قصائد جديدة/ مرزوق الحلبيّ
لم يبقَ سوى بدايات قصائدٍ تُساومني على إيقاعها/ وقطع من الوقت لا أستطيع التفريط بها،/ بطاقات معايدة جمعتها من مدن أحببتها/ ووجوه لأناس لا يتسع لهم قلبي/ وفكرة ناصعة البياضِ عن الوجود/ وصورة واحدة للمعلّمة مُنى!
|مرزوق الحلبيّ|
عتب!
كلّ النصوص التي نفخت فيها من روحك،
كلّفت بها رُسلا من الرجال
ولم يقُم العدل!
كلّ الملائكة الذين أرسلتهم،
كانوا بيض البشرة
ولم تنتهِ الحرب!
كل الفيض الذي في الحكمة
وكلّ العقل الذي أنعمت به
ولم تنهزم الغريزة!
.
صورة واحدة للمعلّمة مُنى!
لم يعد في حقيبتي أيّ من القضايا الكبيرة
أو وثائق تتصل بالمصائر،
لم يبقَ سوى بدايات قصائدٍ تُساومني على إيقاعها
وقطع من الوقت لا أستطيع التفريط بها،
بطاقات معايدة جمعتها من مدن أحببتها
ووجوه لأناس لا يتسع لهم قلبي
وفكرة ناصعة البياضِ عن الوجود
وصورة واحدة للمعلّمة مُنى!
.
صوت النفس!
هناك،
كنتَ واقفا في أعلى الكلام
مزهوّا تركلُ الوقت إلى الهاوية
تنظر إلى النجوم من علٍ
وتوزّع على الناس أحلامهم
أمّا أنا،
فقد كنتُ هنا، حيث لا يبقى سوانا
أراك ضئيلًا ضئيلًا
وأنا أنظر إليك،
من داخلك!
.
المساحيق!
أول ما سأفعله هذا الصباح،
سأعدّ فطورًا للقطة وأبتسم لها فتشعر بوجودها،
سأستسلم لأول لحن لزكي ناصيف، يعلو ويخفت حتى آخر الليل
سأعلّق عينيّ على زورق أبحر من الساحل التركيّ
لئلا يسقط أحد ركّابه فلا تُسعفه السترة الواقية المزوّرة
سأجلس على حاجز الوقت أحصي ما يضيع
من أعمار الناس وما يتأخّر عند أسئلة الحارس
سأفكّر في طريقة غيبيّة أحرف بها برميل البارود عن مساره
فلا يسقط على الأرض.
يصعد اللحن إليّ، فأغنّيه
وأعرف أنّ الطغاة لا يسمعون…
ولا الشعراء المشغولون بتجميل وجوه قصائدهم بالمساحيق…