رحيل شاعر ومنشد الثورة الفلسطينية.. أبو عرب
واشتهر أبو عرب بأغانيه الثورية والوطنية التي طالما تغنى بها الفلسطينيون في مناسباتهم الوطنية، وقد قدم نحو 300 أغنية وقصيدة خلال مسيرته الفنية الطويلة
رحل مساء اليوم، الأحد، شاعر الثورة الفلسطينية ومنشدها الشعبي، أبو عرب (إبراهيم محمد صالح)، عن 83 عامًا، في سوريا.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، فإن الموت غيب أبو عرب عن عمر يناهز 83 عامًا في مدينة حمص السورية، بعد صراع مع المرض.
وبقي أبو عرب يغني لوطنه ما يقرب من 63 عامًا وهو خارجه، حتى تمكن من العودة إليه قبل عامين للمشاركة في مهرجان ثقافي، حيث أحيا مجموعة من الحفلات في مختلف مدن الضفة الغربية عام 2012، وزار أيضًا الداخل الفلسطيني، وموقع قريته المهجرة “الشجرة”، قضاء عكّا.
وقالت وزارة الإعلام الفلسطينية في بيان نعي الشاعر أبو عرب، إنه “شكل نموذجًا استثنائيًّا، ليس لفلسطين فحسب، وإنما لكل الحالمين بالحرية والمدافعين عنها في كل مكان على وجه الأرض.”
وأضافت الوزارة أنها “تعتبر غياب شاعر الثورة غيابًا لهرم ثقافي وخسارة موجعة لكل من عرفه وسمعه وآمن برسالته، فهو العلامة الفارقة لشعرنا وتراثنا وأهازيج ثورتنا وفرحنا وأملنا، مثلما كان بوصلة العودة وأنشودة الحياة والمقاومة.”
لجوء… فنّ
وغادر أبو عرب فلسطين لاجئًا عام 1948، وكان عمره 17 عامًا، واستقر به الحال مع عائلته التي هاجرت من قرية (الشجرة) في الجليل مثل مئات آلاف الفلسطينيين الذين هُجروا من ديارهم، في لبنان، وتنقل بين عدد من مخيمات اللاجئين.
قُتِل والده عام 1948 خلال اجتياح الميليشيات الصهيونية لفلسطين، وقُتِل ابنه عام 1982 خلال الاجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان.
شهد في طفولته انطلاقة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والاستيطان الصهيوني، والتي كرس لها جده أشعاره كافة للإشادة بالثورة ولتشجيع أفرادها، ولتحريض الشعب ضد المحتل البريطاني.
أسس فرقته الأولى في الأردن سنة 1980، وسميت في حينه بـ “فرقة فلسطين للتراث الشعبي”، وكانت تتألف من 14 فنانًا، وبعد مقتل الفنان ناجي العلي، وهو قريب لأبي عرب، غُيّر اسم الفرقة لتكون “فرقة ناجي العلي.”
300 أغنية وقصيدة
واشتهر أبو عرب بأغانيه الثورية والوطنية التي طالما تغنى بها الفلسطينيون في مناسباتهم الوطنية، وقد قدم نحو 300 أغنية وقصيدة خلال مسيرته الفنية الطويلة، منها: من سجن عكا، والعيد، والشهيد، ودلعونا، ويا بلادي، ويا موج البحر، وهدي يا بحر هدي، ويا ظريف الطول، وأغاني العتابا والمواويل.
وقالت وزارة الإعلام في بيانها “إن غياب أبو عرب سيترك فراغًا كبيرًا في مشهدنا الثقافي وفضاء إبداعنا، لكنه سيكون حافزًا في الوقت ذاته لنكمل مسيرته حتى تحقيق ما آمن به شاعرنا ومنشدنا.”
ولم تذكر الوكالة الرسمية إن كان سيتم دفن جثمان أبو عرب في سوريا أم في الأراضي الفلسطينية.