة فجرا من يوم ۳۰/٤/١٩٤٨ لم يبقَ أحد في قرية سلامة سوى عجوز عمياء. أناس معدومون في منفاهم، مخيمات من اجلهم ومخيمات من اجلنا، لاجئون من كل صوب، عرب من نسل إسماعيل ويهود وصلوا الآن من المشرق والمغرب. ها نحن نسمع بكاء الاطفال والدولة تُسكن يهود اليمن والعراق على اطلال القرية. ۳٤ سنة تمر حتى الترحيل الثاني، والله يعاقب مصدري الاوامر بطرد سكان “كفار شالم” وتدمير بيوته. إنّ الغضب كامن في مشهد موت شمعون يهوشوع الدامي، رحمه الله، على سطح بيته في تاريخ ٢٣/١٢/١٩٨٢، عندما تم طرد سكان الحي بشكل وحشي وقام ضابط شرطة بإطلاق الرصاص عليه عندما اعترض على هدم بيته. إن الشجرة التي تقسم الصورة إلى نصفيين تنتصب من داخل جسمه شامخة، تذكرنا لنضاله العنيد. من خلفه يظهر شقيقه ينحني نحوه منذهلا من موته، وفي يده زجاجة، ربما زجاجة حارقة، رمز للانتقام. وفي الأيام الآتية سوف تخرج الجماهير من أحياء الصفيح والأمل وسوف تحرق المدينة البيضاء. وفي سنوات السبعين أيضا انطلقت شرارة النضال من اجل البيت. وقد اندلعت النيران في ميدان صهيون بعد ان تم اجلاء سكان احياء ماميلا ويمين موشيه واحياء شرقية اخرى. وقد خرج الفهود (الفهود السود “هبنتريم هشحوريم”، حركة احتجاج شرقية متشددة التي نشطت في السبعينات ضد السلطة الصهيونية الاشكينازية، وقد كان زعمائها اول من اجتمع مع كوادر من فتح.) من الجيتو إلى مراكز المدن من اجل الدفاع عن كرامتهم. وقد ادركوا، ما لم يدركوه حتى تلقوا أمر الطرد، بان دورنا نحن الشرقيين في بناء هذه الدولة، هو فقط خلط الاسمنت والجبص، وليس ببناء سكن والعيش الكريم.
وبعد أربع سنوات من طرد سكان قرية ليفتا، مثل ما حصل في قرية سلامة، فقد تم توطين اليهود اليمنيين والعراقيين على خراب القرية على انهم حراس حدود. وفي تاريخ ٢/١١/١٩٥٢ تقدمت لجنة المستوطنة بخطاب إلى “الشرير مبلونسك” بهذه الكلمات:
“إلى سيادة رئيس الحكومة، السيد دافيد بن غوريون،
ماذا عن مصيرنا، لقد نقلونا بالحافلات من المخيم إلى قرية العرب المهجرة من غير ان نعرف وجهتنا وقالوا لنا تسافرون إلى القدس. لقد تقبلنا اوامرهم، لكن لم نعرف انهم سوف يرموننا إلى مكان يسكنه الكلاب، مكان مظلم ومقفر ووعر، مكان لا يمكن العيش به. مكان للحيوانات والمتسللين، موجود على الحدود ويتربص به الاعداء…”
عشر سنوات من غير كهرباء وماء، والمكان يسكن أحياءه المغاربة اليهود، يقطنون في بيوت شركة عميدار (شركة اسكان حكومية) المهترئة والبالية- ليكن الله في عوننا. ستون سنة مضت على ليفتا، وإستر عوفاديا تلطم على وجهها مرتين عندما تتلقى الخبر. من المؤكد ان هناك خطأ، وتعطي لابنها الرسالة، فيقرأها على الملأ:
سوف نروي قصتنا لكن لن نعتذر: لقد اغلقنا وحجزنا واجتحنا ودافعنا بأجسادنا. قانونكم ليس شرعيًا وهو ليس قانوننا، قوانينكم سنت من أجلكم ومن أجل الدفاع عنكم
“لقد وضع المدعى عليه يده من غير حق على أراض [...] لذلك حكمت المحكمة كالتالي: إلزام المدعى عليه إخلاء الأرض وفض يده عنها”. وفي اليوم التالي اجتمع كل سكان ليفتا في الكنيس مذعورين من ظلم سلطة اراضي اسرائيل، والدموع في عيون النساء. قال بوعز سندو بين اللعنات والتضرع، وهو غير مصدق لما جرى: لقد قيل احب لغيرك ما تحب لنفسك، ولا احد يأكل والآخر ينظر اليه جوعان”. لكن اين هي الآن دولة اليهود واين الادب والاخلاق اللذين تربينا عليهما، أين؟ هنا يسيطر الجشعون والطماعون الذين يؤمنون بغير ما تؤمن به انت. ونزلت على الكنيس حالة الصمت، وكل العيون تنظر إلى يوني يوحنان، ابن ليفتا وابن مطلوب يوحنان. ينظر في اوامر الاخلاء وإلى عيون الناس ويعلن الحرب.
هناك الآلاف من عائلات اليهود الشرقيين، مثل سكان ليفتا، التي تعتبر على انها معتدية وواضعة يدها على بيوتها. ان الذي اعطانا هذه البيوت هو نفسه الذي أصدر أمر الاخلاء وهو الذي يحدد مصيرنا. والذي طرد اليهود اليمنيين من مستوطنة كينيرت هو نفسه الذي طرد العرب وهو الذي يطرد الشرقيين الآن. والبيت ليس حيطانًا وسقفًا، انما هو حياة كاملة وهدمه كهدم الأرواح والذاكرة. هنا انتهى دورنا الهامشي في التاريخ الصهيوني الخاص بهم. ونضرب على جبيننا لأننا لم نفهم أننا أمام نبي كذاب. ونتذكر انه في عام ١٩٧١ كتبت على منشور المقولة “خروف الفقير” (والمقصود هو أملاك الفقير الضئيلة الهزيلة لكنها بالنسبة له هي كل حياته، ويريدون أخذها منه بالقوة) للفهود السود، دلالة على أن الجيتوات في المدن الكبيرة شُيدت من اجل الفصل بين الفقراء والأغنياء، وقد اصبحت هذه الجيتوات عقارات ثمينة مع توسع المدينة وغلاء سعر الاراضي وبالتالي لفريسة سهلة المنال. ونخرج من مراكز المدن في رحلة بحث، حتى انه تم تهميشنا في المجتمع كما تم إخلاؤنا من بيوتنا، نمشي ضائعين بين اراضي الكيبوتسات الخانقة، هناك يستمر أفضل أبنائها في السرقة كأنما لا يوجد غيرهم. والموظف في بئر السبع يقول: “هناك في ديمونة سوف تجد مرادك”. لكن لم نجد شيئا في ديمونة. إلى أين نذهب، إلى مصر او العراق ربما تونس؟ لكن بيوتنا وأملاكنا فقدناها هناك، واصبحت ورقة مساومة مقابل الاملاك الفلسطينية المنهوبة. هم ينهبون ونحن ندفع الثمن، في الماضي وفي الحاضر. اكثر من ٦۰ سنة من عمليات اجرام والسجون تمتلئ باليهود المغاربة والعرب- من بينهم الذين يدافعون بشرف وشجاعة عن بيوتهم وأراضيهم من الدمار والخراب. صفوف من المناهضين للقانون الظالم، صفوف من الناس ظهرها إلى الحائط. ثلاث سنوات سجن وسنة واحد مع وقف التنفيذ، ورصاصة في القدم تلقاها نحوم خميس من أجل عمل بطولي أثناء عملية الاخلاء في المالحة عام ١٩٧٤، بعد ان قام بالاستيلاء على الجرافة لحظات قبل أن يتم هدم جدران بيته، وقام بقلب سيارة شرطة بواسطة الجرافة حتى يعتبر من يعتبر. ويشهد على ذلك حوالي ٥۰ شخصا من سكان الحي. وقد سارعت سلطة الاراضي (سلطة اراضي اسرائيل والهيئة التي تسيطر على اراضي الدولة بما فيها املاك فلسطينيي الـ ٤٨) بالتوصل إلى حل وابطال اوامر الاخلاء. “لقد مات من الاسى والحزن، لقد قتلته الدولة”، هذا ما يحكونه هناك. وكم بكى ابوه موسى؛ ٢۰۰۰ سنة من الانتظار لأرض الميعاد في صهيون، والآن يشردونه ثانية تائها. اذهب في شوارع القدس الآخذة بالتطور، هناك خلف كل مهجر عربي يقف شرقي مع أمر إزالة.
وليعلم الجميع، من حي “هأرجزيم” وحتى “جبعات عمال”، حتى آخر جيل، بأنّ قانون الاراضي الذي سُنّ عام ١٩٧۰ يلغي القانون العثماني، ويقر بأنه من الآن فصاعدًا كل الشرقيين في هذه الاحياء هم خارجون عن القانون. هذه هي البيروقراطية التي جلبت لنا الدمار والخراب. هذه هي القوانين التي سنت من اجل تقييدنا وتصعيب الامور علينا. وليعلموا أنّ الوثيقة التي وجدها يوني يوحنان في ارشيف الدولة تحت عنوان “تعليمات لبيع املاك سلطة التطوير ١٩٦۰”، مكتوب فيها بشكل واضح: “إنّ حقّ الأولوية يعطى لسكان البيوت من أجل شرائها”؛ هذه الوثائق أُخفيت عن أنظارنا، في وقت كان اصحاب البطاقات الحمراء (المقصود اعضاء حزب ماباي هو حزب يساري اشتراكي إسرائيلي سابق تأسس في ثلاثينات القرن الماضي. كان هذا الحزب هو القوة المسيطرة في السياسة الإسرائيلية حتى عام ١٩٧٧عند فوز حزب الليكود بالسلطة) وعلى رأسهم قضاة محكمة العدل العليا، عليهم اللعنة، الذين ينعمون بالعيش في قصور الطالبية والقطمون التي كانت للمهجرين العرب، ولا يوجد من يحاسبهم، وهم اسياد الدولة وقضاتها.
(تقع أحياء الطالبية والقطمون والبقعة في القدس الغربية، بناها سكان القدس العرب الاغنياء في اوائل العشرينات. بعض هذه القصور مشهورة وموجودة إلى يومنا هذا في الطالبية مثل: بيت انيس جمل وبيت الجلاط وبيت واصف بشارات وبيت قنسطنطين سلامة وغيرهم وغيرهم. في عام ٤٨ دخلت قوات الهاجناه هذه الأحياء وأمرت السكان بإخلاء بيوتهم والا سوف يتم هدمها على رؤوسهم. وفر هؤلاء إلى شرق المدينة وإلى الدول المجاورة).
لم نأتِ لنتناحر على الأملاك الفلسطينية، لكننا وجدنا في خراباتها مأوى لنا، لقد تنفسنا بها نفس الهواء. وهم نهبوا الأموال والذهب. حتى بيوتنا الموجودة في الجيتو والمساكن الشعبية الفقيرة، يريدون اخذها من اجل تحويلها إلى عقارات ثمينة. لن نتذلل لهم، بل سوف نقف بوجههم ونشير معا إلى القاتل والغاصب والمعتدي، نشير إلى صاحب السلطة الظالم. سوف تأتي راحيل ليفي التي تقطن في مسكن عميدار كل حياتها من اجل ان تشهد على ظلم ووحشية هؤلاء الذين سدوا باب بيتها بالطوب والاسمنت؛ سوف تشهد العجوز العربية الكفيفة بالأصوات التي سمعتها، صوت اطلاق الرصاص وجري الخيل، سوف تشهد سارة احمد عودة عن طفولتها في قرية ليفتا قبل الحرب. انها ذات اليد التي جرت النساء من شعرها في بيت حنينا والقطمون حتى يومنا هذا، وهي ذات اليد التي توقف الرجال داكني البشرة في صف واحد أمام البيوت المهدمة. سوف يأتي بن هاروش وطويطو، رحمه الله، وكنافو (نشطاء شرقيين في النضال الاجتماعي)، كذلك كل المعتصمين في الميادين العمومية او كما تسمى “ميادين الخبز” ومخيمات الاحتجاج، وكل الذين ينتظرون سنوات طويلة من اجل الحصول على مسكن شعبي، وكذلك ليئة شيمي وميطل ابرهام اللتين دافعتا عن بيتيهنّ في بئر السبع وهددتا بتفجير انابيب الغاز، وعائلة نطاشة مع تسعة اطفالها التي طردت من بيتها في منتصف الليل؛ وعوفر بوزغلو سائق التاكسي الذي انهكته الديون للبنوك جراء الفائدة المستحقة على قرض الاسكان وطرد مع زوجته وأولاده الثلاثة من البيت، كذلك ارواح البؤساء سكان الشوارع الذين قضوا نحبهم من البرد القارس أو الذين انتحروا نتيجة الصدمة من أمر الاخلاء. يشهد كذلك سكان القرى البدو، وتخرج إلى الشرفات نساء شارع أبو حتصيرا طلبا للعدل. يجب معاقبة كل الموقعين على أوامر الإخلاء، من بينهم موقع امر الاخلاء الخاص بعوفاديا ومريم بن ابرهام ابناء الستين والذي صدر في شتاء ٢۰١٢ بعد ان تخلفوا عن دفع اجرة البيت الباهظة لشركة عميدار، شركة ظالمة بدلا أن تسكن الفقراء والضعفاء، تصدر ضدهم اوامر اخلاء تعسفية وتطردهم بالقوة. خمسة ايام اضرب عوفاديا عن الطعام امام مكاتب الشركة من اجل ابطال امر الاخلاء ونجح في ذلك.
إني احلم بهم جميعا، الميتين والأحياء، يزحفون نحو صهيون المقدسة (القدس) التي حلمنا عليها، نجتاح المؤسسات ونحرق الوثائق والبيروقراطية ومكاتب سلطة الاراضي وشركات الاسكان الشعبي التي تركتنا تائهين نصرخ طلبا للمساعدة؛ نزحف لمكاتب الرفاه الاجتماعي، نخرج من هناك يائسين نتمرغ على قبور الاولياء ونقبل الايادي، نتضرع لله.
من صدى صرخة ساكني بركيات الصفيح قامت مخيمات “لا خيار”. سكان الاحياء والمشردين ومتضرري المساكن الشعبية اقاموا لهم خيمة احتجاج ضمن مخيمات صيف ٢۰١١ (احتجاج جماهيري ضد السياسة الاقتصادية للحكومة) من اجل النضال طلبا للعدالة. وفي الجامعات يتحدثون عن الطبقات والمظلومين. “الظلم” يصرخون بصوت عال، ملاحظات ومقارنات وتخمينات وحوارات. ونحن نحكي الحكايات ونتذكر الأسماء: فيكي فعنونو وايتي حن ومايا زيغوب الامهات البطلات في الجبهة الامامية. امنون تسور يشد الخيمة ويدندن اغنية لزوهر ارجوف، عوفديا يطرق باب رئيس الجامعة بن شوشان بحثا عن مكان للنوم في بيته، وراحيل ليفي تمسك بيدها جدار بيت رئيس الوزراء وتصيح في مكبر الصوت: “بيبي، في احتجاجات صيف ٢۰١١ خرجت الطبقات الوسطى. واقول لك ماذا يفعل بسطاء القوم اذا كان كبارها يتصرفون بهذا الشكل؟ ماذا يقول الضعفاء والمظلومون بعد عناء ٤۰ سنة من الظلم؟ ماذا يقول الذين يتقاضون أجورًا متدنية، والذين يعتاشون على مخصصات التأمين الوطني. هل تتوقع ان نعيش وندفع أجرة البيت ونشتري الغذاء من مال لا نملكه؟ واليوم انت تعطي اوامر بإخلائنا وطردنا إلى الشارع. بيبي، انا هنا من عام ٦٧ وطردوني من بيتي. سوف تدفعون الثمن يا بيبي…”
إنّ الله معك يا راحيل، سوف يدفعون الثمن، كلهم سوف يدفعون الثمن، على كل قطرة دم. سوف نزجكم بالسجن واحدًا تلو الآخر، سوف ننفيكم لبلد غريب. سوف تدفعون ثمن السلب والدمار والقتل والذل، طلب المغفرة لن يسمع، ادفعوا الثمن قبل فوات الأوان، أعيدوا لنا بيوتنا وأملاكنا، ادفعوا من جيوبكم ديوننا، الفوائد المتراكمة للبنوك، زيادة أسعار الحليب والخبز، ضريبة البلدية. ادفعوا من ارباح مصانعكم التي اشتغلنا بها في السابق، ومن اموال الضرائب التي تجنونها منا لميزانيات التعليم والثقافة الخاص بكم. سوف نسترد كرامتنا، وايضا سوف تضطرون للتنازل عن امتيازاتكم كلها. سوف تدفعون كل قرش مع الفائدة.
سوف نسجل ونصور ونحكي كل شيء، كيف ضاقت الحياة على جدي واصدقائه في براكيات القادمين الجدد (مخيمات لاجئين)، وكيف دحرجوا الصّخور وسدوا الطريق الموصلة إلى الشمال. مجموعة من الشباب المثقفين أصحاب الأيدي الماهرة من بلدة جربة التونسية، وجدوا انفسهم بدون عمل وبدون مأوى، اخذوهم بالشاحنة إلى مركز الشرطة. لعنة الله على هذا الشرطي الذي امسك بي وزجّني بقوة إلى الشاحنة ومن خلال النافذة رأيتهم يسدون الطريق في وجه الشاحنة، حاولت الخروج لكن الشرطي طرق باب الزنزانة في وجهي بقوة. عاجز عن فعل أي شيء، أخذت التقط صور المحتجين بكاميرا كانت معي. أمضى الموقوفون ليلة في مركز الشرطة في المسكوبية في غرفة صغيرة باردة، أربعة من اليهود المغاربة وعربي واحد. في المساء جاء ثلاثة من رجال الشرطة وانهالوا بالضرب على عوفاديا وقالوا له انه هو الرأس المدبر للاحتجاجات والقوا القبض عليه للتحقيق بتهمة سرقة مكنسة كهربائية. وعندما طلب اسماء رجال الشرطة المعتدين، اعتقل على ذمة التحقيق واطلق سراحه بعد ١٢ ساعة بحجة انه على ما يبدو كان هناك لبس عندما تم القبض عليه. امنون تسور، أحد المحتجين، سُجن لمدة ١٧ شهرًا في سجن بئر السبع. كذلك تم الاعتداء بالضرب على الامهات المعتصمات في المخيم بعد ان سددنَ الطريق المؤدية إلى مكاتب عميدار. ايضا القي القبض على ١۰ محتجين عندما اعترضنا اخلاء البيت في شارع بينسكير ١١.
سوف نروي قصتنا لكن لن نعتذر: لقد اغلقنا وحجزنا واجتحنا ودافعنا بأجسادنا. قانونكم ليس شرعيًا وهو ليس قانوننا، قوانينكم سنت من أجلكم ومن أجل الدفاع عنكم. لا يوجد لنا مكان في نظامكم، لسنا معنيين بمواثيقكم لحقوق الانسان ولا بالاتفاقيات الأمريكية الانجليزية، ما لنا ولهم؟ لا نريد الخطوط، الخضراء وغيرها، لا للعدل العليا ولا لهاغ ولا بطيخ. نريد فقط الاحترام والعدالة: أعطونا- لكي نعطيكم.
وتتناقل الحكايات عن الذين اجتمعوا في قهوة روزيليو (وادي الصليب)، وتحدثوا فيما بينهم عن الثورة في أزقة القطمون ومصرارة، كلنا لعنّا رئيس البلدية؛ في اماكن اخرى مثل يروحم ونيتفوت، لعنوا بن غوريون. نحن بأجسادنا شعرنا برياح الليل الباردة من خلال شقوق البراكيات، نحن الذين وقفنا على الأسطح متربصين وبأيدينا زجاجات، ربما حارقة، نرى احتضار شمعون يهوشوع. نحن الذين خرجنا من الجاهلية لكي نستقبل المهدي، مشيح بن دافيد، من أجل إصلاح العالم. ان النضال الاجتماعي مستمر، في اليونان ومصر وفي كل مكان على سطح الكرة الأرضية.
(عميت حاي كوهن، من مواليد مدينة نتيفوت. جيل ثالث في إسرائيل من عائلة مغربية-تونسية. مبدع متعدد المجالات وناشط في النضال الاجتماعي.)
1 يناير 2013
رؤوبين أبيرجل:
“صحيح أننا شاركنا في الحروب التي بادرت بها الحركة الصهيونية في هذه المنطقة، وتعاوننا معها، وسببنا الظلم الشديد لإخوتنا الفلسطينيين؛ لتحليل هذا الوضع يجب الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع التي عشناها: فقد ساقونا كقطيع لا حول ولا قوة له، لقد جردونا من كل شيء: حريتنا وحقوقنا وملكيتنا ،وثقافتنا اليهودية التي أحضرناها من أوطاننا، وقلعوا لغتنا الأم العربية من أفواهنا الأمر الذي سهّل على الصهاينة غسل أدمغتنا. هكذا أصبحنا قطعانا مطواعين نخدم أسيادنا.”
http://www.planetnana.co.il/ohalim31/_0.0.0.0.0.0.0.0.0._5.5.2008_shiva_la_mizrahim.htm
30 ديسمبر 2012
كل الاحترام, وشكراً.
24 أغسطس 2012
يا سيد عميت حاي (معمي رايح على) كوهين, اذا أنتم اليهود الشرقيين لم تشاركوا بالتطهير العرقي بالنكبة فأكيد شاركتوا بالنكسة سنة ٦٧ وأكيد كنتوا جنود في مجازر لبنان وأكيد شاركتوا بقمع الانتفاضة الاولى والثانية. وعلى كل حال أنتم مشتركين بنهب أملاك الاجئيين واقتسمتم أراضينا مع الاشكيناز. وتحية لك.
11 أغسطس 2012
شكرا لك سيدي على سؤال ، فهمت الكلمات بشكل صحيح.
للجُمْلَة ، ما أعنيه هو:
“لم نأتِ [=اليهود الشرقيين] لنتناحر على الأملاك الفلسطينية، لكننا [=اليهود الشرقيين] وجدنا في خراباتها مأوى لنا، لقد تنفسنا بها نفس الهواء. وهم [=اليهود الغربيون] نهبوا الأموال والذهب”.
ليهود من أوروبا كانوا أهدافا وطنية. وكانت وجوههم الاحتلال. نحن جئنا لأهدافا دينية.
المهم أن نتذكر في هذا الموضوع ، لم اليهود الشرقيين لن يشاركوا في النكبة، في 48 لم نكن هنا, كنا نعيش في الدول العربية.
فقط نضال مشترك..
رمضان كريم. عميت
(عذرا عن اللغة)
28 يوليو 2012
“واين الادب والاخلاق اللذين تربينا عليهما”….”ونزلت على الكنيس حالة الصمت”…. “التي تعتبر على انها معتدية”…… “وقد كان زعمائها اول من اجتمع”….. “وكذلك ليئة شيمي وميطل ابرهام اللتين دافعتا عن بيتيهنّ”…. “إني احلم بهم جميعا، الميتين والأحياء”……. “صهيون المقدسة (القدس) التي حلمنا عليها”….”ماذا يفعل بسطاء القوم اذا كان كبارها يتصرفون بهذا الشكل”……. ؟؟؟؟؟ شو هالترجمة وشو هاللغة؟؟؟؟؟؟؟
27 يوليو 2012
سؤال موجه للكاتب: عاميت حي كوهين،
سيّدي..
أعتقد أن الإقتباس التالي من كتابتك يلخص جوهر “غضبك وخيبة أملك” كيهودي سفارادي، من المشروع الصهيوني الأشكنازي…
ومحاولةً مني لفهم أعماق كلامك، قمتُ بإضافة بعض التفسيرات أو التعريفات،[بين أقواس مربّعة]، وهي إيضاحات بسيطة، قد أهملتَها أنت لسببٍ ما:
“لم نأتِ [=اليهود] لنتناحر على الأملاك الفلسطينية، لكننا [=اليهود الشرقيين] وجدنا في خراباتها مأوى لنا، لقد تنفسنا بها نفس الهواء. وهم [=اليهود الغربيون] نهبوا الأموال والذهب”.
هيك أنا فاهم عليك صح “أبو شريك”؟؟
تحياتي سيدي.