بحثاً عن زياد الرحباني/ عبده وازن
الشباب والأجيال السابقة، الجيل اللاحق، المثقفون والطلاب والناس العاديّون، المظلومون والحالمون… كل هؤلاء هم «الشعب» الذي يريد زياد الرحباني، الشعب الذي لا يريد أن يخون زياد ولا أن يخونه زيادٌ بدوره
بحثاً عن زياد الرحباني/ عبده وازن
.
|عبده وازن|
أياً تكن الجهة التي تقوم بحملة «الشعب يريد زياد الرحباني» عبر المواقع الإلكترونية، ناشرة ملصقاً يحمل صورة الرحباني الابن وأمامه متظاهرون ينادون باسمه، فهذه الحملة إنّما أتت في أوانها، لا سيما بعد أن أطلّ زياد «جماهيرياً» عقب غياب طويل، في الاحتفال الذي أقامه «حزب الله» أخيراً في معقله (الضاحية الجنوبية من بيروت). واللافت أنّ «شعب» زياد، في لبنان كما في سورية خصوصاً، نسي -أو لعله تناسى- السجال الذي أثارته هذه الاطلالة المفاجئة والملتبسة بين أنصار حزب لم تستطع صفة «المقاومة» أن تجرّده من نزعته المذهبية الفاضحة.
كان لا بدّ من هذه الحملة بعدما شاهد أصدقاء زياد فنانَهم الكبير يشارك في مهرجان حزب يعادي الثورة السورية، ثورة «الشعب المسكين» والمقهور، الذي لطالما تغنّى به وغنّى له الأناشيد الثورية البديعة والنقية. وكأنّ هؤلاء شاؤوا أن يقولوا له: لا، مذكّرين اياه بأنه ينطق باسمهم ويمثّل آخر صرخة حرية في ظلام هذه الحقبة المظلمة والظلامية.
قد لا نحتاج الى البحث عن هذا «الشعب» ولا الى معرفة هويته، إنّه هم ونحن، الشباب والأجيال السابقة، الجيل اللاحق، المثقفون والطلاب والناس العاديّون، المظلومون والحالمون… كل هؤلاء هم «الشعب» الذي يريد زياد الرحباني، الشعب الذي لا يريد أن يخون زياد ولا أن يخونه زيادٌ بدوره.
كان لا بدّ من كسر الصمت الذي أحاط بـ «غياب» زياد الرحباني عن «الساحة»، أو بالأحرى «المعترك» طوال أعوام. لم يفقه أحد سر احتجاب زياد، لم يشأ أحد أن يفقه هذا السر، الذي ليس بالسر أصلاً، لعل الكثيرين عاشوا صمت زياد أو خيبته ولم يشاؤوا أن يفصحوا مثله، فخيبة زياد الكبيرة هي خيبتهم أيضاً، وحزنه هو حزنهم، وحال الإحباط الشامل هي حالهم، ولكن… كان لا بد من كسر صمت زياد، كان لا بد من دعوته الى العودة، ومن «التظاهر» ولو «إلكترونياً»، ومن نشر الملصق على جدران بيروت… «الشعب يريد زياد الرحباني». حقاً، هذه الايام يجب ألاّ تمر من دون زياد… وهذه الثورات، وأختصرها بثورة الشعب السوري،لا ينبغي لها أن تقع في غياب زياد.
لم ينــس زياد طبعاً كـــيف استقبلـــه شباب سوريــــة قبل أعوام، عندما ذهب الى دمشق وأحيـــا حفلات فريدة فاق نجاحها كل تصور. وجد «الشعب السوري» الشاب (والمخضرم) في نجمهم فرصةً لرفع صوتهم عالياً، أعلى مما اعتادوا، ولإحياء الأمل في أن الحياة مازالت ممكنة، على رغم الخوف والقمع والاضطهاد.
كان متوقعاً أن يكون لإطلالة زياد في احتفال «حزب الله» الصدى الأكبر في سورية، بين «شعب» زياد هناك، وبين الشباب خصوصاً. أحزنهم زياد، أبكى بعضهم، ولكن ما من أحد حقد عليه أو خوّنه. بضعة شعارات نافرة راجت قليلاً ثم سرعان ما توارت مع خفوت لحظة الانفعال. هؤلاء يعلمون أنّ زياد لا يمكنه أن يناصر آلة القتل الجهنمية، أنّ زياد لا يمكنه الصمت أمام المجازر التي تحصل كل يوم… هؤلاء يعلمون أن زياد يتألم ويحزن ويبكي أمام مشهد الاطفال المقتولين والنسوة النائحات… هؤلاء يعلمون أن زياد لا يمكنه أن يخون نفسه ومبادئه والشال الأحمر الذي لطالما أرخاه على كتفيه… لا يمكنه أن يخون الفقراء والكادحين والجائعين والمقموعين، ولا أن يخون الخبز والحرية، أو يخونَ الانسان الذي فيه.
نحتاج الى زياد الرحباني فعلاً، إننا نفتقده كثيراً، يفتقده حتى أخصامه الذين اختلفوا معه سياسياً. زياد الرحباني الذي لم يغب مرة في اللحظات الحرجة منذ اندلاع شرارة الحرب عام 1975، لا يمكنه أن يغيب الآن. «الشعب يريد زياد الرحباني»، يريده مثلما كان دوماً ومثلما سيكون، فناناً كبيراً ومسرحياً ساخراً بعنف، ومراقباً يلقي نظرات ثاقبة على ما يحصل من حوله، من حول هذا الشعب الذي يريده.
(عن “الحياة”)
11 يونيو 2012
الى الكاتب باسم “اسعد ابو خليل” :
المقالة الهجومية التي تذكرها رائعة جدا، وهي تثبت المبدأ ذاته: ولاء المنظمات الدينية (احزاب الله، دول الله، واشباههم، ان كانوا في الخليج او فارس او جنوب لبنان)، هو لنفسها فقط، وليس للانسانية ومبادئها. فهذه المنظمات، تعمل ليل نهار، لكي تربح “المعركة”: المعركة امام كل من يعارضها، الداخلي او الخارجي.
لهذا السبب، وبوجود السلاح بكثرة (يشتريه النفط السعودي او الايراني)، تتعاظم قوة هذه الفلسفات الالهية، وتتحول الى منظمات ظلم واستبداد.
الحل هو مقاومة (سلمية) ومبدئية لكل مضطهد يحمل السلاح. كما في السعودية ، كذلك في ايران، واتباعهم المتدينين، اينما وجدوا.
10 يونيو 2012
الحقيقة انه فش احسن من الجرد اللي عمله أسعد أبو خليل في “الأخبار” لعبده وازن والمثقفين اللي على شاكلته:
http://www.al-akhbar.com/node/95081
7 يونيو 2012
انا أعرف ان حلم زياد هو الاممية.
للمرة الثالثة اوجه النقاش الى موضوع تسلط الدين على الدولة المدنية. بالسلاح او بالخوف. لم تجيبيني على موضوع حزب الله، الحزب الديني، الذي يريد فرض نظام ديني على لبنان. اذا لم يكن ذلك “استغلال” للانسان المدني الحر، فما هو الاستغلال اذا؟
المشكلة ان اللبنانيين حاليا لا مجال امامهم لمناقشة هذه المواضيع (وما هي خطورة “المقاومة” العمياء – انظري كيف يستعملها ويستغلها المجرم الدمشقي)، لان الشبيحة ستحتل بيروت كما حدث قبل عدة سنوات.
7 يونيو 2012
يمكن لو متابع أكثر كان بتعرف انو حلم زياد هو الاممية, متل ما هو حلم كل شيوعي وبضل اسمو حلم
مقاومة ماذا بالضبط ؟ بالاساس مقاومة كل ” غريب ” مقاومة الرأسمالية , مقاومة استغلال الانسان
وأكيد جزء من الصراع بالشرق الاوسط , اسرائيل , وطبعا مقاومة اسرائيل ومقاومة امريكا ..
“امريكا هي الطاعون والطاعون امريكا , لأمريكا سنشخ مازيكا على تمثال أمريكا” – محمود درويش من مديح الظل العالي
7 يونيو 2012
المشكلة يا “تفاصيل” انك لم تعقبي على ما كتبت. فلقد ذكرت ان زياد هو متحرر وضد سيطرة اي دين. التلبك هو بقصة “المقاومة”: مقاومة ماذا بالضبط؟ وحتى نصل في النهاية (بعد القضاء على مسبب المقاومة) الى اية دولة بالضبط؟
هنا وقع زياد ولم يكن واضحا، مثل الكثيرين المسحورين بكلمات طنانة وشاملة مثل “المقاومة”.
6 يونيو 2012
اللي متابع لزياد , بعرف انّه مع الحزب الشيوعي اللبناني داخلياً
اما خارجيا, فهو مع حزب الله بسبب المقاومة .
وأكيد زياد ما بطمح لدولة شريعة ولا لأي دولة دينية تانية
” لازم بكرا, لما يخلقوا من جديد .. يلعنوا الله اللي خلقهن ” من العقل زينة – الحل للصراع المسيحي المسلم
6 يونيو 2012
حزب الله، مثل ما يوحي اسمه، ومثل كل حزب ديني اخر، يستعمل الادوات الديموقراطية حتى يفرض نفسه على الدولة (الامثلة كثيرة ومتكررة في عشرات الدول في العالم). كل حزب ديني يؤمن (لوحده) ان الله اختاره من بين كل شعوب الارض ليعطيه اسرار الحياة، وله فقط. من هذا الايمان الاعمى تنبع تصرفاته كلها.
المشكلة مع زياد هي التلبك الحاصل بموضوع “المقاومة”: زياد الغير متدين والمتحرر يؤيد المقاومة للاحتلال الصهيوني، مثل كل انسان حر عنده ضمير. حزب الله يؤيد “المقاومة” كذلك، ولكن بطريقته الانفرادية، لاهدافه الداخلية اللبناني (يريد اقامة دولة شريعة شيعية في المستقبل، حسب تصريحات حسن نصرالله).
فالمشكلة الاكبر هي ان زياد والكثيرين من ابناء الشعب الاحرار، لا يفقهون ان الاحزاب الدينية تريد في النهاية فرض سطوتها الدينية، لان الله قد اعطاها الحق الابدي لفعل ذلك. أو هكذا يقال.
6 يونيو 2012
طب هلأ شو بدك ؟ شو أفهم من هالمقال ؟!
متأخر كتير هالمقال و مُكرر .. ليه ماذكر الكاتب العبقري إنو ظهور زياد الرحباني إعلامياً كانت بمهرجان السنوي تبع ذكرى حرب تمّوز و انو مادخل ظهور زياد بال”ثورة” السوريّة .