نص عصيّ/ فرحات فرحات
سنتوقُ إلى كاظمِ الساهر وصابرِ الرباعي والملكة أحلامْ/ سنتوقُ إلى حسني مبارك وإلى صدّام/ سنتوقُ لمصداقيةِ نشراتِ الأخبارِ/ إلى “كاسك يا وطن”
.
|فرحات فرحات|
.
سنعودُ إلى الصّحراء
سنعودُ إلى الصّحراءِ حاملينَ معنا
ما تيسّرَ من قِرَبِ ماءٍ،
أكياسٍ من الشاي والعسلِ والزنجبيل
وأطنانٍ من القهوةِ السمراء
وأضعافَ أضعافَ منَ التبغِ العربيِّ
وهناكَ فوقَ الرمالِ الساخنة
سنخلعُ لبسَ الفرنجةِ عنّا
لنأخذَ من امرءِ القيسِ عباءتَه
ومن طارقِ بنِ زيادٍ سيفَهُ
ومن المعرّي حكمَتَهُ
ومن أبي نواسٍ مُجونَه
ومن السموألِ وفاءَه
ومن حاتمِ الطائيّ كرمَهُ
وبعدَ عامٍ أو عاميْن،
سنتوقُ إلى نشرةِ أخبارِ الجزيرة
ومؤخرةِ هيفاء وهبه
وربما إلى منْ سيربحُ المليون.
سنتوقُ إلى: بالرّوح بالدم، نفديكَ يا رئيس
سنتوقُ إلى جامعةِ الدولِ العربيّة
إلى أصحابِ الجلالةِ والفخامة والاستقامةِ والجدارة
وكدتُ أنسى: إلى بابِ الحارة.
سنتوقُ إلى رجالِ المخابرات
إلى التعذيبِ والتغييب
إلى الأعلامِ السّوداءِ، إلى التكبير
إلى الكلِ يقاتلُ الكلَّ
إلى القاتلِ بدورِ الضحيةِ
وإلى الضحيةِ بدورِ القاتل
سنتوقُ إلى الدراما المصريّةِ
وإلى الدراما السوريّة
وإلى “الفرنساويّ” ضيفها الأبديِّ
سنتوقُ إلى اللاجئين في كلِّ مكان
ورُبما سنتوقُ إلى أردوغانْ
سنتوقُ إلى جيشِ الاحتلال
وإلى مؤتمراتِ الشجبِ في الأمم المتحدة
سنتوقُ إلى كاظمِ الساهر وصابرِ الرباعي والملكة أحلامْ
سنتوقُ إلى حسني مبارك وإلى صدّام
سنتوقُ لمصداقيةِ نشراتِ الأخبارِ
إلى “كاسك يا وطن”
سنتوقُ “للناس الغلابا” في الشوارعِ والقبور
سنتوقُ للرشوى، لأطنانِ اللحومِ من الحمير
سنتوقُ للقمعِ المُمنهجِ في البيوتِ وفي السرير
وإلى التحرّشِ بالنساءِ
وإلى النكاحِ على فراشٍ من أثيرْ
سنتوقُ للخوفِ المُهيمنِ في القلوب
وإلى التملقِ للزعيمِ وللعشيرة
وإلى فتاوى الملتحينْ
وإلى محاربةِ النصارى واليهودِ الكافرينْ
.
سنعودُ للصحراءِ نحملُ شكّنا
وهناكَ في ظلِّ النخيلْ
سنسطرُ الأسطورةَ الحمقاءَ عن وطنِ اليقين.
10 أغسطس 2017
ركيك
29 يناير 2017
جميل…..
25 يناير 2017
مدهش!!