“منفيست” الصداقة/ مرزوق الحلبي
سيقتلني اليأسُ/ لو أنكَ وشيتَ بي/ في خلوتي، أسيرُ في الفِكرةِ العاليةِ،/ لو أنكَ سلّمتهم اسمِي/ والقافَ في لفظي/ والأناشيدَ التي أحبّ/ واليومَ الذي أكره
>
|مرزوق الحلبي|
سأشعر بالخديعةِ،
لو أنك انكفأت،
لو أنك عُدتَ إلى يقينكَ
وتركتني وحيدا،
أمامَ السؤال
.
سأشعرُ بالمرارةِ،
لو أنك احتفظتَ لنفسِك بضعفِ حصّتي
من اللُغة
وضعفِها من الماءِ
والهواءِ.
والعدلُ أولى الفضائلِ!
.
سأشعرُ بالخوفِ لو أنَّك
أبقيتَ على خنجركِ
معك،
ونحنُ سائرون بقلوب بيضاء
إلى سُدرةِ المُنتهى
.
سأشعرُ بالريبةِ،
لو أنك احتفظتَ بِبعض الأساطير
وبعض البطولاتِ
طليقةً
خارجَ الأرشيفِ
.
سأشعرُ بالأسى عليكَ
وعليّ
لو أنك غافلتني
وعُدتَ إلى خيمتكَ
تُدرّبُ ذريّتك على الثأرِ
وقطع الطريقِ
.
سأشعرُ بالندمِ
لو أنك،
قبلَ بلوغِ الأعالي
أبلغتني
أننا في الأصلِ مختلفان
وأنك أكثر
وأنّي أقلّ
.
سيقتلني اليأسُ
لو أنكَ وشيتَ بي
في خلوتي، أسيرُ في الفِكرةِ العاليةِ،
لو أنكَ سلّمتهم اسمِي
والقافَ في لفظي
والأناشيدَ التي أحبّ
واليومَ الذي أكره
سيقتلني اليأسُ،
والصديق، اتفقنا، مَن يصدُقك
والعدلُ بدءُ الفضائلِ
والعقلُ إمامُ الزمانِ