مسخرة/ حنّا شمّاس
إنها لحظة ثم لحظات، أجلس وأدخّن…فتنفتح دهاليز الفلسفة والعمق (بين قوسين أو خارجهما) والتحاليل، وإذ بي أطرق باب الحكمة… (صوت قرع طبول من سيرك بولندي)
مسخرة/ حنّا شمّاس
|حنا شمّاس|
1.شو؟
في المدرسة…
في البيت…
العائلة…
قالوا لنا:
ممنوع الكذب..
ما زلنا نكذب…
أو.. بعدنا منكزب.
“علمونا”
وقرأنا قصصًا مع مغزى ورسالة
فكان المغزى: تارةً ألا نكذب
وتارةً ألا نضرب
وما زلنا نشتم ونكذب
و”نعلّم” و”نربي”..
ونقول: ممنوع الكذب!
وما زلنا نكذب…
على بناتنا
على أصدقائنا..
على نفسي…
المغزى: ألا نؤمن بالمغزى.
2. شو بدّي أصير؟ (بوحي من رجال الإطفاء)
ماذا تريد أن تصير عندما تكبر؟
ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟
ماذا تريد أن تشتغل عندما تكبر؟
ماذا اريد؟
اريد ان اكون بريئا
ساذجا
طيبا
البس الخوذة والبدلة
وأنتظر صوت الجرس
فاهرع نحو المكان
وأطفئ لهيب الانتقام
أحيانا اهرع كي أشعل
لهيب الشهوات
فيقولون:
إنه ابن سلمى وجبران الشمّاس
إنه موهوب
لكن هذا الشغل
لا يطعم خبزا
إنه يعني :
بطعميش خبز!
فأهرع نحوهم…
3. فخ!
“شو بدّي اعمل، مجبور أشتغل، بدّي أعيش!”
- يؤسفني أقلّك: حنّا الشمّاس…انت مجبور على السريع انّك تعيش!
- ” وحياة ربّك بلا حكمه دخيل هداك”
- على كل حال، منحكي، بعدين.. الظاهر انّك مش على بعضك
- “صبابا، تلحس بعضي”…
4. من فوائد التسطيلة
أما بعد،
سلمى شمّاس، فنّانة في الأمومة، بالأمومة… فنّانه بالتمثيل، في التمثيل، فنّانه كمقدمة برامج.
سلمى، المعروفة بسلمى حدّاد (نسبة لاسم عائلتها النصراوية، قبل الزواج) إنسانة مبدعه، تتقن تقليد شخصيات بأسلوب خاص، تنبعث منه نكهة ساخرة (كرائحة طنجرة ورق دوالي وكوسا محشي، جالسة أمام رب عائلة نص شوفاني!)
تعابير وجهها المسالم والساخر في آن واحد، تفرض على المشاهد بان يثبت أمام الشاشة.
وجه يحكي حكاية انسانة، تريد أن تقول ما تقوله، بجرأة كافيه لان تصدم المجتمع الدولي بأكمله…
في حينه، أرادت سلمى ان تتزوج كباقي النساء( تقريبا، أو على الأقل في محيط بلدتها، أو مش بالضبط)
تزوجت، وكانت تتعلم في دار المعلمين في حيفا، ومن ثم تأهلت إلى المرحلة المهنية العملية،فعلّمت في قرية جسر الزرقاء.
تزوجت جبران شمّاس من قرية فسّوطه (الجليل الأعلى، قريبة على لبنان)
فاعتزلت، وأنجبتني أنا وإيلين ورياض.
في هذه المرحلة قررت أن تعتزل مهنة التعليم، أيضًا.. (سمايلي!).. فتفرّغت للبيت…(شيت! قرف!) لكنها بذات الوقت استمرت في عملها الدءوب بالتقليد والتمثيل وتقديم البرامج التلفزيونية. أجرت في حينه مقابله مع جمال عبد الناصر( اكتبوا بغوغل:جمال عبد الناصر!!) بعد اعتزاله من وعن منصبه، فكانت أوّل امرأة فلسطينية في العالم كلّه، تجري مقابلة مع عبد الناصر حصريًا قبل الحصار!
التقت به في القاهرة، سرّا.
غابت عن البيت في أزمنة كثيرة، جبران لم يقلق عليها، كان يعرف بأنها سلمى حدّاد التي تضرب الحديد وهو حامي.
ابنها البكر ما زال منويا، حيوانا يتدرب ويروّض للحياة الجديدة (تفو! تفييي، بس بالصبابا انّه).كانت تشعر به في كل احشائها.
التقت بجمال، فكان صمتا،نظرت إليه وألقت تحية ما …
تمالكت أعصابها، لكنه لم يتمالك، فبكى وتأسف واعتذر…
وقال لها: هذه المقابلة ستكون الأخيرة، لذا أرجوكي أن وبأن تكتب الحقيقة!
فقالت: عفوا، سأصوّر الحقيقة!
فضحكا
وكانت الحقيقة، عادت إلى حيفا…
واعتزلت الإعلام نهائيا…..روّضتني أنا وإيلين ورياض، لكنها أطلقت العنان وسرّحتنا (لأنها مقيدة، حكمتك يا “رب” ).
إنها لحظة ثم لحظات، أجلس وأدخّن…فتنفتح دهاليز الفلسفة والعمق (بين قوسين أو خارجهما) والتحاليل، وإذ بي أطرق باب الحكمة. (صوت قرع طبول من سيرك بولندي)
فأكتشف بأن امّي فنانه في الليبرالية، فنانة كأم.
اكتشف بان سلمى حدّاد كانت بداية…
سلمى حداد سحرتني….
ألهمتني….
اكتشف مرّه أخرى ( سبحانه!!) بأنهم لا يريدوننا أن نسبح….
أن نفرح….
أن نرقص…
أن نتخيّل…
أن ندخّن…
أن نصرخ…
أن نصمت…
يريدوننا ( هشششش!!! انتو بتعرفوا من هم، هششششش!!!)
جبناء حتى الموت….
يريدوننا كسلمى حدّاد…
أمّا جبران فاستسلم ورحل….
وسلمى باقية… تتذكر… تتأمّل… تحضن أو تحتضن حفيداتها (سما وناي) وأحفادها (ريي، دين، وكاميرون– إذا بدكو تفاصيل أكثر عن الأحفاد، الرجاء التواصل عبر الفيسبوك مثلا).
قبل أيام (بداية شهر حزيران 2011) جاءت أو أتت أو قدمت إلى مسرح الميدان في حيفا وشاهدت مسرحية “خادم السيدين”.
أعجبت بها وبالأخص بحنّا ابنها البكر الذي يمثل فيها وبها. (في المسرحيه ومع سلمى.)
فكانت عبطه…وانفعالات…وإذ بها تجري حوارًا ومقابلة معي على الهواء مباشرة، وتختتم قائله: “سلمى حداد..مسرح الميدان…حيفا..”
16 أغسطس 2011
مقال روعة ! , بتأمل أقرا كتاباتك المستقبلية برضو !
4 يوليو 2011
يلعن ربّك.. ما أحلى المقال!
26 يونيو 2011
اعادتني كلماتك لحنين الماضي الجميل بيت ابو توفيق. بيت تميز بالذوق والرضى بما توفر انذاك. توفيق بكر والديه حمل اسم جده عاشق الطبيعة وخيراتها احبها فاحتضنته باكرا. سلمى على اسم جدتها ايضا المتحدثة اللبقة كلماتها مؤثرة رغم قلتها خطها جميل ومعبر, منى اسم اختارته امي لاختي الوسطى متأثرة باسماء ممثلات مصر سنوات الخمسين, منى رفيقة سلمى جميلة العينين والنفس قوية الارادة, صلبة.
وانا خالتك سهير, الجدة الجديدة حملت من بيت ابو توفيق الحداد شيء من الفن الغير ظاهر للعيان ولكنه موجود في داخلي اورثته لاولادي باشكال مختلفة.
احبك يا حنا حفيد رفقة الاول احب ابداعك المتواصل والجريء المميز بجودته وعصرنته
خالتك سهير
24 يونيو 2011
ههه ابن عمي المسخرة اسلوب حياة! وانا بحب اسلوب حياتك, ابدعت:)
24 يونيو 2011
قلو مجنون يحكي وعاقل يسمع .. كيف لو بكتب. زيد وقول واكتب, وفكرك انثر وازرع, كلام وافكار للصحاري وحوش الضار بركي بنبت وبزهر, وبطلع للنور وبثمر وبحمل, كارثي لو على شكلك, بكفي فكرو من فكرك….. سلام يا ابو السمى , ونايات الارض تنشدها راويا هيه انت الشماس يا حنا
24 يونيو 2011
وك ابدعت حنا
23 يونيو 2011
Hanna
Well done my friend, you have it…keep shining, love you my friend.
Rober Semman
22 يونيو 2011
חנא חביבי סליחה קודם כל על הכתיבה בעברית. אין לי ערבית בעבודה…טוב אני מודה גם לא בבית הרבה מים זרמו בנהר מאז שישבתי לידך בתיכון…אז הייתי עוד מבין את ה”מסחרה” שלך אבל קצת אבדתי אותך הפעם, עושה רושם שאתה עשית עוד שלב באיבולוציה בתחום הניתוח והביקורת בעוד אני עדין בשלב שבו אני עדיין לא הולך על שתים. בעולם ציני שדוחק אותך לעבוד בפרך כדי להשיג את הכסף אני מקנא בך שאתה ידעת תמיד לעשות את הדברים שאתה אוהב ושאתה גם טוב בהם.
22 يونيو 2011
شى مرتب زى سدر كنافة نابلسية من حارة قديمة ما وصلها النت وصاحب المحل مجنن ولادو الصغار لتعلم المهنة … منكم وبكم اشعر اننى اعيش داخل فلسطين التى لم ارها الا اثناء المحاكمة العسكرية وابقائى بالسجن عشر سنوات مش عارف شو احكى بس جد كلامك اكثر من رائع … لان افهمت زى ما انا بدى افهم الحكى على مزاجى وانبسطت ……… اتمنى للكل التوفيق
22 يونيو 2011
حنّا شماس جد ابدعت !
22 يونيو 2011
بكيتني يا حنا باكتشافات العمق. (أبكيتني، إذا هيك بدو سيبويه أو الرفيق علاء )
روعة المسخرة متل دايماً
22 يونيو 2011
عفارم عليك يا عمّي يا حبيبي!
اتفق مع المحرر المحترم بشأن المقطع العبقري عن سلمى (المشهورة بالعزيزة ام حنٌا)، وأعتقد بوجوب إدخاله الى البرامج المدرسيّة في عيد الأم! تبحبحت قليلاً في وصف المقابلة مع جمال (أبو خالد، ما غيره) وكان الأولى أن تتخذ جانب الحذر في كشف هذه الأسرار العائلية. يعني يا عمّي، أنت كرجل إطفاء مشهود له بالتفاني يجب أن تتحاشى النفخ على المرمعون (داير بالك للكلمة؟). ولكني فوق كل شيء فخور بإنجازك الرائع: إلغاء نهائي للفرضيّة القائلة بأن حبل الكذب قصير. أساساً، دار الشماس لم يتملّكوا حبلاً قصيراً واحداً في تاريخهم الطويل. مع محبتي الأبديّة.
21 يونيو 2011
أهلا بك رفيق حنا في قديتا.
كتاباتك مثلك، فائقة التركيز حتى التشتت
المقطوعة عن سلمى حداد (شماس) رائعة وتقطر حبًا خالصًا.
للحظة رغبت بدخول تحرير الموقع وإجراء بعض التصحيحات على النص، ولكنني عدلت؛ هكذا يكتب حنا شماس، وليسترح الآن سيبويه في قبره…
ولتغفر لنا آلهة النحو والصرف.
21 يونيو 2011
حنا انت فنان حقيقي
انا كثير بحبك
بحب صدقك
تحياتي