متى سنبدأ “جمعة توكلنا”؟! / بكر عواودة
*يجب ان نصرخ صرختنا من وحي ميدان التحرير في القاهرة ومن وحي البوعزيزي وليس من وحي ساحة روتشيلد*
متى سنبدأ “جمعة توكلنا”؟! / بكر عواودة
| بكر عواودة |
يتساءل البعض أين مجتمعنا العربي من كل هذا الحراك الشعبي الإسرائيلي.. أين صوتهم أين فعلهم وهم فقراء إسرائيل بلا منازع، أين حراكهم وهم المكدسون في تجمعاتهم كالسردين، أين شبابهم وهم الذين لا يملكون مكانا يسكنون فيه، أين العمال والكادحين وهم المستغَلون أبدا.. أين الأكاديميون وهم بالآلاف ينتظرون وظيفة لائقة، أين أبناء الشعب وهم ضحايا العنصرية، أين الأحزاب العربية وهي المنددة والمستنكرة صبحًا ومساءً لسياسات الحكومة.. أين الباحثون الذين أغرقونا بالتقارير والأبحاث حول الظلم والعنصرية وما يتعرض له مجتمعنا العربي تاريخيا، أين المؤسسات الأهلية من كل ما يحدث أين أهلها؟ لماذا هذا الصمت الصارخ؟
ليس أحق من المواطنين العرب بالخروج والتظاهر واكتساح الشوارع وإغلاقها كونهم الضحية الأولى المستثناة من الحلول المنبثقة من ساحة روتشيلد، ومع هذا فهم كسالى مقعدون ينتظرون مترددين مرتبكين أمام ما يجري، ويتساءلون هل هذا نضالنا وهل نحن شركاء مع الطبقة الوسطى الإسرائيلية في نضالها؟
الصحيح أننا لسنا جزءا من الطبقة الوسطى الإسرائيلية، لا سياسيا ولا اقتصاديا، وقضيتنا ليست قضيتهم ومن المهم توضيح الأمور ولا يمكن الرجوع إلى الوراء متجاهلين عقودا من المقاطعة والإقصاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولا يمكن تناسي دماء آخر فوج من الشهداء في هبة القدس والأقصى ولا يمكن التغاضي عن العنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي.
نحن بأغلبيتنا ننتمي إلى طبقة الفقراء والعمال المنبوذين وأصلا نحن لا نملك عربات أطفال بـ 4000 شاقل لنجرها إلى ساحة روتشلد فهل يمكن أن نحشر أنفسنا حاملين أطفالنا في أحضاننا!
لا بالطبع، لسنا مثلهم وخطابنا مختلف في جوهره وفي جذوره، فقضيتنا ليست وليدة سياسات اقتصادية نيوليبرالية بدأت بتولي بنيامين نتنياهو مقود المالية قبل 10 سنوات بل هي أم القضايا، وليدة عملية كولونيالية استئصاليه.
هذه هي قضية الحق المغيب، عمرها 63 عاما فنحن أصحاب الأرض التي يقف عليها المتظاهرون، نحن أصحاب 420 بلدة عربية مهدمة ومهجرة، نحن أصحاب العراقيب التي هدمت 28 مرة، نحن أصحاب آلاف المنازل المهددة بالهدم.. وإن سألتم الأرض من لها ومن عليها لأجابت!
لن انضم لخيم المحتجين بخيامهم الفارهة فخيامي تغطي مختلف أصقاع الأرض وهي الأجدر بتسمية مخيم لأنها تحمل قضية سياسية وإنسانية في آن واحد ولأنها لم تقم من اجل الحصول على بيت بل وجدت جراء ما تعرض له البيت وما يزال من سلب ونهب أصلا. لن أكذب على نفسي وأخدع عقلي بوجود تيار يساري في إسرائيل، فلا يسار مع الصهيونية التي تحتل شعبا آخر. لن انضم لمظاهرة لا ترفع شعارا ضد الاحتلال وتركز على إنها غير سياسية.
قضيتي لم تولد من رحم الغلاء وأسعار البيوت فلو خفض سعر الوحدة السكنية من مليون ونصف شيكل إلى مليون شيكل سيظلّ ينقصني مليون. أعيدوا لي ارضي لأبني عليها بيتي بجهدي وعرقي ولا أريد معونة أو مساعدة من الحكومة.
وماذا بعد، هل هذا يبرر جلوسنا صامتين؟
يجب ان نصرخ صرختنا من وحي ميدان التحرير في القاهرة ومن وحي البوعزيزي وليس من وحي ساحة روتشيلد. وعندما نتظاهر قريبا فلن نخرج أيام السبت فلنا مع الجمعة تجارب ناجحة.
إذًا لماذا لا نصرخ صرختنا من الناصرة وسخنين وأم الفحم والنقب ضد العنصرية والاحتلال من اجل حق العودة، ضد الظلم والإقصاء، ضد هدم البيوت، ضد الفقر وضد القهر، ضد العنف والبطالة؟
لماذا لا نصرخ صرخة نحو الداخل من اجل أن نفيق من غيبوبتنا وصرخة ضد الظلم والعنصرية، ونوجه الطاقات والإحباطات لمن يجلدنا بدلا من أن تنفجر على شكل شجارات لا تتوقف في بلداتنا؟
لماذا لا نخرج شاهرين سيف الاحتجاج من اجل وقف مسلسل قوننة العنصرية ضد كل ما هو عربي في بلادنا؟ لماذا لا نصرخ من اجل تغيير حالنا ولنكشف لنتناياهو الوجه الحقيقي ” للديمقراطية” التي ننعم بها وحدنا كعرب في الشرق الأوسط؟!
متى سنبدأ جمعة توكلنا التي نمزج فيها ضمن معادلة دقيقة بين الوطن والمواطنة.. بين القومي والمدني كي لا ننسى أيا منهما؟
متى؟
في انتظار إشارتكم.
9 أغسطس 2011
عندما نصبح شعباً … نعمل وفق استراتجيةجامعة، وليس من باب رفع العتب لتسجيل موقف … أصدار بيان وبع الصور!!!
والسلام
9 أغسطس 2011
مظاهرات روتشيلد متميزة بانها وفاق يهودي صهيوني وكلمة عرب لم تذكرحتى الان – واوافق الكاتب ان الحلول ستكون على حساب العرب مثلما فعل يشاي مع مستوطنة حريش في قلب وادي عارة. اقصاء العرب ليس مرتبط بمشاركتهم او لا فهذا الاقصاء جزء من العقيدة الاسرائلية التي تؤيدها اسرائيل الشعبية . حتى خلال المظاهرات في مستشفى برزلاي يمنعون التحدث باللغة العربية وفي الكنيست 40 عضو كنيست يوقع على منع اللغة العربية وعن اي عدل اجتماعي تتحدثون . عدم مشتركتنا هو شهادة نضوج بانه لن يغرر بنا بعد اليوم . اسرائيل لم تتغير
وهذا الحرامك هو حراك اسعار وليس حراك عدل.
9 أغسطس 2011
محاولةإحداث التغير يا اخي العزيز في الظروف الموجدة ليست مجابهة ما بين -العرب- و-اليهود- في الدولة انما هو تكاثف رغيف الخبز على خلاف لونه في وجه حكومة الامبريالية.
من قال ان النضال الاجتماعي الطبقي لا يحمل رموز النضال القومي ؟
او ليس في هذا النضال توعية لشبابنا وجماهيرنا على “حقوقنا”
8 أغسطس 2011
عندما تصبح الخيانة وجهة نظر تلوح بين الطبيقية والاممية ويتم التنظير لخطاب “انا افتخر” من المهم سماع الصوت الاخر. مقال واضح وجرئ .
8 أغسطس 2011
تم وضع النقاط على الحروف – للاسف التعليقين 1+2 لا يناقش الفكرة بل يناقش الشخص . وهم بعيدين عن الموضوعية.
8 أغسطس 2011
رائع وفي الصميم ومن القلب . وضعت الحروف على النقاط كنت مترددا والان اعرف انني لن اشارك .
8 أغسطس 2011
سؤال للكاتب ,,, كم مرة كنت بالعراقيب ؟؟؟ اللي انت صاحبها ؟؟؟
8 أغسطس 2011
مقال عاطفي من الدرجة الاولى .. تدفع عنّي ارنونا ؟