صدور “كارلا بروني عشيقتي السريّة” بطبعتها العربيّة عن دار “الأهليّة” بعمّان
“يضيف حليحل مدماكًا أساسيًا في بناء القصة الفلسطينية التي تسعى بجديتها إلى استيعاب التراث الفلسطيني بمضامينه وأشكاله، لكنه لا يقتصر عليه، بل يتسع ليشمل التراث القصصي العربي والعالمي بثرائه وتنوعه”
|خدمة إخباريّة|
صدرت مؤخرًا الطبعة العربيّة الأولى لمجموعة “كارلا بروني عشيقتي السريّة” لعلاء حليحل، عن دار “الأهليّة للنشر والتوزيع” في عمّان، بعد أن كانت صدرت بطبعتها الفلسطينيّة المحليّة في عكا عن “كتب قديتا”.
تقع مجموعة “كارلا بروني عشيقتي السريّة” في 204 صفحات، وتحوي 11 قصة قصيرة، إلى جانب 11 قصة قصيرة جدًا جاءت تحت عنوان “قصص عن قصائد لم تُكتب”. وتتناول قصص المجموعة مواضيع تتركز في قضايا مجتمعيّة وسياسيّة وثقافيّة، مُنوِّعَةً من جهة الأسلوب والنوع على أكثر من جانر، منها الواقعيّ والواقعيّة السحريّة والخيال العلميّ.
وكتب الناقد أنطوان شلحت عن هذه المجموعة: “اختار الكاتب أن يصف القصة الطويلة، التي سمى مجموعته باسمها، بأنها قصة ثيمتها “البوست كولونياليزم”، وهو توصيف يحيل مباشرة إلى “البوست مودرنيزم”، أي ما بعد الحداثة، على مستوى الشكل والأسلوب. غير أنه في كتابته الما بعد حداثية ينحو- بقصد أو بغير قصد لا يهم- نحو قلب الآية في هذا الأسلوب رأسًا على عقب… وهو يفعل ذلك بأسلوب أصيل وخصوصي، وبعملية أقرب إلى الإبداع منها إلى مجرّد اللهو العابث، كما يتبدى في معظم نصوص هذا التيّار. لعلّ أكثر ما يُكرث حليحل، في هذه المجموعة يتمثل في تصوير الحاضر كما نعيشه دون تحوير. ومن هنا كان صدقه المتناهي في عرض هذا الحاضر كما هو، من غير تفلسف أو ادعاء، ومن غير رغبة في أن يستخلص منه الدروس أو أن يستقي منه العبر.”
وفي التظهير الذي كتبه بروفيسور محمود غنايم للمجموعة جاء: “علاء حليحل كاتب جاد، ملتزم وواقعي. وهو في مجموعته هذه يضيف مدماكًا أساسيًا في بناء القصة الفلسطينية التي تسعى بجديتها إلى استيعاب التراث الفلسطيني بمضامينه وأشكاله، لكنه لا يقتصر عليه، بل يتسع ليشمل التراث القصصي العربي والعالمي بثرائه وتنوعه. إنه يقرأ تفاصيل الواقع الفلسطيني، حتى ذلك الذي لم يخبره بنفسه، كما في قصة “الخيمة”، فيكاد ينعى السقوط، سقوط المجتمع الفلسطيني في مخيمات اللجوء، لكنها العذابات التي لا تلد إلا مزيدًا من الإصرار وكثيرًا من الصمود… وإذا كانت الواقعية في مرحلة ما اعتُبرت سبّة تَنصّل منها الأدب الحداثيّ وما بعد الحداثيّ، فإنّ “كارلا بروني، عشيقتي السّرية” تعيد سبك مرايا الواقع المهشّمة بترتيب جديد لا يبقي من الواقع إلا نسمات خفيفة تشهد على إطلالة جديدة وقراءة متأنية لتفاصيله المبهِرة. ليس مصوّرًا لا مباليًا تكنوقراطيًا ولا ناقدًا متجهّمًا يوسع نصّه تعاليمَ مُنزلة وأخلاقًا حميدة، بل هو ذاك الهجّاء العصري الذي يرمي حجرًا صغيرًا في وسط البئر لتنداح دوائر الماء فلا تبقي ولا تذر… تخطو هذه المجموعة إلى مسارب موغلة في التجريب القصصي ليتعانق الواقع مع الحلم والممكن مع المستحيل والنهائي مع اللانهائي عبر شخوص بيكارسكية تذكّرنا بأدب القرون الوسطى، سواء ذلك العربي أو الغربيّ”.
وقد بدأ توزيع المجموعة عن دار “الأهليّة” في عمان وبيروت وقريبًا في معارض الكتب بالعالم العربيّ.